عرض مشاركة واحدة
قديم 19/05/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا *Marwa*
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ *Marwa*
*Marwa* is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
البــلاد المـقـدســـة
مشاركات:
2,869

افتراضي


الحسد
لا تجد ثقافة امة من الأمم ولا دينا من الأديان لم يتطرق إلى الحسد , ولماذا يتقي الناس قديماً وحديثاً شر الحاسد ؟
وهل هو شعور وسلوك إنساني طبيعي ؟ أم هو اضطراب أو عرض لاضطراب نفسي ؟ أو يجمع بين هذا وذاك ؟


الحسد : هو انفعال مركب يختلف عن الانفعالات الرئيسية ، وفي الغالب هو حالة ادراكية معقدة تستند إلى خليط من الانفعالات الغريزية مثل، الخوف والغضب والحقد والامتعاض والقلق والحزن ، وتختلف عنها في كون جميع الانفعالات تزول بسرعة نسبيا وتفقد قوتها تدريجيا، في حين إن خاصية الحسد هي الاستمرارية والاحتفاظ بقوته وشدته، ويؤدي بشكل مستمر إلى اختلال التوازن الانفعالي للحاسد .
والحسد هو انفعال مؤلم ومربك ومحبط غير مريح، ويستند إلى تصورات تجعل الحاسد يشعر بعدم السعادة دائما ويشعر انه ليس بخير، ويتمركز حول صفة أو شيء أو أمر مرغوب فيه، ينقصه ولا يستطيع أن يمتلكه، بل يتمنى أن يمتلكه، ولكن شخصا أو أشخاصا آخرين يمتلكونه، ويتمنى الحاسد زواله عنهم .
وبذلك يختلف الحسد عن الغيرة، في أن الغيرة تتمركز حول شيء يمتلكه الشخص ويخاف أن يفقده، في حين أن الحسد يتمركز حول شيء لا يمتلكه الحاسد ويتمنى زواله عمن يمتلكه .
فإذا كان ذلك الطفل يحسد صديقه الذي يملك الدراجة ، فذلك يعود إلى كونه يريد دراجة كتلك لنفسه , وإلى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هو محروم منهما .
وإذا كانت تلك الفتاة تحسد صديقتها تلك ذات الطلعة البهية فيعود ذلك إلى أن قوام هذه الصديقة يمثل الشعور بالسعادة والقبول , والتي هي حرمت منه .


يحصل الحسد دائما نتيجة مقارنة اجتماعية ، أي عندما يقارن الشخص نفسه مع شخص أو أشخاص آخرين، ويتضمن دائما موقف سلبي سيئ تجاه الآخرين , ويذهب إلى ابعد من ذلك إذ يعد نجاح الأخر أو الآخرين استفزازا له ويسعى إلى تدمير نجاحات الآخرين، بغض النظر عن لا أخلاقية الوسائل التي يستخدمها.
الحسد بسبب إمكانيات خارجة عن إرادة الشخص كالجمال أو الشباب أو القبول و الحضور والقبول وسهولة التفاعل مع الآخرين أو ما يسمى بالقدرات الخاصة التي لا دخل للإنسان بها ولكنها هبة من الله سبحانه وتعالى للانسان0
وهنا تصبح المنافسة غير متكافئة فيحاول الحسود الحط من هذه الصفات , فينعت الجمال بالخلاعة والعاطفة بالانحراف والشباب بالطيش والتحرر بالانحلالية والقدرة على التفاعل مع الناس واكتساب حب الآخرين بالتهريج وضعف الشخصية .


ويرى البعض أن الحسد يتركب من خليط من الانفعالات ، ويتحد هذا الخليط من الانفعالات الغريزية مع إدراك عقلي ينتج عنه تخيلات مفرطة في التشوه وتصور عقلي خاطئ يتضمن الاعتقاد بأن مزاحمه قد سلب منه الشيء أو الأمر المعنوي الذي قد يكون مكانة اجتماعية أو احتراما أو سمعة الخ ، وقد يكون المزاحم لا علاقة له بالحاسد وليس من صنفه أو من الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها ، ويتعرض الحاسد إلى ضغط نفسي شديد نتيجة إدراكه وتيقنه بأنه لا يستطيع نيل ذلك الأمر أو الشيء الذي استطاع مزاحمه نيله، وعندئذ يتمنى الحاسد أن لا يستطيع مزاحمه أو منافسه من تحقيق ذلك أو التمتع به، وقد يتطور الانفعال عنده إلى رغبة شديدة في إيذاء المزاحم أو المنافس بغض النظر إن كان المزاحم يدرك ذلك أم لا , وقد تصل به الأفكار المشوهة عند حالات اضطرابية إلى أن يعتقد بان الشخص الذي زاحمه يفعل ويتصرف بنية مبيّتة وهي أن يتعذب الحاسد، مما يزيد من غضبه وخوفه وحقده وقلقه .
فالحسد انفعال يشعر فيه الإنسان أن شخصا آخر يمتلك شينا ما يتمنى هو أن يكون لديه هذا الشيء بدلا من أن يكون لهذا الشخص , فقد يحسد الإنسان شخصا لأنه يمتلك ثروة كبيرة كان يتمنى هو أن تكون لديه هذه الثروة وكثير من الناس يحسدون غيرهم على ما خصهم الله به من أموال أو أبناء أو صحة أو نجاح . والحسد مثل الغيرة يثير الحقد والكراهية ويدفع إلى تمتي وقوع الأذى للشخص المحسود ، وقد يدفع إلى العدوان وإلحاق الأذى بالشخص المحسود
الفرق بين الغيرة والحسد , تختلف الغيرة عن الحسد لأن الحاسد يحسد شخصاً آخر على شيء يمتلكه هذا الشخص ولا يملكه هو . أما الغيور فانه يغار لأنه يمتلك شيئا ما ويخشى أن يأخذه غيره .


الآن الغيرة والحسد كانفعالان لم يعودا مناسبين في بعض الأوضاع , فبالرغم من أنهما موجودان لدينا كانفعالين أساسيين قويين, وأصبح دورهما غير مفيد أو غير فعال في بعض الأوضاع, وغالباً يقاوما أخلاقياً وتربوياً.
وهنا يظهر التناقض بين الدوافع الموروثة والدوافع الاجتماعية , فالانفعالات المفروضة علينا غريزياً أصبحت غير مناسبة في بعض أوضاعنا الحالية, وصار التحكم بها ضرورياً, وهذا ما يحصل فالكثير من طرق التربية و التعليم الآن تخفف من تأثيرات الغيرة والحسد غير المجدية , وتحولها إلى تنافس مجدي منظم مسيطر عليه.


الشماتة
وهي الفرح والسعادة بضرر أو فشل أو هزيمة من نغار منه أو من نحسده , والشماتة هي الفرح والتشفي من الذي تفوق علينا وصرنا نغار منه أو نحسده , فهذا الشعور يشبه الشعور بالنصر على الخصم فهو شعور مفرح .
ولغيرة ولحسد دوره في الحروب والسلب والنهب والسرقة , فالقبائل والجماعات والشعوب والدول يمكن أن تغار أو تحسد بعضها , أو تطمع فيما يملكه غيرها فتسعى لغزوه ومحاربته والاستيلاء على ما يملك من ثروات وإنجازات , أو تسعى للعلم والعمل لمنافسته والتفوق عليه .
ويمكن معادات الآخر وإلحاق الأذى مع أنه لم يضر بنا أو يظلمنا , ولكن فقط لأننا نغار منه أو نحسده
وكذلك تحدث الغيرة على الجماعة أو الطائفة أو حزب الذي ننتمي إليها , أو الغيرة على الدين الذي ننتمي إليه, أو الغيرة على الوطن أو البلد الذي ننتمي إليه , أو الغيرة على الشركة أو المؤسسة التي ننتمي لها . فالانتماء يمكن في أغلب الأحيان أن يولد الغيرة والحسد .



المـصـدر:
http://nabeelnayef.com/site/index.ph...F%D1%C7+%E1%DF

لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير :]







؛

يا ريـحة البـلاد يا عطر الفّواح ..غـالي علينا يا تراب بلادنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.20728 seconds with 11 queries