عرض مشاركة واحدة
قديم 01/11/2008   #5
شب و شيخ الشباب jano.
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ jano.
jano. is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
478

افتراضي


ياس، عند قرائتي لمقدمة القصّة لا أدري لماذا شعرت بأنّها ستنتهي بإحدى المآسي التي تجري أحداثها عادةً على ضفاف الفرات... هذا النهر الذي لازال منذ القدم وحتّى يومنا هذا في كلّ عام يطلب القرابين البشريّة، ويبدو أن هذه القرابين هي سرّ بقائه...
ولكن لحسن الحظ لم يتمّ ما ظننت به وعاد أحمد الصغير سالماً سليماً ومعافاً، اللّهم إلّا من اللكمات وبصمات الخيزرانة على جسده.. عادي يا أحمد عادي.. تقبّلها بروح رياضيّة. ثم إن ضرب الأحبّة أطيب من الزبيب كما يقال، ولا تسألني عن نوع الزبيب في هذا المثل وكيف كان طعمه عند ضارب المثل... ولا تنسى بأن جميع المحتفلين التمّوا حولك تاركين العريس أثناء الاحتفال بطقوس عرسه!! أنا لو كنت محلّك وحظيتُ بهذا الشرف وبنفس الإهتمام لقبلت بالضرب حتّى المساء...

ثم يا أحمد! من قال لك بأنه يجب عليك رمي السنارة إلى أبعد نقطة في النهر؟
انظر إلى الشبّوط ولحمه الوفير وعنقه الثخين وستعلم بأنّه ذو مزاجٍ رائق ولا يحب المياه السريعة الجارفة بل مياه الضفاف الدافئة حيث ينتقي له مالذّ وطاب من الحشرات والعوالق من بين الأعشاب؟ هذا إن كانت السمكة يافعة فتية ثغرها صغير... وإن قررت تكرار تجربة الصيد فسأهمس لك بأن الشبوط الكبير يحب الولائم الكبيرة والدسمة، فدعك من الخبزِ والخسّ وإليك بجرادة أو دودة أو ضفدعة صغيرة، واحرص على أن تبقى حيّة كي ترقص من شدّة الألم في قلب الفرات وتغري برقصتها السمك الجائع... لا تخف فليس لدينا جمعية للرفق بالحيوانات لتتّهمك بتعذيب ضفدعة!!
ولا تشكرني فسأكتفي بدعوةٍ منك لتناول الشبوط المقليّ، وسنلفّق أنا وأنت القصص المرعبة عن وحولَ هذا الفرات المخيف..

اقتباس:
مشى مترين.. و شعر بقوة جبارة تدفعه و تقتلع قدميه من موطئهما.. و تتحرك به كقشة في مهب الريح...

سمعت في صغري بأن الصيادين يشكون من تقطّع شباكهم في نهر الدجلة بسبب الحجارة الثقيلة المتدحرجة مع قوة المياه الهائلة على الرغم من أن سطح الماء يبدو هادئاً ساكناً، ولم أصدق ذلك إلا عندما وقفت بالقرب من ضفة ذاك الجبّار وسمعت صوت تصادم الحجارة الآتي من عمق النهر وخاصةً في فصل الربيع، ولا أخال مياه الفرات أقل هيجاناً من مياه الدجلة في هذا الفصل من السنة.. والغريب في الأمر أن الإسم الذي اطلقه القدماء على نهر الفرات -والذي اشتقّ منه الإسم الحالي- كاني يعني "جيّد العبور" أو "سهل العبور" ولا أعلم عن أي سهولة كانوا يتكلّمون!!

اقتباس:
حميد, أخوه الكبير, سيتزوج بعد أسبوعين, و من تحضيرات العرس الفراتي الأساسية طقس غسل الصوف الذي سيدخل في أثاث بيت العرسان الجدد, و هذه العادة المتجذرة لم يستطع الأثاث الحديث و لا حتى قوانين البلدية أن تنهيها, فهو طقس, عدا عن نفعه لتنظيف الصوف, عائلي و احتفالي, و بمثابة اختبار لشعبية أم العريس و معرفة مدى قدرتها على تجنيد الجارات و القريبات و الصديقات للمساعدة.

أذكر عندما رأيتُ هذا الطقس لأول مرّة أثناء طفولتي كنّا أنا ووالدي في رحلة صيد ومررنا على نبع صغير حيث مجموعة من النسوة والأطفال منهمكون في غسل الصوف في وسطه، عندما سألت أبي عمّا يفعلون وأجابني بأنهم يقومون بغسل وتنظيف الصوف، عندها بقيت أفكر مطوّلاً: هل إن أرادو غسل الشيء ينهالون عليه بالعصي؟ ونسيت حينها أننا جئنا لنطفيء عطشنا وأننا لم نستطع شرب الماء من النبع...


ياس ياابن الفرات البارّ،،، حقاً ما أجمل أن نرى هذه الطقوس والعادات الجميلة مكتوبةً ايضاً. فعمّى ستحدثنا في المرّة القادمة؟
جود باليتبع جود
واعذرني على الإطالة في هذا الصباح
Urhoy


haa haaaa haatshuuu!!!!!!!..... Sorry, I'm allergic to bullshit!

Urhoy سابقاً

آخر تعديل jano. يوم 01/11/2008 في 12:12.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04491 seconds with 11 queries