عرض مشاركة واحدة
قديم 18/04/2006   #7
post[field7] Majood
____
 
الصورة الرمزية لـ Majood
Majood is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
2,964

افتراضي الصفحة الأخيرة


الصفحة الأخيرة
(إرادة الحياة أقوى من ضغط الظروف الخاصة)

فنانون يكرمون التشكيلي وليد قارصلي


ابتسامة صغيرة من وجهه وهو مستلقٍ على سريره كافية لتشعرنا أن وراء هذا الجسد إنساناً عظيماً، ووراء هذه الإعاقة، إبداعاً وفناً عالياً. إنه الفنان التشكيلي السوري وليد قارصلي. وقد اجتمع كثير من الفنانين والأصدقاء في مرسمه وبيوم تكريمه الذي امتاز بطبيعة خاصة، إذ توافد إلى منزله في دمشق عشرات من الفنانين والنقاد إضافة إلى أصدقاء ومهتمين رغبة منهم في إظهار اهتمامهم بتجربة قارصلي ونتاجه الإبداعي.
ويعدّ الفنان التشكيلي السوري وليد قارصلي من أهم الفنانين السورين والعرب الذين استطاعوا أن يصوروا بلغة بصرية إبداعية عالية مدينة دمشق القديمة، والتي ركزت أغلب، إن لم نقل كل أعمال الفنان السوري قارصلي عليها، تناول من خلالها تفاصيل الحياة اليومية لهذه المدينة، مما جعل روح المدينة تطغى على أعماله في علاقة حميمة، تشكلت بين قارصلي ودمشق، وبين اللوحة وروح المدينة.
مدينة دمشق لم تنس عاشقها، إذ كرمته في مرسمه، مع لوحاته التي تملأ الجدران، والزوايا، وكيفما تحركت تجد لوحات تقدم لك عالماً من عوالم قارصلي المغلقة. لوحات تفشي لنا مدى عشقه لدمشق، وقدراته الإبداعية على تجسيد هذا العشق، على ورق وكرتون وقماش.
في حياة وليد قارصلي الإبداعية، إضافة إلى اهتمامه بالتشكيل، اهتمام بفن الكاريكاتير ورسوم الأطفال، وهو مهتم بالموسيقى والتصوير أيضاً، وهي اهتمامات كثيرة لمن كان في وضع صحي مماثل لوضع قارصلي المقيم في بيته لايغادره إلا في حالات خاصة منذ نحو ثلاثين عاماً، عندما تعرض لحادث أقعده عن الحركة، وعن متابعة اختصاصه الدراسي في ميدان البحوث النووية. لكن لم يفقده القدرة على ممارسة الحياة والمضي بعيداً في سيرة إبداع تكاد تكون متفردة في العالم العربي.
يقول باسل الأيوبي المشرف على تكريم الفنان قارصلي: إن وليد من المبدعين المميزين، وهو صاحب إرادة قوية وصبر، وفن عال، وهو يستحق التكريم على نسق الشخصيات المميزة التي عملت على تكريمها فيما سبق وكان بينها الأخوين رحباني بما قدماه من تجربة موسيقية، ودريد لحام بما قدمه للسينما والمسرح، والتشكيلي الفلسطيني مصطفى الحلاج، والكاتب السوري محمد الماغوط.
بعد التكريم في مرسمه، انتقل الحضور إلى قاعة العرض في كنيسة يوحنا الدمشقي بأبي رمانة لافتتاح المعرض التكريمي للفنان قارصلي، حيث عرضت أعمال لـ74 فنان وفنانة من سورية وفلسطين في تحية للفنان قارصلي، وقالت إحدى التشكيليات المشاركات: إن مساهمتي في تكريم قارصلي هي تكريم للفن الجميل والنظيف الذي تتصف به أعمال وليد، وهي مساهمة في تكريم إرادة الحياة والقدرة على تجاوز الظروف الخاصة التي يمكن أن تصيب إنساناً في مرحلة ما من حياته، لكنها لاتعطله عن المتابعة.
وقال قارصلي معقباً على تكريمه، إن التكريم كان مفاجأة لي، وهو يمثل حملاً كبيراً ومسؤولية كبرى تلقى على عاتقي، وأعتقد أن التكريم هو بداية لمرحلة أخرى من العمل، بما يعنيه العمل من مسؤولية كبيرة!


منقول
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03563 seconds with 11 queries