[BL@CK]

دمشقي من الطراز الرفيع... الحيويّة و حب الحياة من السمات التي تميّز شاباً جعل حب دمشق و الإخلاص لأمها سوريا عقيدة مشى فيها.. بقلم ذو حدّية ساخرة أحياناً, ذو حنان مسبب للدموع أحياناً أخرى... قلم يكتب كل حرف باسم سوريا, باسم الحرية و باسم صوت الضمير...

كريم عربجي, أحد أسرى الضمير الشباب في سجون المخابرات السورية, صديقٌ و زميلٌ و أخ لكل من قال "سوريا", حتى لو لم يعرفه أو لم يلتق به قبل, حتى لو لم يضحك معه أبداً أو لم يبك معه قط... يكفي سماعٌ فيروز تصدح بصوتها الملائكي "سائليني يا شام" لكي يكون المرء صديقاً لكريم.. يكفي مناجاة الأرض و الغزل بياسمين الديار كي يصبح أي واحد فينا أخاً لكريم.. إنها أخوّة الوطن مأخوذة إلى أقصى حدودها...

كريم من ثوار دمشق الأسطوريين... ثار ضد الظلم, ضد القهر, ضد الفساد, ضد الموروثات البالية, ضد الصمت, ضد الخوف, ضد الأشباح... سجنوه فأصبح طليقاً في ضمير كل أحرار المعمورة, في وجدان الحرية و في ذاكرة سوريا الحبيبة...

قضية كريم هي قضية العدالة و الحرية, هي قضية المنطق و العقلانية, قضية الشباب الحر الواعي.. ليست قضية موقف سياسي من عدمه, ليست قضية معارضة أو موالاة لفكر أو لشخص أو لنظام.. إنها قضية فكر و ضمير و كلمة... و الكلمة لا تؤذي إلا من يجهل فهمها, و لا تزعج إلا من لا يعرف معناها...

كريم عربجي شاب سوري من دمشق, خريج كلية الاقتصاد- قسم المحاسبة في جامعة دمشق, و كان قبل اعتقاله من قبل المخابرات السورية يعمل في مكتب استشاري في العاصمة السورية. شاب كغيره من شبّان الوطن إلا أنه يحمل همومه و تطلّعاته بطريقة خاصة, و يتقن وصف هذه الهموم و هذه التطلعات بأسلوب نال إعجاب أغلبية من قرأ له مقالاته. و كريم عضو في منتدى أخوية-سوريا, حيث كان أحد الإداريين المسؤولين عن هذا المنبر النادر في الوسط الانترنيتي العربي عموماً و السوري خصوصاً, و قد جعل كريم من هذا المنتدى ساحة نشاطه الفكري و النقدي, و استفاد من كون هذا المنتدى مُلتقى للشباب السوري النشط الملتزم بواجباته كمواطنين سوريين لينشئ جواً حوارياً يُحسد عليه.

لكن يبدو أن أشباح الخوف, الذين يهابون الكلمة و يرتعبون من الرأي قد رأوا في كلمات كريم "إضعافاً للشعور القومي" و "وهن عزيمة الأمة" فقرروا اسكاته بطريقتهم القذرة ذاتها التي تتكرر مرة ثم أخرى, فاعتقلوه في تموز 2007 بعد سلسلة من الاستدعاءات المتكررة, و ما زال رهن الاعتقال بانتظار المحاكمة.

يعتقدون أنهم أسكتوه, لكن كلماته لن تصمت ما أصدقائه موجودون, و فكره لن يختبئ ما دام هناك شمس تشرق يومياً لتضيء دمشق, لتسكب النور على معشوقة كريم و لتحييه من فوق و لتذكّر الجبناء بأن الكمامة لن تدوم, و أن الحديد لا يقدر على الكلمة, و لهم في التاريخ بشاهد... إن كانوا يعرفون قراءة التاريخ.

www.Karimarbaji.com

هذا الموقع البسيط هو ما نريد تقدمته كتذكار لذكرى مولد كريم, على أمل أن نحتفل به العام القادم مع كريم حراً طليقاً. و ندعو جميع الأحرار على اختلاف انتماءاتهم السياسية و مشاربهم الفكرية ألى التضامن مع قضية كريم كقضية حرية فكر و دفاع عن حق الرأي, ليست قضية معارضة, و لا قضية موالاة.. إنها قضية حق إنساني و منطق عقلاني يرفض الإقصاء و الإلغاء كلغة تعامل.. فالوطن لنا جميعاً مهما حاولوا استملاكه...

مع إعتذارنا لكل من عايد كريم بالصالون , لكن معايدة كريم من الواجب أن تمرّ من المنبر ..





اشتقنالك كريم.... و ناطرينك