الموضوع: فـلاسفـــة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/09/2008   #16
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


اللقاء بجان بول سارتر وحياتهما
على مقاعد الدراسة في جامعة السوربون عام 1929 التقت ب"جان بول سارتر"، ولاحظا منذ البداية سمة مشتركة عند كليهما: الكراهية التي يكناها لقيود الطبقة العليا المسيطرة والجنوح نحو الحرية الشخصية. وهو اللقاء الذي اعتبرته ميلادها الحقيقي .
بدأ التواصل الفكري بينهما بشكل منقطع النظير, فكانا يقضيان الوقت في محاورات ومناقشات فلسفية عميقة ومطولة . وسرعان ما تحولت صداقة العقل إلى صداقة القلب ، فدخلا في شراكة فكر وحب لم تـنتـهي إلا بالموت .


تخرج سارتر , وكان الأول على دفعته وكانت هي الثانية. وعمل الاثنان بالتدريس في المدارس الثانوية. ولكن في منطقتين مختلفتين . وكانت الخطابات هي همزة الوصل بينهما حتى ضاقا بالفراق , فتركت سيمون التدريس ولحقت به , ومعا كونا فريق عمل متجانسا ومتفاهما في كل المجالات : الفكر والأدب والسياسة ، تعاونا معا أثناء الحرب في حركة المقاومة وشجع كل منهما الأخر على نشر نتاج فكره . كما قاما برحلات خارجية كثيرة قوبلا خلالها في البلدان المضيفة بكل الترحاب


و ما لبث سارتر الشاب أن عبر عن التناقض في فهمه للحرية الفردية حين أراد في مرحلة مبكرة ربط سيمون دو بوفوار به بشكل نهائي: نعم، عرض عليها الزواج حتى لا تفرقهما رغبة سيمون بالاتجاه الى سلك التعليم، وربما الاستقرار في منطقة تكرس بعدا جغرافيا بينهما.
كان جواب سيمون الرفض واتجهت الى التعليم مبتعدة عن رفيقها جغرافيا، وان كانت الصلة الروحية بينهما استمرت منذ تلك اللحظة الى نهاية حياتهما.





تعتبر سيمون دي بوفوار ام الحركة النسوية في العالم .. هى كاتبة وجودية فرنسية ارتبطت طول عمرها بعلاقة صداقة و حب مع الفيلسوف الوجودي سارتر


لقد كانت علاقتهما محكا لمفهوم كليهما للحرية الشخصية الذي بدأ بعرض سارتر الزواج الذي رفضته دو بوفوار كما أسلفنا، وتواصل بممارسة كل منهما لحريته الشخصية عبر اقامة علاقات عاطفية وجنسية مع اخرين، مع الابقاء على الارتباط الروحي والجسدي مع الاخر الذي بقي الثابت الوحيد في حياتهما حتى نهايتها.
لعل أهم العلاقات المذكورة من ناحية دوبوفوار كانت علاقتها العاطفية مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألجرين التي استمرت 17 عاما واالتي سببت ألما مبرحا لسارتر الذي اقام بدوره علاقات حميمة في فرنسا والولايات المتحدة.

كان المحك الأكبر لمدى امكانية صمود مفهومهما الجديد للحرية أمام رواسب التملك الكامنة في روح كل منهما هو العلاقة الثلاثية التي ربطت سارتر مع دوبوفوار وأولغا كوزاكيفيتش، حيث بدأ ميل سارتر للأخيرة يثير الغيرة عند سيمون. الغيرة ؟ وماذا عن التحرر من المشاعر والقيم السائدة وخاصة غريزة التملك ؟
لقد بدا هذا التناقض بين المشاعر والمبادئ المعلنة لفلسفة سارتر-دوبوفوار يشكل لهما مأزقا فلسفيا ووجوديا في ان، وبالرغم من حرية اقامة العلاقات التي مارسها كلاهما دون أن يخفيها عن الاخر الذي بقي بالنسبة له/لها المحور الثابت والبوصلة الأزلية، الا أن الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يغب للحظة عن علاقتهما.

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05166 seconds with 11 queries