الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 28/03/2008   #118
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


لدينا احلام ليست هي بالضرورة تلك الاحلام التي يريدها لنا اباؤنا او المجتمع. لذا علينا التخلّص من فكرة تحقيق ما يتوقع الناس منا ان نقوم به، وبدلا من ذلك ان نبدأ العمل على ما نتوقع نحن من حياتنا. ان الرسالة في رواية "فيرونيكا تقرّر ان تموت" هي التالية: تجرّأ على ان تكون مختلفا. انت فريد من نوعك، وعليك ان تقبل ما انت عليه من فرادة، بدلا من ان تقوم بمحاولة اعادة استنساخ اقدار الاشخاص الآخرين او انماط حياتهم. الجنون هو ان تتصرّف على مثال شخص ليس ما هو انت عليه او تكونه. الحالة الطبيعية هي ان تكون قادرا على ان تعبّر عن مشاعرك. (وفي حال توقفك عن الخوف من مشاركة حقيقة ما يدور في قلبك، فانك تغدو انسانا حرّا). وبدءا من اللحظة التي لا تخاف فيها ان تشارك حقيقة قلبك وما يدور فيه، فانك تغدو انسانا حرّا. \


س: لقد تأثرت جدا في اول كتبك المسمى (حاج كومبوستيلا)، الى درجة اني قرأته ثلاث مرات. اذكر ان قراءتي الاولى للحج تزامنت مع قراءتي لواحد من افضل الكتب النفسية ( (The road less traveled لمؤلفه ام. سكوت بك، ولمفاجأتي السارة اني بعد سنين وجدت تعليقا من هذا الدكتور مدونّا على غلاف كتاب "الخيميائي" (النسخة الانجليزية). على أي حال، لقد حاولت في عاصمتين اوروبيتين كذا مرة في حفل لتوقيع كتبك ان اقابلك لمحاورتك عن كتابك (حاج كومبوستيلا)، الا ان طوابير القرّاء التي كانت في انتظارك لتوقيع كتبك كانت تجعلني اتراجع واعود الى البيت "خائبا من نفسي"، فيما اسئلة كثيرة تتردد وتضج في رأسي. بصراحة كنت اريد ان احاورك عن كتابك (حاج كومبوستيلا) فقط. اذ عندما قرأت هذا الكتاب الاوتوبيوغرافي الذي هزّني من الاعماق كنت دائما اتساءل: ما هو او اين الخط الدقيق بين العمل الروائي (الخيالي)، واللاخيالي أي الواقعي في هذا العمل الجميل ؟ وهل كانت هذه الرحلة او الحج عبارة عن تقدّم عظيم ومفاجىء في حياتك؟


ج: رواية (حاج كومبوستيلا) بالاساس هي قصتي. لقد كتبت عن رحلتي الحقيقية، عن قصتي الصادقة. في كتبي الاخرى، استعمل واستغل حياتي كمجاز واستعارة، وليس هناك بين كتبي الاخرى ما هو اوتوبيوغرافي كما في كتابي الاول.
ولكن كي اجيبك عن سؤالك ايهما كان الاكثر اهمية في حياتي، الطريق ام الكتاب؟ ما استطيع قوله: كلا الأمرين. ففي الحج بدا لي واضحا وعلى نحو متزايد اني لم اكن سعيدا وانه يتوجب عليّ ان افعل شيئا حيال هذا الامر – وان اتوقف عن اختلاق الاعذار. لقد ادركت انه لا يتوجب عليّ ان اخوض سلسلة من التجارب المعقدة لكي احقّق هدفي. كل ما عليك فقط فعله هو ان تنظر فقط الى الجبل وان تحصل على صلة مع الله، لا ينبغي ان تفهم الجبل لكي تشعر بذلك.
في البداية، بعدما عدت من الرحلة، كنت اعيش حالة من الهبوط المفاجئ. ووجدت صعوبة كبيرة في العودة الى حياتي الطبيعية والتأقلم معها. كنت نافد الصبر برما وذلك لرغبتي في تغيير حياتي بسرعة شديدة. بيد ان التغييرات تحدث عندما تكون مستعدا. لقد اخذني بضعة اشهر لادرك ان ما عليّ التركيز عليه هو كتابة كتاب فقط، بدلا من القيام بادوار ومهام مختلفة كما كنت افعل في السابق. كانت رحلة الحج هي موضوعي. وحالما شرعت في الامر خطوت اولى خطواتي صوب حلمي.
السفر في رحلة حج هو من عمل على اعادة ايقاظ ذلك الوعي فيّ، لكنك لست مجبرا على السير في طريق سانتياغو لكي تحصل على الفوائد. فالحياة ذاتها هي عبارة عن رحلة حج . اذ كل يوم يختلف عن الآخر، وبامكانك يوميا ان تحظى بلحظة ساحرة، غير اننا لا نرى الفرص السانحة لنا ، وذلك لاننا نفكر: "آه، هذا ممل، فانا مسافر الى مكان عملي". لكننا كلنا في حالة من السفر والحج شئنا ام ابينا ذلك. والغاية، او الهدف اذا شئت، او السانتياغو الحقيقي، هو الموت. عليك ان تعمل على الاستفادة قدر ما تستطيع من الرحلة، اذ – في النهاية – لا تملك شيئا سوى الرحلة. انه ليس مهمّا ما تجمعه بلغة الثراء المادي، لانك على أي حال ستموت. اذن، لماذا لا تعيش؟ عندما تدرك انه بمقدورك ان تكون شجاعا، وهذا هو اول شرط من شروط البحث الروحي – عليك ان تجازف.

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.12290 seconds with 11 queries