مع الولوج الاول للدير أحسست بشئ نفسى وبقناعة فكرية ,, أحسست اننى ومكارى نمضى فى مشهد جنائزى كأننا أموات تتلقفهم الملائكة عند صالة الاستقبال السماوية ,,فى تلك اللحظة تذكرت هواجسى الطفولية الكثيرة التى كانت تراودنى فى انى فى كل لحظاتى ميت
هنا علمت اننى ومكارى سنعانى مصيرا واحدا ,,وسنمضى سبيلنا معا
القناعة الفكرية التى هطلت علىّ من السماء هى ان من الحمق ان يسمعنا الله فى غرفنا المظلمة او فى سعينا فوق الوحل لابد ان لا يتجلى الله الا هنا ,, حيث البخور والفخامة والتقديس
فمن يريد الله عليه ان يخرج من غرفته المظلمة ويترك طريق الوحل ويتجه الى هنا
انا خرجت من غرفتى المظلمة وانهيت طريق الوحل القصير خارج هذا البناء فهل سألاقى الله !
لاقانى الاب يؤانس وربت على كتفى
قلت : أنا غريب
رد : خارج الدير كلنا غرباء انت هنا مكفل بواسطتنا برعاية الرب لتذهب و لتستريح وفى الصباح ستتبدل بصيرتك
لحفنى مكارى بابتسامة عريضة وقادنى الى غرفة ضعيفة الانارة ووهبنى ملابس واغلق الباب فلم أر نفسى
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|