أخطر أنواع الاستبداد و الخداع هو الآتي من النفس ذاتها ..؟! من تلك البقعة الرمادية في أسفلها ... التي تسمى اللاوعي ... أو بالمصطلح القرآني : الأخفى !! ؟؟
و قد كنت كتبت في شأن هذا الأخفى كتابا لم أنشره ... و هو يفسر كل ما يجري على وجه الأرض من أعمق مناظيره !
و هذه هدية لكم بصيغة أدبية تبين بعضا من هذا المفهوم التكليفي العجيب .. و هي كذلك من كتاب قيد الإعداد بعنوان : مقولات في مواقف النفس و نحوِ القلوب ... أرجو أن تعجبكم :
المقولة الأولى :
من أدلى بدلاء المجاهدة في غيابة النفس فربما استوحش قبل الأنس !
غير أنه لا يلبث حتى يسمع يا بشرى...هذا خفي آثامنا قد كشفناه...
فارفع الغطاء ! ولا تستوحش من قلة أصحاب الدلاء...
" من كشف غطاء نفسه في الدنيا لم يرعه كشف الغطاء في الآخرة "..!
و أرسل وارد التبيين ........!؟
يأتك بخبر ما في الغيابة من آلات الشياطين.........
الذين دأبوا على التزيين................
و التسويغ ..والإسقاط.. و الإنكار.. و التلوين...! ؟
دأبوا على إخفاء حقائق النفس وبواعث الأعمال...
حتى على المخلصين...حتى على المخلصين !!!
فإذا عجزت و أوهنت من عزمك الشياطين.. ...............
فجدد.............
جدد : " إياك نعبد و إياك نستعين " !
عبودية تحرق بها الغشاوات...
واستعانة تتقوى بها على المجاهدات ..............
حتى تجد ريح قميص
" لنهدينهم سبلنا "
يأتيك به البشير ...
يلقيه على...................................
قلبك !! فيرتد بصيراً ...!!!
فإن قابلت ذلك الجمال الباهر - جمال الأسماء الإلهية - بجمال الإيمان و جمال العبودية تكن أحسن مخلوق وفي احسن تقويم ..
بديع الزمان سعيد النورسي