عرض مشاركة واحدة
قديم 05/11/2008   #1
شب و شيخ الشباب SelavI
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ SelavI
SelavI is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
ما زلت اتسأل عنه
مشاركات:
946

افتراضي اقتطار الدمع محرق


اقتطار الدمع محرق


رائحة دموع الخيبة واجنحة تضرب الارض راحلة عنها

يعجبني مكان يجلس به رجل مغ الة موسقية مع اني لا احب شتمها بالالة والموسيقية خصوصا ان للموسيقى شظايا من ارواحنا تتغذى عليها ضربات القلب وتخطفها الاذن , هو يعزف في زاوية وكأنه وحيد تماما لا احد من حوله, حتى انه لا يشعر بوجودهم
ادهشتني تلك القدرة على التأمل الذاتي للنفس والانعزال بها بالرغم من تواجد من يفسدون العلاقة الخفية والحبل الروحي الشفاف الذي نرمي به وبنا لهفة ننتظر ان تمسكه غيمة ما حتى نبدأ الصعود الخطر دون تجهبزات السلامة

في الحانة وجوه ضاحكة شفافة واخرى ضاحك مكارة وفي بحث عن الوجوه المتبسمة وراء الستار بصمت والاعين الحادة تشبه رادار او جهاز يكشف الداخل دون الحاجة للاقتراب, تماما مثل اجهزة التفتيش في المطارات.
اعين حادة تنظر الى الجميع تتقمص وجوههم وتعابيرهم وفي كل نظرة تفسير لا شعوري او ربما اوتوماتيكي يشرح شخصية الطرف المقابل ويرسل تقرير سريع فيه دقة طائشة.

لن تجد الا شخص يصغي لعزف الرجل الذي مازال يتشبت بالحبال حتى بأسنانه, شرس جدا حتى انه مستعد ان يمزق الحبال بأسنانه في سبيل الصعود

تناقض فيه صعود وسقوط وفي السقوط اكتمال للصعود, جزء مميز يعطي نكهة للنجاح للوصول بعد تمزق الايدي واهتراء الاسنان الحادة.

الليل هادء والقمر تارة يبكيه رجل محترق ويضحكه رجل مبتسم ويغضبه رجل ضاحك, لأنه تعود من اصحاب الوجوه الضاحكة التبدل والبكاء الابدي مع منحنيات الزمن حتى ان الضحكات اصبحت مخيفة
والكأس ترقص في ايدي الكثيرين ربما هربا منها.

في الحانة رجل حزين يصغي للعزف الذي يزيده الما فهو من اصحاب الوجوه الضاحكة الشفافة سابقا, وذكريات كثيرة تدوي من اعصاب الذاكرة الباطنة الى شرايين القلب المتألمة
في كل لحن يتذكر صورة ووجه جميل, في كل صورة يفككها العقل من زوايا الذاكرة عذاب واحتراق حتى انه لديه القدرة على ان يسبق اللحن في نفسه هربا من بعض المطبات القاتلة.

لم يكن ليتخيل ان موت حبيبته سيكون راحة ابدية لها, وعذاب ابدي يسكر الكأس قبل ان يسكر حاملها, وفي الموت ابواب فلسفة ربما تكون جميلة للبعض ومتلوثة بالجحيم للكثيرين
لكنه مؤمن ان في رحيلها راحة اكبر لها حتى لو تحقق وجود نيران ملتهبة خرافية بعض الشئ في مغارة ما في السماء, لأنه مدرك ان النيران الغير مرئية فيها احتراق من نوع اخر
احتراق لا تعالجه مياء مثلجة ولا صراخ يخافه الزجاج

مات الامل في قلبه العجوز ولا انصحه بالاستمرار, ربما الانتحار الان غالي الثمن ويحتاج للشجاعة, لكن تلك ليست المشلكة, لأنه لم يصدق بعد انها رحلت وذلك يفسر عودته الى الحانة كل يوم وتقبيله الكأس
ولا شئ يبعث الامل في الروح الا تلك الكأس, انه امل كاذب جدا مثل ارتسام المياء الخادعة على رمال الصحراء.

ضريبة الحب كبيرة جدا, هي تماما مثل شئ تكسبه في السوق السوداء لا فاتورة تعترف به ولا تأمين يضمن لك بقائها, ضريبة الحب الباهظة يدفعها كل يوم
لاشئ بلا ثمن ولكن للحب ثمن باهظ جدا لدرجة انك ستصبح مرغما على بيع اجزاء من قلبك كل مرة حتى تسدد الدين

وفي لحظات الرجل الضاحكة لم يتصور يوما ان الموت قريب جدا كما يظن او يتخيل
انه الوحش الخفي, الحب يمنحك كل شئ في قلب شئ واحد ويبقى على كل شئ الا الواحد يتلاشى وبين الكأس والكأس ذكريات, الحياة عبارة عن ذكريات

مازال في نفسه يشتم كل الغموض ولعبة الحياة المليئة بالضباب, حيث ينتظر كل يوم ان يأتي ملاك في حلمه يصحح فكرته
هو يفكر بالانتحار حتى يلتقي بنصفه الاخر, ولكن اين هل في السماء او بين ثنايا الغيوم الممطرة
او بين النيران الحقيرة الخرافية التي جسدها البشر بصورة الاله المحب الحنون
العدل يبكي فهو يشتهي وجوده بين اصغر الاشياء في هذه الحياة الغير عادلة

ضريبة الحب الباهظة







من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03739 seconds with 11 queries