الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 28/03/2008   #110
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


وهي من جريدة البيان

اقتباس:
باولو كويلو.. التعلم من الاشياء الهامشية :


ما من شيء أو أمر ما لا يمكن تعلمه واكتشاف أسراره





التعلم.. صفة مكتسبة وجهد خلاق يمكن ادراكه واتقانه ومعرفة تفاصيله. الكسالى وحدهم هم الذين يوهمون أنفسهم وسواهم بعدم القدرة على تعلم هذه المسألة أو تلك. ذلك انهم لا يريدون ان يجهدوا عقولهم في قضايا يصفونها بالمعقدة والصعبة، أو انهم عرضة للتشتت الذهني والنسيان، أو ان هناك قدرة لبعض الناس أكثر من سواهم، فضلاً عن الموهبة المتأصلة فيهم.


ومثل هذه التبريرات، تواجه حقيقة مهمة وهي ان الجهود المبذولة لابد ان تقابل بمعرفة واستيعاب ومن ثم ابتكار.. إذا ما اقترنت باستعدادات ذهنية وموهبة متجذرة.


ومن يمتلك حافز التوجه الى المعرفة يمتلك الى جانب ذلك حساً عالياً بالاشياء المحيطة به.. فهذا الكاتب: باولو كويلو من ريودي جانيرو ولد عام 1947، استطاع خلال مدة زمنية قصيرة ان يحقق شهرة عالمية بعد نشره عدة روايات وصار يقرأ في 150 دولة وبـ 50 لغة أجنبية منها العربية.


كويلو هذا.. تحدث في مقدمة روايته «الخيميائي» ـ ترجمة: جواد صيداوي، بيروت ـ قائلا انه تعلم من لص فتح له باب بيته فضيّفه. هذا اللص علّم كويلو وترك عنده حالة جديدة ليست حرفة اللصوصية التي يدينها، بل أخذ عن اللص جدوى المحاولة، ومنحه القوة على المتابعة والاصرار والتحدي في عمله الابداعي.


كما تعلم كويلو من كلب كان يعاني من الظمأ، لكنه كان يواجه خصماً وهمياً، حيث تنعكس صورته في الماء، لكن الكلب غامر وتوجه الى الماء حتى يحيا، فكان ظله ان اختفى بالتأكيد، وكان ان روى عطشه.


ومرة ثالثة تعلم كويلو من طفل يحمل شمعة مضيئة في العتمة، وكان كويلو يخشى اللعب بالنار، فسأل الطفل ان يخبره عن مصدر النار الذي أشعل بها شمعته «ضحك الصبي، واطفأ الشمعة، ثم رد يسألني ـ يقول كويلو ـ: وأنت يا سيدي اتستطيع ان تخبرني الى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟».


هذه المصادر التي نبهت كاتباً عالمياً مثل باولو كويلو.. وكلها مصادر سلبية إذا ما تم قياسها وتعامل معها وفق الواقع الذي هي عليه، فاللص كائن سلبي، والكلب حيوان تابع للانسان، والطفل مخلوق بحاحة الى من يزرع في عقله وحواسه بنت المعرفة، لكن كويلو، ترك الجوانب السلبية في تلك الكائنات التي وقع عليها نظره وتعامل معها باحساس من يريد ان يتعلم منها.. ووقف عند اشراقات موقفها، منطلقاً من ادراكها العميق، انه ليس هناك وجود سلبي كلي للأشياء، وانه لابد ان تكون هناك نقطة ايجابية يمكن الركون اليها والانطلاق من خلالها.


وفق هذا المعطى، وهذا النموذج نتبين انه بالامكان تعلم الاشياء حتى ممن يجهل قيمة وأهمية التعلم، وممن وجد في الطبيعة على نحو مجهول أو جاهل أصلاً، أو انه حضور هامشي لا يحسن الركون اليه أو الالتفات الى وجوده.


التعلم.. في جوهره إذن، حالة انتباه من جهة، وحالة استعداد مسبقة للتعلم من جهة اخرى.


ومثل كويلو عدد محدود ممن أراد لنفسه ان يكون ويتعلم ويضيف ويبتكر.. لكن كثرة من الناس لا يمتلكون ارادة الاصرار على التعلم وليس لديهم الاستعداد أصلاً لمعرفة العالم المحيط بهم، ولا يجدون في أنفسهم الحاجة للاصغاء أو الانتباه للآخر.. لأن الآخر بالنسبة اليهم على خطأ دائماً، وانه خصم لقناعاتهم، مما يجعله في حالة اغلاق وعزلة كلية عن عالم ضاج بالحياة والافكار والرؤى.


إن التعلم.. ليس صفة تربوية وحسب، إنما هو جوهر الانسان الذي يعيش وجوداً يحتاج وباستمرار الى مزيد من المعرفة، والى مزيد من المواقف الحية المشرفة، والى مزيد من الاحساس بالاشياء وتأملها واكتساب المعرفة من الجوهر العميق الموجود فيها، حيث يستقي أعذب الحكم وأسلم الرؤى في بناء حياة أفضل.

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04921 seconds with 11 queries