الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/01/2009   #162
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


6 كانون الثاني، 2009

ثلاثائيات -18-




الصباح


عشرة أيام منذ بدء العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزّة..
عشرة أيام من الموت... من الجريمة
من الصمت.. العار.. الذل..
عشرة أيام سوداء سواد الدخان المتصاعد جراء القصف الهمجي..
الكيان الصهيوني يجدد تأكيده أنه في أعمدة الموت له أساس وجوده, و هو لا يريد إلا هذا الأساس..
لا يمكنني نسيان الشهداء و أهاليهم.. و أتألم كلما رأيت رقمهم يزداد.. و أتألم أكثر عندما أرى العالم يتفرّج على الرقم و هو يكبر و كأنهم يراقبون مؤشر أسهم البورصة.. هل يا ترى ينتظرون أن يصل الرقم إلى حجم مناسب كي يتدخلوا, كي يكون التدخّل مربحاً و مجزياً؟
النصر لفلسطين.. و السلام لغزّة الكرامة...
و ليرحم الله أرواح الشهداء و لينصر الأحياء و يحميهم...





الظهر


بالأمس قرأت خبراً يقول أن كتائب شهداء الأقصى, الجناح العسكري لحركة فتح, قد انضمّ في غزّة إلى حماس في خندق واحد ضد الاجتياح الإسرائيلي رغم عدم رضى القيادة السياسية الحالية عن ذلك.
من الجيد أن نرى وحدة فصائل المقاومة ضد العدو الحقيقي, و من المؤسف أن يكون قد حدث فقط تحت هذه الظروف و لم يحدث قبلاً, فالصراع الذي دار على مدى أشهر قد أخجل كل من يناصر القضية و جعل شماتة الأعداء سائدة.
أود كذلك أن تحية كتائب الشهيد أبو علي مصطفى, الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, تلاميذ جورج حبش و غسان كنفاني.. التي أثبتت دائماً أنها ترى عدواً واحداً و ترفع سلاحها بوجهه, و لم تدخل في دوّامة صراع عقيم على سلطة واهية خرج منه الجميع مهزوماً.
عدا عن توحيد الجهود في وجه المعتدي, فبادرة كتائب شهداء الأقصى أراها إنصافاً لتاريخ حركة فتح النضالي الذي لا يمكن لأحد أن ينكره, حتى بعد انحراف القيادة السياسية الحالية و استسلامها لتيار عفن فاسد. حركة فتح قدّمت قوافلاً طويلة من الشهداء على مدى سنين طويلة, و السمعة الشيطانية التي اكتسبتها فتح بسبب قيادتها السياسية الحالية هي صفعة مؤلمة في وجه ذكراهم.
يجب أن نتذكّر أحياناً أننا أحفاد الكنعانيين, الذين كانت مدنهم تتصارع فيما بينها دوماً, لكنها تنسى نزاعاتها فور قدوم معتدٍ خارجي و تتوحّد لمجابهته. يجب أن نتعلّم من هذا التاريخ و نترك الخلافات لتحل بالديمقراطية الحرة.. في برلمان حر.. في فلسطين حرّة.. لأن كل نزاع ما بين الفلسطينيين اليوم هو صراع سخيف على شيء غير موجود..
و لتحيا المقاومة الفلسطينية..





العصر


التاريخ يقول أن نتنياهو سيفوز بالانتخابات النيابية المقبلة
لنعد ثلاثة عشر عاماً إلى الوراء..
بعد اغتيال اسحاق رابين بسبب توقيعه اتفاقية أوسلو مع ياسر عرفات, خلفه شمعون بيريز ريثما يحين موعد الانتخابات القادمة, و كان خصمه في حزب الليكود هو بنيامين نتنياهو..
كان شمعون بيريز, الرئيس الحالي للكيان الصهيوني, شخصاً بلا كاريزما سياسية (كاريزما سياسية في إسرائيل يعني تاريخاً حربياً) و قد عاش عمره تحت ظل رابين الذي لم تكف دمويته السابقة كشفاعة له على "الخيانة" التي ارتكبها بحق ثوابت بني صهيون عندما وقّع اتفاقية أوسلو.
كان لدى بيريز شهور عديدة كي يمسح سمعة "حمامة السلام" من صورته السياسية, و لذلك فقد أمر بعملية عناقيد الغضب ضد الجنوب اللبناني, و ضمن هذه العملية المجرمة حدثت مجازر عديدة من ضمنها مجزرة قانا الأولى.
مع ذلك.. فاز نتنياهو.. فالنسيج الشعبي للكيان الصهيوني يعشق لغة الحرب لأنها صيغة وجوده, و بالتالي دائماً سوف يبحث عمّن يزاود في هذه اللغة..
الآن.. يعيد حزب كاديما نفس محاولة شمعون بيريز منذ سنوات, فمفاوضاتهم غير المباشرة مع سوريا, و ضعفهم خلال الاعتداء على لبنان جعل لهم سمعة "حمامات" هي إهانة حقيقية في الوسط السياسي الإسرائيلي..
و لكن.. نتنياهو يتحدّث بلغة أكثر إجراما.. و لذلك.. سيفوز بالانتخابات
لأن التاريخ يعيد نفسه.. دوماً





المغرب


بغض النظر عن حبّي لبلدي الآخر, اسبانيا, عليّ أن أقر أنني وجدت في إعلامه - بشكل عام- ما افتقدته في الإعلام العربي - بشكل عام أيضاً- . بغض النظر عن الموقف السياسي فإن هناك تعاطفاً إنسانياً كاملاً مع قضية الشعب الفلسطيني بشكل دائم, و يزداد هذا التعاطف و التضامن في هذه الظروف.
عليّ أن أحيي الصحفي المخضرم القدير إينياكي غابيلوندو, الذي أعتبر مونوجات الرأي التي يقرؤها قبل نشرة أخبار الساعة التاسعة يومياً دروساً حقيقية في الإنسانية و الأخلاق السياسية, و هذه الأيام يدرج بشكل يومي عبارات تجعلني أتمنى لو أسمعها من سياسي أو إعلامي عربي... للأسف.
أن أسمع صحفياً قديراً و بثقله يتحدّث بشكل متكرر و دون التفاف عن "إرهاب دولة" و "جريمة حرب" دون أدنى حساب للاتهامات بمعاداة السامية و التحامل على اليهود التي تطلقها السفارة الإسرائيلية و ملحقها الإعلامي يجعل احترامي له يزداد كثيراً.. خصوصاً و أن هكذا عبارات لا نسمعها من الكثير من الإعلاميين العرب بل و حتى بعض الفلسطينيين.
لكن صوت التعاطف الإسباني مع الشعب الفلسطيني دون شك هو ألبرتو آرثي..
ألبرتو طبيب شاب عضو في جمعية لا حكومية و يعيش في غزّة منذ شهور, و قد اشتهر اسمه عندما رفض الخروج مع باقي أفراد منظمته عندما أمرت إسرائيل بإجلاء الرعايا الأجانب قبيل الاجتياح الأرضي, و قد شرح أسباب رفضه للخروج هاتفياً في العديد من نشرات الأخبار و البرامج الخاصة عن الاجتياح, و سماعي لهذه الأسباب جعلني أتجمد..
يقول أنه عندما سخّر حياته لمساعدة الآخرين كان يعلم أنه سيكون في أماكن ليس الوضع فيها جيداً, فبطبيعة الحال لو كان الوضع جيداً لما كان وجوده ضرورياً, بنفس الوقت الذي لا يريد أن يسهّل مهمة الجيش الإسرائيلي بخروجه فهو يعلم أن وجوده مزعج للصهاينة لأن موت طبيب اسباني قد يكون له ضجة أكبر من وفاة مئة فلسطيني للأسف, و لذلك فهو يرفض الخروج و لن يخرج. و عندما سألته الصحفية إن كان يعي فعلاً أن حياته في خطر قال أنه يفضّل الموت على أن يهرب و يترك غيره يموت, فالحياة مع الإحساس بأنه خذل من كان بحاجته هي حياة لا يريدها.
كل هذا الكلام يقوله بكل هدوء و رباطة جأش جعلت منه رمزاً حقيقياً في اسبانيا
أتمنى ألا يصيبه مكروه و أن تنتهي محنة غزّة للجميع, و أن يعود سالماً إلى أهله.. و سأفعل ما بوسعي, إن كان عن طريق الصليب الأحمر أو عن طريق أطباء بلا حدود, لإيصاله تحياتي و إكباري لإنسانيته.





الليل


أنام و أنا أتمنى لو أصحى غداً لأجد مفاتيح العالم بين يديك
لتعلّميه المنطق
الإنسانية
الحرية..
فهذا العالم المجنون, يا صغيرتي, قد يكون بحاجة للجم و ترويض..
لكنني أعتقد أن حنانك على كل شيء مستطيع
فاسردي على مسامعه كلماتك... عسى الوحش يهدأ
عسى الظلام ينجلي..
عسى الموت يهرب
إلى غير عودة..
..
أستغل هذه التدوينة لإرسال تحية للدكتور أحمد الحافظ, الذي علمت عن طريق والدي أنه يتابع هذه المدوّنة. يسعدني و يشرّفني أن شخصاً بثقافته العالية و ذوقه الرفيع يتابع ما أخطّه. و أتمنى أن ينشئ قريباً مدونة يشاركنا فيها كتاباته



جميع الحقوق محفوظة لمدونة yass
www.syriangavroche.com

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04213 seconds with 11 queries