تنظر إلي..
كثيرون حولنا..
و أصوات تذوب في طقطقة القطار..
ضحكات.. و كثيرون أيضا
يرتشفون حزن المساء..
و تتوالى الزيارات إلى الحمام
في طقس رتيب..
و الساعة تعلن بعد قليل..
وقت الانسحاب..
-الحادية و النصف..
علي أن أذهب..
(لا أدري إلى أين ..من ثورة عطرك)
-هل أنتِ على عجل؟
-ابقي قليلا (في ضغط دمي)
لا تهربي..
(لن تصلي أبدا آخر المتاهة)
القهوة تبرد..
نظراتك تشتعل..
-لا تكن مستبدا!
مهلا.. فسمُرّاء.. لم تغز في ساعة!
-الصبر.. هو أن أحترق شيئا فشيئا..
و أرفض أن أكون تلك الشمعة!
لديكِ تحدي غزالة..
أيتها الهاربة من قلبها..
-و أنا أرفض أن أكون تلك الفريسة!
..
القطار ما زال يدور..
بلا هوادة..
تتبعه نظرات الرواد ..
غرْقَى في دفء المكان..
و نمضي نحن أيضا..
نراقب في صمت
كيف يدور و يدور..
ملتهما سقف المقهى..
يختفي آلاف المرات..
داخل نفس السرداب..
و يخرج بعد لحظات.. لاهثا..
لكي لا يتوقف أبدا..
لكي لا يصل أبدا..
و أنا ..في تلك اللحظة
أدركت أن مصيرنا صار مثله..
بلا هوادة..