الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/01/2008   #185
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* تظل كل عودة إلى الماضي ـ مهما كان نوعها ـ ارتدادية، فكيف يكون التجديد عندك عبر هذه العودة؟
ـ عودتي إلى التراث مرتبطة بتقوية دعائم الهوية القومية في مرحلة نتعرض فيها لغزو بواسطة العقول والأفكار، وليست عودة من منطق سلفي. لما كتبت قصصي بعد يوليو 1967 لم تظهر مشكلة التراث بمستوياته الدينية والسياسية كما هو مطروح في السنوات الأخيرة. أما جهدي، فسابق على القضية المطروحة حاليا في العالم العربي تحت مسميات الأصالة والمعاصرة أو التغريب والتأصيل. عندي الآن علامات كبيرة في الرواية العربية «رسالة البصائر في المصائر» و«شطح المدينة» التي ترجمت إلى الفرنسية، و«دفاتر التدوين» التي استوحيت بعض عناوينها من القرآن الكريم، وهي عبارة عن ترجمة ذاتية ولكن فيها خيال جامح، وعندي أعمال أخرى كثيرة.
* لكن أين تضع تجربتك ضمن المحاولات التي ظهرت في الستينات عن تأصيل الرواية العربية؟
ـ أنا ابن المرحلة... لكن هناك خصوصية ثقافتي وتكويني الشخصي. فلدي هم شديد بالزمن. قد يبدو ذلك منطلقا تجريبيا للقضية ولكنه شديد الاتصال بالمسار الذي اتخذته. كان عندي هم طفولي منذ الصغر، وكنت أتساءل إذا ما كان بإمكاننا أن نسترجع الأمس، وأن نصل إلى اللحظة التي انقضت. وأنا الآن ما زلت شديد التعلق بما يفقد، أبحث عما يمكن أن أتعلق به في ظل واقع متلاش.. وتؤرقني فكرة الزمن، ومن بعدها فكرة الموت. وقد واجهت الموت كثيرا: الموت الذي يأتي من الداخل، والموت الآتي من الخارج... الزمن... البقاء.. الفناء... ومن خلال قراءاتي الفلسفية، اهتديت إلى المفهوم الإسلامي للزمن... كل شيء إلى زوال. هذا ما يعبر عنه القرآن فيما يشبه القانون. لكن هذا القانون يلتقي مع قانون جدلي آخر، أن كل شيء في تغير مستمر. والتغير معناه الفناء والميلاد والبقاء، في نفس الوقت. هذا الإحساس قادني إلى الاهتمام بالتاريخ. فليس هناك تاريخ بعيد وآخر قريب، ما دامت اللحظة التي انقضت من الصعب استعادتها. والتاريخ ما هو إلا محاولة للإمساك بما جرى. لكن هناك عناصر من ذلك الواقع المنصرم ما زالت فاعلة في حياتنا، ذلك هو التراث الفاعل، والمستمر، والتراث يمنح الهوية، ويعطينا الملامح الخاصة بنا.
كنت أقرأ كثيرا، وبشكل تلقائي... وذلك جوهر تجربتي. لقد وصلت إلى نتائج نظرية من خلال تجربة تلقائية، وليس العكس.
نشرت لي خمس قصص وروايتان قبل أن تصدر «الزيني بركات». والقصة لدي إرهاص للرواية، تحمل دائما نواة رواياتي.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:06.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02429 seconds with 11 queries