عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #12
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


فالخروج على الجماعة يستوجب ضرب العنق. وقد أكد هذا الخليفة عليّ بن أبي طالب عندما تم اختياره خليفةً وكتب إلى معاوية في الشام، يخبره أن المسلمين اختاروه خليفةً بالشورى: " فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك رضاً، فإن خرج عن أمرهم خارجٌ بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى.[51]
ومن شدة ولع المسلمين بوحدة الصف، اتهم بعضهم عليّ بن أبي طالب بتفرقة صف المسلمين، رغم أن عليّ كان خليفة المسلمين المعترف به ( ولو أن الذين اختاروه قلة من المسلمين)، وكان يحارب معاوية في محاولة لتوحيد دولة المسلمين التي شطرها معاوية باستقلاله بالشام، فقد روي المقريزي أن يوسف بن عمر والي هشام على العراق أيام الثورة الزيدية صعد على المنبر في يوم جمعة وقال: إن أول من فتح على الناس باب الفتنة وسفك الدماء هو عليّ [52].
ويبدوا أن الدكتور عليّ الوردي، عالم الاجتماع، يوافق هذا الرأي فيقول: " لم يشهد التاريخ الإسلامي رجلاً فرّق الجماعة كعلي بن أبي طالب. وقد أُتهم علي بسفك دماء المسلمين مراراً، حتى أن ابن عمه ونصيره، ابن عباس اتهمه مرة بهذه التهمة. قيل إن ابن عباس أخذ شيئاً من بيت المال يوم كان عاملاً لعلي على البصرة ثم هرب به. فكتب إليه علي يلومه ويهدده ويخوفه من الله. فأجابه ابن عباس: أنه يؤثر أن يلقى الله وفي ذمته شئ من أموال المسلمين، على أن يلقاه وفي ذمته تلك الدماء التي سفكت يوم الجمل والتي سفكت في صفين والتي سفكت في النهروان. فقال علي: " وابن عباس لم يشاركنا في سفك هذه الدماء" [53].
ويقول سهيل العاني صاحب كتاب " حكم المقسطين على كتاب وعاظ السلاطين" : إن الاعتراض على الظلمة غير واجب إذا كان فيه تحرك فتنة تؤدي إلى تفرقة الكلمة وذلك لأن درء المفسدة أولى من جلب المصلحة[54]. فالصبر على ظلم السلطان أفضل من الخروج عليه وتفريق كلمة المسلمين.
وعلماء المسلمين يفضلون إجماع المسلمين على حياة المسلم، حتى لو كان هذا المسلم عثمان بن عفان. فعندما ثار الناس على عثمان وطالبوه بالتنحي وإرجاع الأمر للشورى، يقال أنه قبل ذلك وبعث سعد بن أبي وقاص إلى عليّ بن أبي طالب ليخبره بذلك، ولكن قُتل عثمان قبل أن يصل سعد إلى عليّ. ويعلق الأستاذ محب الدين الخطيب على ذلك فيقول: " إن عثمان لا يجوز له أن يخلع نفسه أبداَ ". فالخلافة في نظر الخطيب قميص ألبسه الله عثمان، وقد قال رسول الله لعثمان " يا عثمان، إن ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع الذي قمّصك الله فلا تخلعه "، وقال ذلك ثلاثاً[55]. وهذا لا شك حديث منحول صنعه بنو أمية، ولكن الخطيب استدل به.
ويعتقد الخطيب أن خلع عثمان يؤدي للفتنة وسفك دماء المسلمين، أما قتله فهو يهدّئ الفتنة ويقلل من سفك الدماء. ويقول الخطيب " عثمان افتدى دماء أمته بدمه مختاراً فما احسن الكثير منا جزاءه [56]. فأصبح عثمان في نظره كالمسيح بن مريم عند المسيحيين.
ورغم كل هذا التشديد على وحدة المسلمين، لم يجتمع المسلمون على شئ واحد منذ موت الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. فقد تقسموا شيعاً واحزاباً في خلافة عثمان ثم في خلافة عليّ بن أبي طالب، وزاد التحزب والانقسام الذي استمر حتى يومنا هذا. فانقسمت الشيعة إلى الأثني عشرية، والسبعية، والزيدية، والفاطمية، والإسماعيلية وغيرهم. وانقسمت السنة إلى عدة مذاهب منهم المالكية، والشافعية، والحنبلية، والحنفية وغيرهم. وتقسمت أقطارهم وسياساتهم حتى أنهم صاروا لا يتفقون حتى على هلال رمضان الذي يمكن الآن حساب ورصد متى يظهر في أي بقعة في الأرض حساباً دقيقاً لا مراء فيه. كل هذا يثبت أن الإسلام قد أتى بنظم قد تكون جميلة من الناحية النظرية، لكن لا يمكن تطبيقها في عالم الواقع.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05552 seconds with 11 queries