يقولون: إنّ الكتابة إثم عظيمٌ
فلا تكتبي
وإنّ الصلاةَ أمام الحروف حَرامٌ
فلا تقربي
وإن مِدادَ القصائد سمٌّ
فإيّاك أن تشربي
وهأنذا
قد شربتُ كثيراً
فلم أتسمّم بحبر الدواةِ على مكتبي
يقولون: إن الكلامَ امتيازُ الرجال
فلا تنطقي
وإن الكتابة بحرٌ عميقُ المياهِ
فلا تغرقي
وهأنذا قد سبحتُ كثيراً
وقاومتُ كلّ البحار... ولم أغرقِ
يقولون إني كسرتُ بشعري جدارَ الفضيلة
وإنّ الرجال هم الشعراء
وأسأل نفسي:
لماذا يُقيمون...هذا الجدار الخرافيَّ
بين الحقول...وبين الشجر
وبين الغيوم...وبين المطر
وما بين أنثى الغزال...وبين الذكر؟
ومن قال: للشعر جنسٌ
وللنثر جنسٌ
وللفكر جنسٌ؟
ومن قال إنّ الطبيعة
ترفضُ صوت الطيور الجميلة؟
يقولون إني كسرتُ رخامة قبري
وهذا صحيح...
وإني ذبحتُ خفافيش عصري
وهذا صحيح...
وإني اقتلعتُ جذور النفاق بشعري
وحطّمت عصر الصفيح
فإن جرّحوني
فأجمل ما في الوجود..غزالٌ جريح
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|