عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #7
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


خلافة عثمان

كان عثمان بن عفان رجلاً نزيهاً في نفسه لكنه كان ضعيفاً تجاه أقاربه، لا يرد لهم طلباً. وبمجرد أن اعتلى منصة الخلافة عيّن أقاربه ولاةً على الأمصار وترك لهم الحبل على الغارب، يفعلون ما يشاءون برعاياهم دون خوفٍ من حساب أمير المؤمنين.
فقد عيّن عثمان على الكوفة أخاه من أمه، الوليد بن عقبة. وكان الوليد هذا معروفاً بالفسق وشرب الخمر. يقال أنه صلى بالناس في مسجد الكوفة ذات يوم وهو سكران، فلما انتهى من صلاته قال للناس " أتريدون أن أزيدكم؟ " فغضب الناس وهجموا عليه فانتزعوا خاتمه من يده وهو لا يشعر، فجاءوا به إلى عثمان. وهنا بدأت قصة ذات شأن. حيث قال عثمان للرجل الذي أتى بالخاتم " أنت رأيت أخي يشرب الخمر؟ " فأجاب الرجل " معاذ الله، ولكني أشهد أني رأيته يغسلها من جوفه، وأني أخذت خاتمه من يده وهو سكران لا يعقل".
وكان عثمان يحاول إيجاد العذر لأخيه. فتدخل علي بن أبي طالب وطلب من عثمان أن يعزل الوليد ويحده. واضطر عثمان أن يحضر الوليد إلى المدينة، ورمى بالسوط إلى عليّ ليجلده. فلما أقبل عليّ على الوليد، أخذ الوليد يسبه ويقول له " يا صاحب مكس" فغضب عقيل ( أخو عليّ) من هذه التسمية فأخذ يسب الوليد بدوره، وصار الوليد يزوغ من يد علي فأمسك به علي وضرب به الأرض وعلاه بالسوط. فقال عثمان " ليس لك أن تفعل به هذا " فقال علي " بلى. وشر من هذا إذا فسق ومنع حق الله تعالى أن يؤخذ منه"[14].
وكان عثمان يمنح أقاربه من بيت مال المسلمين دون وجه حق، فقد ذكر محمد بن عمر أن عبد الله بن جعفر حدثه عن أم بكر بنت المسوّر عن أبيها أنه قال: قدمت أبل من أبل الصدقة إلى عثمان فوهبها لبعض بني الحكم ( من بني أمية) من أقاربه.[15]
ولما أحتج الناس على ذلك قال لهم عثمان: " لنأخذّن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام". فاعترض عليه عمار بن ياسر قائلاً " أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك ". واعترض عليه علي بن أبي طالب أيضاً فقال: " إذن تُمنع ويُحال بينك وبينه" [16].
ولأن عثمان كان من أثرياء قريش، حاول حماية الأغنياء الذين طالبهم أناس من أمثال أبي ذر الغفاري بتوزيع أموالهم على الفقراء، وكان أبو ذر يجوب الشوارع صائحاً بالأغنياء أن يوزعوا أموالهم كلها على الفقراء وكان يردد من القرآن : " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم". فنهاه عثمان عن ذلك، لأنه كان يكنز الذهب، كما سنرى لاحقاً، فقال أبو ذر: " أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله "[17]
وغضب عثمان غضباً شديداً على أبي ذر وقال لمن حوله: " أشيروا عليّ في هذا الشيخ الكذاب، إما أن أضربه أو أقتله، فإنه فرّق جماعة المسلمين، أو أنفيه من أرض الإسلام". فقال علي بن أبي طالب، وكان حاضراً: " أشير عليك بما قاله مؤمن آل فرعون: فإن يكن كاذباً فعليه كذبه وإن يكن صادقاً يصيبكم بعض الذي يعدكم، إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب". وقد غضب عثمان من عليّ لجوابه هذا، واتهمه بأنه هو الذي حرّض أبا ذر عليه في سبيل أغراضه الخاصة[18].
ولما اشتد النزاع بين عثمان وأبي ذر حول كنز الأموال كان كعب الأحبار بجانب عثمان يؤيده و يأتي له بما يدعم رأيه ضد أبي ذر، مما أضطر أبا ذر إلى الهجوم عليه حيث ضربه على رأسه وشجه. فغضب عثمان لذلك غضباً شديداً. كان كعب الأحبار يرى أن الأغنياء عليهم فقط دفع الزكاة[19]. وقال عثمان يوماً بحضور أبي ذر وكعب الأحبار: أيجوز للإمام أن يأخذ من المال فإذا أيسر قضى؟ فقال كعب الأحبار " لا بأس" فقام إليه أبو ذر يقول " يا أبن اليهودي أتعلمنا ديننا "[20]
نفذ صبر عثمان أخيراً فأمر بنفي أبي ذر إلى الربذة، وأمر بأن لا يشيّعه أحد. والظاهر أن عليّ لم يسمع بهذا المنع، أو لعله سمع به وتغافل عنه، فخرج لتوديع أبي ذر يصحبه ولديه الحسن والحسين وأخوه عقيل وابن أخيه عبد الله بن جعفر، وكان معهم عمار بن ياسر[21].
يقال أن عثمان غضب على عمار بن ياسر لتوديعه أبا ذر فأمر بنفيه أيضاً. فجاء علي بن أبي طالب إلى عثمان يلومه في ذلك، فهدده عثمان بنفيه إياه كذلك، عند ذلك جاء نفر من كبار الصحابة فلاموا عثمان وقالوا له: " كلما غضبت على رجل نفيته، فإن هذا أمر لا يسوغ "، فكف عثمان عن عليّ وعن عمار[22]
وكان لمروان بن الحكم دورٌ كبير في إفساد خلافة عثمان إذ كان مستشاره المقرب وكان يشير عليه بما يفيد بني أمية دون غيرهم. وكان مروان يعتبر أن الحكم أصبح ملكاً لبني أمية لأنهم كانوا أهل عزٍ وسلطان قبل مجئ الإسلام. فغضب المسلمون غير بني أمية على عثمان، وقلّ احترامهم له، وابتدأ بعضهم يهينه علانية. قال محمد بن عمر: وحدثني محمد بن صالح عن عبد الله بن رافع بن نقاخة عن عثمان بن الشريد قال: مر عثمان بن عفان علي جبلة بن عمرو الساعدي وهو بفناء داره فقال جبلة لعثمان: " يا نعثل، والله لأقتلنك ولأحملنك علي قلوص جرباء ولأخرجنك الي حرة النار". ثم جاءه مرة أخري وعثمان علي المنبر فانزله عنه[23]
ويقول أبو بكر بن اسماعيل عن أبيه عن عامر بن سعد قال: كان أول من اجترأ علي عثمان بالمنطق السيئ جبلة بن عمرو الساعدي، مر به عثمان وهو جالس في ندى قومه وفي يد جبلة جامعة، فلما مر عثمان سلم فرد القوم، فقال جبلة: " لمَ تردون علي رجل فعل كذا وكذا!! " قال: ثم أقبل علي عثمان فقال: " والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه ". قال عثمان: " أي بطانة! فوالله اني لأتخير الناس "، فقال: " مروان تخيرته! ومعاوية تخيرته! وعبد الله بن عامر بن كُريز تخيرته! وعبد الله بن سعد تخيرته! منهم من نزل القرآن بدمه، واباح رسول الله دمه "
قال محمد بن عمر: وحدثني ابن أبي الزناد عن موسى بن عُقبة عن أبي حبيبة قال: خطب عثمان الناس في بعض أيامه فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين، إنك قد ركبت نهابير وركبناها معك، فتب نتب. فاستقبل عثمان القبلة وشهر يديه - قال ابو حبيبة: فلم أر يوماً أكثر باكيا ولا باكية من يومئذ ثم لما كان بعد ذلك خطب الناس فقام اليه جهجاه الغفاري فصاح: يا عثمان، ألا إن هذه شارف قد جئنا بها، عليها عباءة وجامعة، فانزل فلندرعك العباءة ولنطرحك في الجامعة ولنحملك علي الشارف، ثم نطرحك في جبل الدخان، فقال عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به! قال ابو حبيبة: ولم يكن ذلك منه إلا عن ملإ من الناس، وقام إلي عثمان خيرته وشيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار[24]



13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07151 seconds with 11 queries