عرض مشاركة واحدة
قديم 11/03/2008   #81
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


السعادة ان ...تواصل اشتهاء ماتملك
هاهو شهر ثان قد انقضى . انحسرت موجة الاماني ونحن نقضم العام الجديد شهرا شهرا. أو لعله هو من يقضم من عمرنا , أثناء جلوسنا الى مائدة وعوده .لكأن السعادة مطلب مرهون بالأعياد , والمناسبات التي تذكرنا بفداحة خساراتنا السابقة
نُمني أنفسنا بأوقات أكثر بهجة . آن لنا ان نعي ان السعادة اكتشاف متأخر , نقع عليها عندما نكون قد خسرناها .انها الفردوس المفقود حينا والموعود غالبا .
قدر السعادة ان تكون عصفورا معلقا على أغصان الذكرى , أو على شجرة الترقب
لكأن الذي فال " عصفور باليد أفضل من عشرة على الشجرة"
كان طباخا أو موظف بنك
لو كان شاعرا لأدرك أن السعادة هي المسافة الفاصلة بينه وبين الشجرة...لا أكثر.
انها طائر على أهبة الافلات من يدنا عند اول سهو . وعلينا كي نكون أهلا لها أن نعيشها كلحظة مهددة وفرحة منهوبة . نغافل الزمن كي نسرقها من قبضته.
البعض يتسلق ما يصادف من أشجار , يتعلق بأغصانها على امل قطف ثمار البهجة . من قبل أن يتأكد ان كانت قد نضجت. وقد يقع أرضا ويصاب بكسر ..اثناء مطاردته طائرا لن يمسك به في جميع الحالات. ثم, يحدث يوما أن يحط ذلك الطائر على درابزين شرفته , أو يذهب الى حدٍّ تناول ما تساقط أرضا من فتات عند أقدام مائدته. وتغدو السعادة عندئذ مرهونة بفطنة المرء وتبهه لوجودها عند قدميه!
من هنا جاءت نصيحة أحد الحكماء " السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الآخرين "
ذلك اننا كثيرا ما لا ننتبه الى الاشياء التي تصنع سعادتنا , لمجرد أنها في متناولنا وملك يدينا. وننصرف عنها لمراقبة وتمني ما في حوزة الآخرين
بينما معجزة السعادة تكمن في مواصلة اشتهاء ماتملك والحفاظ عليه كأنه مهدد بالزوال .بدل هدر العمر في مطاردة ماقد يصنع تعاستنا ان نحن حصلنا عليه.
امام كل امنية يحضرني قول أوسكار وايلد " ثمة مصيبتان في الحياة : الأولى ألا تحصل على ماتريد والثانية ان تحصل عليه !"
في هذه الحكمة ما يواسي خسارات بعضنا بمكاسب البعض الآخر التي ان تعمقنا فيها وجدناها ضربا من ضروب الخسارة الباذخة.
الدليل جاءنا مجددا في احدى الدراسات التي تم اعدادها بعد متابعة متأنية لحياة ثلاثمئة ثري .. صعقتنا النتيجة فرحا , نحن التعساء .
ذلك أن الشباب والصحة والوظيفة والملامح الجميلة والسيارة الفارهة كلها لاتجعل الانسان سعيدا .
ولو أجريت هذه الدراسة في موناكو لكان أميرها وأميرتها دليلا على ذلك .
الأثرياء الثلاثمئة أكدوا أنهم لا يشعرون بالسعادة والأمان لعلمهم أن اعجاب الناس بهم يعود لكونهم أغنياء فقط , مؤكدين أن المباهج البسيطة للحياة اليومية هي مايفتقدونه. بسبب الثراء الفاحش الذي يعرضهم لمستويات عالية من القلق لعلمهم ان الأقارب والأصدقاء لايفكرون سوى في استغلالهم
اعتراف يجعلنا لفظاعته نصدق قول الشاعر "
" كل من لاقيت يشكو دهره
ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟ "
ماذا لو كانت الدنيا للذي يملك الأقل ؟

عندي ثقـــــــة فيـــــــك ...



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

الأمــــــل باقي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04191 seconds with 11 queries