عرض مشاركة واحدة
قديم 14/10/2007   #32
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


قرار تقسيم فلسطين


بنشوب الحرب العالمية الثانية في صيف 1939 واجهت الإنسانية وضعا خطيرا، فألمانيا النازية التي جسمت أعنف إمبريالية عرفها التاريخ آنذاك دشنت بهجومها الغادر على بولونيا محاولة السيطرة على أوروبا أولاً والعالم ثانياً:
وبعد فترة من المناورات سميت "بالحرب الصورية"، حاولت خلالها ألمانيا النازية جر فرنسا وبريطانيا وراءها وإخضاعها لمخططاتها بدون حرب، شنت ألمانيا النازية حربها الصاعقة في أوروبا الغربية واحتلت هولندا وبلجيكا والنرويج وفرنسا وبدأت تدق بغاراتها على أبواب بريطانيا التي احتمت وراء البحور التي تحيط بها لتصد الغزوة.
وتسارعت الأحداث وقرر التناقض الإمبريالي من ناحية، ونضال الشعوب والقوى التقدمية ضد النازية من ناحية أخرى، توزيع الدول والشعوب على جبهتي المعركة.
وهكذا وقف محور مكافحة الشيوعية الذي تألف من ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان العسكرية والعناصر المغرقة في الرجعية في ناحية والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبريطانيا والشعوب عامة في ناحية مقابلة.لقد وضعت الحرب، الإنسانية، أمام خيار مصيري، فإما أن تستسلم أمام بطش أعنف إمبريالية وحشية عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت، وأما أن تقضي على هذه الكتلة الإمبريالية الشريرة فتخط صفحة جديدة من التاريخ بحيث تفيض بممكنات التطور الإيجابي.
لقد أصبحت تلك الحرب الآن جزءا من التاريخ الإنساني ونتائجها الدينامية- بعد هزيمة النازية- تتفاعل مع الأحداث حتى اليوم.
والأمر الهام هنا أن اندلاع الحرب العالمية الثانية أسهم في وقف الطلقات الأخيرة التي حاولت بها الرجعية العربية، المتساوقة مع النازية، الإبقاء على وضع ثوري معاد لبريطانيا في فلسطين.
وهذه الحقيقة على غاية من الأهمية فدعاة الصهيونية والمحافل الإمبريالية في دول غربية عديدة قد نسجوا أسطورة وضعية زعموا فيها أن الشعب العربي الفلسطيني ساند النازية في الحرب العالمية الثانية.
وقد اعتمدوا في هذا على أسلوب التزييف الرجعي التقليدي القائم على دفع شعب بأسره بصنيع يقوم به نفر من الزعماء.
صحيح أن مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني انتسب إلى محور النازية وخدم مقاصدها، ولكن الصحيح أيضا أن الشعب العربي الفلسطيني- باعتراف إدارة الانتداب البريطاني- رفض دعوة المفتي للقيام بتمرد واستنكرت صحافته العربية- حتى التقليدية منها- الغارة على تل أبيب التي وقعت آنذاك (تقرير فلسطين للجنة الانجلو- أمريكية 1945-1946 ص60).
واقتربت الحرب في يوم من الأيام إلى فلسطين، حين وصلت القوات الألمانية بقيادة روميل إلى "العلمين" كما أحست بعض المدن مثل حيفا بالحرب أيام الغارات الجوية التي تعرضت لها وخاصة حين بدأت القوات البريطانية والفرنسية الحرة احتلال سوريا ولبنان لانتزاعهما من سيطرة حكومة فيشي الفرنسية المتهاودة مع ألمانيا النازية.
ولكن لم يكتو شعبا فلسطين العربي واليهودي بنار الحرب، وكانت سنوات الحرب سنوات انتعاش اقتصادي كبير بسبب نفقات القوات المسلحة البريطانية الوفيرة التي عسكرت في البلاد وبسبب حاجات المجهود الحرب المتعاظمة التي فرضت على بريطانيا تعديل سياستها القديمة، التي هدفت إلى الإبقاء على البلاد سوقا لسلعها الصناعية، فمكنت الصناعات المحلية من التطور لسد حاجات البلاد.
وكان من الطبيعي أن تستفيد من هذا الوضع على نطاق واسع الصناعية في القطاع اليهودي إذ كانت أكثر تطورا لأنها لم تتعرض إلى القدر ذاته من الضغوط الإمبريالية ومثلت في بعض القطاعات (الأسمنت والزيوت والصابون) تعاونا رأسماليا بين احتكارات بريطانيا ورأسماليين يهود محليين.
ولذلك كانت حصيلة التطور الاقتصادي في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 ازدياد التفاوت بين القطاعين العربي واليهودي بحيث أصبح القطاع اليهودي يحتل مكان الصدارة في حياة البلاد الاقتصادية وبالتحديد في ميداني المال والصناعة.
وحسب تقرير حكومة فلسطين بلغت احتياطات البنوك التي يمتلكها العرب في 1945 9.3 مليون جنيه، في حين بلغت تلك الاحتياطات التي يملكها اليهود 50.3 مليون جنيه .(ص565).
أما الأموال المودعة فكانت النسبة 39.3 مليون للعرب و16.7 مليون لليهود. (ص566).
وكان التباين عميقا في ميدان الصناعة ففي حين بلغت منشآت العرب 1.558 منشأة (وجلها صغير) برأسمال مليونين من الجنيهات بلغت منشآت اليهود 1907 برأسمال 12 مليون جنيه ... وهكذا الأمر ظهر في حجم الإنتاج فكانت النسبة في ميدانه حوالي 5.6 مليون (يعود للعرب) وحوالي 29 مليون (يعود لليهود) (ص 567).
ووطد هذا التطور الاقتصادي الوطن القومي اليهودي في فلسطين وساعد على عملية التحول الكيفي في ماهية الجماهير اليهودية الناجم عن التغييرات الكمية.
ففي نهاية الحرب العالمية، في عام 1945 كان قد بلغ عدد اليهود في فلسطين حوالي 660.000 وتعمقت، إلى حد ما، نتيجة التطورات الاقتصادية والثقافية، عملية تلاحم أبناء الطوائف اليهودية المختلفة الذين وفدوا إلى البلاد، وزاد هذه العملية سرعة ضغوط الحرب العالمية الثانية وسياسة النازية اللاسامية التي خلقت بين اليهود شعورا بالمصير الواحد.
في هذه الفترة كان من الممكن رؤية التغيير إلي طرأ على الجماهير اليهودية في فلسطين واتضح أنهم يسيرون في طريق التبلور القومي بحيث جعل في الإمكان القول أن فلسطين تتغير من قطر ذي قومية واحدة، هي القومية العربية وجماهير يهودية حكمها حكم الأقلية، إلى قطر ثنائي القومية يعيش فيه شعبان: العربي واليهودي.

سياسة القيادة الصهيونية
عند نشوب الحرب كتب حاييم وايزمن إلى نيفل تشمبرلين رئيس وزراء بريطانيا:
"نشأت مؤخرا خلافات بين الوكالة اليهودية والدولة المنتدبة في الميدان السياسي ولكننا نرغب في أن تخلي هذه الخلافات مكانها لضرورات الزمن الأكثر الحاحا" (روبرت سانت جون:بن غوريون ص72).
وصرح دافيد بن غوريون الذي كان يقترب من القيادة بوصفه زعيم "ماباي" القوة السياسية الكبرى في القطاع اليهودي:
"سنحارب الكتاب الأبيض كأن لا حرب هناك، وسنقاتل في الحرب كأن لا وجود للكتاب الأبيض" (المصدر ذاته).
وهكذا يمكن تلخيص سياسة القيادة الصهيونية خلال الحرب العالمية الثانية بملمحين جوهريين: مقاومة الكتاب الأبيض عن طريق تجاوز قيوده على الهجرة وانتقال الأراضي من ناحية، وتأييد الجبهة المعادية للنازية بشتى الطرق على اعتبار أن دحر النازية سيخلق ظروفا أفضل لتمارس لصهيونية سياستها من ناحية أخرى.
وقد توقع بن غوريون أن تؤدي الحرب إلى قيام الدولة اليهودية فكان يقول: إذا كانت الحرب العالمية الأولى قد جاءت بوعد بلفور فالحرب الثانية ستأتي بالدولة اليهودية" (المصدر ذاته ص 73).
وانطلقت القيادة الصهيونية في سياستها من مواقعها الجوهرية القائمة على التعاون مع الدول الإمبريالية التي تتناقض مصالحها مع مصالح ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان العسكرية.
وتعميق التمايز داخل القيادة الصهيونية إزاء الدول الإمبريالية في الجبهة المعادية للنازية خلال سنوات الحرب ورجحت شيئا كفة القوى الموالية للإمبريالية الأمريكية.
وقد انتبه إلى هذه الحقيقة روبرت سانت جون حين كتب يصف تفكير بن غوريون: "لقد رأي حتى في حالة كسب الحلفاء الحرب أن بريطانيا ستهبط بوصفها دولة كبرى وستندفع الولايات المتحدة إلى موقع قيادة العالم" (كتابة بنو غوريون ص82).
ومن العوامل التي أسرعت في عملية التحول إلى الإمبريالية الأمريكية ازدياد نفوذ الطائفة اليهودية الأمريكية بوصفها أضخم وأغنى طائفة في الحركة الصهيونية، خصوصا وأن الطوائف اليهودية في أوروبا تدهورت وكانت الكارثة النازية تعمل على تصفيتها ببربرية لا مثيل لها في التاريخ.
وجسم هذا الانتقال من الاعتماد على الإمبريالية البريطانية إلى الاعتماد على الإمبريالية الأمريكية المؤتمر الطارئ الذي عقدته "لجنة الطوارئ الأمريكية للشؤون الصهيونية" في فندق بيلتمور في نيويورك في أيار (مايو) 1942 وصادقت فيه على برنامج بيلتمور في نيويورك في أيار 1942 "برسالة أمل وتشجيع إلى اليهود في الغيتوات ومعسكرات الاعتقال الهتلرية"، ويحيي الوكالة اليهودية واللجنة القومية في فلسطين على إنجازات الوطن القومي اليهودي... ويسجل تحويل الصحاري إلى جنات يانعات ‍‍!! ويدعو- وهذا كان بيت القصيد- إلى تنفيذ هدف وعد بلفور الأصلي وهو "اعترافاً بالعلاقات التاريخية بين الشعب اليهودي وفلسطين

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05682 seconds with 11 queries