عرض مشاركة واحدة
قديم 19/09/2009   #17
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


12.


كتب الذي لم يكن يهودياً، أنه قد يكون كذلك، لولا أن دمشقَ بألفِ لغةٍ تخبره بأنْ لا مهربَ ولا منجى من أبوابها إلا إليها... وأنّ فكرةً حُبستْ ذات يوم في أحشائها ستبقى تتخلّق، حتى يأذن وقتُها لتعود إلى الحركة والفعل، وما الذي يجديه إن كتب؟ ...

* * *

عالمٌ تدور حوله أصابع عجوزٍ يدخّن ويفكّر في شيء ما.. منفضة من حجر... هذا ما يراه في إغماضته الطويلة وهو يجلس كعابدٍ أمام الشاشة.
المدينة تفور كقدر نحاسٍ، وما يحدث داخلها تعلمه هي وحدها، سيعيد تجّارُ الشام السيناريو الذي ألفوه كما ألفوا لغتهم المخلّطة من اليونانية والآرامية...والتي لم تتغيّر يوماً.
سيذهب كل شيء، وتبقى ساقا نور تدور كبجعتين على الماء..

* * *

ـ ليس لدي أي تفسير...
ـ وأنا لم تعد لدي أسئلة يا إخاد.. أقصد يا آأرون.. هل يمكنني أن أذهب الآن ؟
ـ نعم يمكنك الذهاب... سلّم على الشام..
ـ آآ... الشام.. كدت أنسى... هل تريد شيئاً من هناك ؟
ـ هناك.... هل تذكر هذه الكلمة؟ .. في حارة اليهود... حارتنا ..
ـ كنت ترفض الذهاب إلى هناك ، وتصر على البقاء في الشام.. الآن..صرت تسميها هناك !!
ـ كل شيء يتغيّر ...
ـ نعم ...وداعاً ..
ـ إلى اللقاء..أفضل ..

* * *

خرجتُ من البار الذي جلسنا فيه أنا وإخاد.. وكأنني أخرجُ من حلم طويل.. وكأن عالماً يلفظني بصعقة من مائه الهائج... لم أعد أفكّر سوى بالعودة وبسرعة إلى دمشق، إلى بيتي..على ضفة جبل الشيخ.. في الطريق إلى الليل الذي يلفّ دمشق.

* * *

مازلت أرى في أحلامي جلساتٍ مع إخاد، ونور ، وليندا... والشيخ مابعد الحداثي، مازالت زياراتي لحارة اليهود، تجلب لي الأثر ذاته في وعيي ولا وعيي، ومازلت أرى فتياتٍ يجبن الشوارع المرصوفة بالحجر وهن يبحثن عمن يساعدهن في إدخال الخيط في الإبرة.. يوم السبت..
اسمع صوت خطواتي في الشارع المستقيم.. الذي سألني عنه يهود ويسكانسون... الأسرار... الأسرار.. الأسرار تحت المدينة.. تحت الناس.


(لم تنته اليوميات ولكن تدوينها النهائي يكتمل الآن في مكان آخر)

.



ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03959 seconds with 11 queries