الموضوع: فـلاسفـــة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/09/2008   #10
شب و شيخ الشباب SelavI
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ SelavI
SelavI is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
ما زلت اتسأل عنه
مشاركات:
946

افتراضي


وهكذا فان” سارتر “ يضع حدودا فاصلة بين الوقائع الخارجية والتخيل ويفرق بين الفعل القصدي والقصد الخالص بوصفهما تابعين لموضوعهما، فيجد إن الموضوع الواقعي هو ذلك الموضوع الذي يقصده الإدراك الحسي على النحو الذي يكون عليه، باعتباره وجودا فعليا يتجاوزه الوعي، ولذلك يسمى القصد في هذه الحالة القصد الفعلي، إما الموضوع المتخيل فليس له وجود واقعي متعال على الوعي، لان القصد في فعل التخيل يسلب الموضوع وجوده الواقعي وبهذا يكون موضوعا قصديا خالصا.

وفي رؤيته للإدراك وعلاقته بالوجود الواقعي والمتخيل يحدد اربعة مستويات متناقضة بين الاثبات والنفي، والحضور والغياب، بوصفها مفاهيم ظاهراتية، إذ يرى إن الإدراك يطرح الشيء كوجود، والصورة تحتوي على عملية يقينية أو فعل إثبات ، هذا الفعل الذي يتخذ اربعة اشكال فقط يمكنه إن يطرح الشيء كغائب، بمعنى انه موجود في مكان آخر وان يحيد نفسه، إي لا يطرح موضوعه كموجود. اثنان من هذه الأفعال عمليات نفي والثالث فعل ايجابي والرابع نوع من تعليق الاثبات أو تحييده. وان توجه الوعي نحو موضوعه يعني انه فعل، فالاساليب التي يقصد بها الوعي موضوعه أو يتجه إليها هي أفعال، وهذه الأفعال تتميز بأنها نسيج الوعي ذاته، فهي الفعل والوعي في الوقت ذاته، وهذا هو معنى تعبير” سارتر “ (إن الوعي قد تطهر ولم يعد في باطنه شيء) من هنا يتضح إن العمل على جزء من الظواهر أو تمثلاتها في الوعي والإدراك والتخيل، إنما تمثل ظواهر تتم دراستها ضمن النتاج الكلي من اجل استخلاص الرؤية الكلية للعالم والأشياء.

وفي جانب آخر من دراسته لنظرية الانفعالات التي شكلت جانبا مهما في فلسفته يرصد بوضوح العلاقة بين الانفعال والشعور الداخلي الذي يعده معبرا بالضرورة عن الواقع الخارجي في عملية إلغاء الفواصل بين الداخل والخارج وإيجاد روابط الألفة بينهما من اجل إنتاج الموضوع الجمالي كما يصفه” جادامير “ (ان انفصال كل عنصر منتفى من عمقه الأصلي ليطفو على سطح المستوى الأمامي، وهذا الانفصال يعد شرطاً أساسيا لعملية التلقي والإدراك، وان العلاقة بين المستويين الأمامي والخلفي تخلق توترا تخف حدته، إذ يندرج عبر تسلسل التفاعلات التي تصب في إنتاج الموضوع الجمالي). هذا التوتر الناتج عبر سلسلة التفاعلات الداخلية وبين الانفعال الخارجي هو الذي يصفه سارتر بأنه السبب في تعديل كلي للوجود في العالم المعاش،اي ان واقعة شعورية ما هي إلا دلالة على الواقع بمجملته من حيث انه يجعل نفسه واقعا منفعلا او منتبها او مدركا او مريدا.

فالانفعال يحيل إلى ما يدل عليه وما يدل عليه إنما هو مجموع علاقات الواقع الإنساني بالعالم والانتقال إلى الانفعال تعديل شامل” للوجود في العالم “، اي ان سارتر يؤسس أولا ماهية الوعي التخيلي وفقا لمنهج الفينومينولوجيا في محاولته لفهم طبيعة النشاط الخيالي ودوره في الخبرة بالعمل الفني، ثم كيف يحدث هذا الوعي التخيلي عندما يكون موضوعه العمل الفني على وجد التحديد.
من هنا كان يلتزم بمنهج الوصف والملاحظة عن طريق التأمل الانعكاسي، قبل ان يصدر إحكاما على العمل الفني والخبرة به. هذه الخبرة التي تنتج من خلال العلاقة التبادلية بين العمل والفنان من جهة وبينه وبين المتلقي من جهة أخرى، حيث يشير بهذا الصدد إلى ان الفنان يقصد المشاهد، والمشاهد بدوره يقصد الفنان، فكلا القصدين يلتقيان عند الموضوع الجمالي الذي يتأسس على أرضية الموضوع الفيزيقي، وهي إشارة واضحة إلى تحول اللامرئي الى مرئي عياني باعتماد الفكرة المتخيلة وإنشائها على السطح التصويري وبهذا يستبعد فكرة المحاكاة او نقل الواقع.


تعرف العرب على سارتر من خلال ترجمة اعماله إلى العربية ،لكن موقفه من فلسطين والمشكلة العربية الاسرائيلية لم تكن وفقا لما تطلع له العرب ولا يبدو من الممكن الفصل بين التأثيرات السياسية عند سارتر ومواقفه الفكرية، خصوصاً ما يتعلق بفلسطين ومواقف سارتر المخزية للعرب رغم محاولات التبرير التي قُدمت له ولليساريين العرب على السواء. وخلاصة القول إن سارتر كان منحازا عن العروبه ولم يكن شجاعا في تطبيق افكاره والعمل بها ، إذ لم يقف على مسافة واحدة من كل ما يتعلق بالانسان والحرية ، بل انه شوه فكره اليساري من خلال التأثير الذي تعرض له من صديقتيه اليهوديتين سيمون دي بو فوار ، وكلود لانيزمان
جان-بول شارل ايمارد سارتر 21 يونيو 1905 باريس - 15 أبريل 1980 باريس

يتبع . . .

من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03099 seconds with 11 queries