طيب
هذا يا سيدي *(1) انا لمن كنت صغير -فصعون- بمقتبل مقتبل العمر يعني، كنت متل كل هالأولاد ، طولي ما بيخولني اتطلّع غير للأولاد -من طولي- على مرمى نظري وكان يعني متل تقول -و حاشاك- بدي اطعج رقبتي دوم لإطلع بالأكبر مني (و عمليا كان يعني تحت مندرج _الكبااار_ هدول شريحة واحدة بتحط فيها كل الي اكبر منك بالعمر و منه اطول منك بحيث بيلزمك تطعج رقبتك لتطلع فيهم، وكولد -و بعقلية الولد و بعتقد معظم الأولاد هيك- ، كلمة كبار بالنسبة إلون يعني كل مين بدك تطعج رقبتك لتطلعلو و عليه كل مين اطول منك بما يكفي لطعج الرقبة طعجة منيحة كافية لتحطو تحت مندرج الكبار) ،
وكانت شغلة مدايقتني كتير، يا رجل شقد شعور ممل تكون ولد وكيف ما حدى حكاك كيف ما بك تحكي شغلة ، بك تطلع لفوق هيك و طاعج رقبتك .. و هيك معظم مين بتشوف حواليك كبار، و بالنسبيّة (بالنسبة لفصعنتك و طولك و حجمك) فإنت عايش بين عمالقة ..... و الله اكبر!
وشغلة بتزعج صدقني شي بينقر ع العصب شعور الطعجة هذا ، و ما تفكر انو يعني لإنو الأولاد حواليك ما بيشتكو منو يعني انهم مستعودين عليه لاء يا عزيزي ما تصدق انو في حدى بيستعود ع الطعجة و خاصة ما كان منها طعجة الرقبة، لا مو صح ما حدى بمعنى ما حدى بيستعود على انو يطعج رقبتو لفوق*(2) المهم خيو انو الأولاد صحي قلَّ منهم مين بيشتكي منها بس جربها: عم تحكي مع ولد هيك بينك وبينو مثلا مسافة خطوتين وهوي طاعج رقبتو ليحكيك ، و قرب منو خطوة بحيث تزيد حدة الزاوية الي مضطرو الولد يطعج رقبتو فيها تيقشعك عين بعين ، وشوف كيف يا 1) بيكفي حديثو معك و بيبطل يطلع فيك عين بعين 2) يا بيرجع لورا خطوة ليقلل حدية زاوية النظر و منه طعجة رقبتو*(3)
اي منرجع لحديثنا ، كنت عم قولك اني كنت قول بيني وبين حالي دوم (يلعن اخت المصلحة ، يا رجل ايمت بدي صير كبير _وضمنيا قصدي صير طويل_ و اتطلع بهالناس على مرمى النظر بدون طعجة رقبة بدون حولة عين ..)*(4)
وهيـــــــــــــك بيمرق الوقت و بنكبر و بنصير اطول ، و بلحظات معينة منصير بطول كاف لنشوف هالناس حوالينا (الي كانو سابقا دارجينون تحت خانة الكباااار) طولنا بطولون ، وصرنا خلص عم نشوفهم على مرمى النظر بدون طعج رقاب!
المهم .. (ليك الله يخليك ما تستعجل عليي ولا تسلوقني بالحكي انا ما صدقت و عرفت فتحت تمي هاه، الو فترة ما كان عم ينفتح غير للتثائب او الغثيان ، فهلق منيح انفتح لشيئ دون ذلك .. فروق عليي و خليني اعرف كفي فنجان قهوتي على رواق الله يرضى عليك حباب انت.. موو)
ايه وين صرنا عزيزي، كنت عمقلك يا خيو بتمضى هالأيام ، و بتكبر .. وبتطول.. وبتنضج.. ! و فجأة بنتبه اني صرت طويل -طويل بما يكفي-، و برجع لنظريتي تبع الطعجة ولذكريات الطفولة (برجع بفرح عم بتذكر) كيف كان اطعج رقبتي الخ الخ ..و بغمرة احتفالي الصغير اني صرت بطول كاف يأهلني ما عاد اضطر اطعج رقبتي واتطلع للناس لفوق .. بتفاجئ يا عزيزي ، انها ما ظابطة متل ما كنت حاسبلها بصغري!!
يعني بلاقيلك حالي مع اني صرت كبير وطويل ما يكفي لشوف اليسير او غالبية الناس على مرمى نظري و عين بعين كمان ، بس بعدي عم بتطلع لناس معينين لفوق، بعدها في ناس كنت صغير وكنت اتطلع ليهم لفوق و هاي كبرت وصرت بطولهم و اطول من بعضهم بس بعدي عم بتطلعلهم لفوق!! يه!!
هلق للوهلة الأولى قلت بيني و بين حالي يا حول الله يا رب ، وآخرتها !! بس بعدها بشوي عجبتني وانبستطلها ، انسبطت انو عندي ناس حواليي كنت صغير بتطلعلهم لفوق و كبرت و بعدي عم بتطلعلهم لفوق و بيمضى هالعمر ورح ضل اتطلعلهم لفوق .. يا سيدي و بسرور و بهجة !!
بلشت بعد اكتشافي الصغير -في نفسي- عد هالناس الي بتطلعلهم لفوق و لقيتني بعد ما انتهيت ممن هم في عائلتي ، وانتقلت لتعداد اصدقائي، اذكر بتلقائية على رأس من عددت ، كريـــم
انا يا كريم بحضرتك و كصديق كنت انظر إليك لفوق، و بعد اعتقالك فضلت بتطلعلك لفوق ، و اظن ان سيمضي بي العمر وانا انظر اليك لفوق ..
و اعتقد اني اعبر عن شريحة جدا واسعة من الشبيبة اليوم التي صرنا كثر -يضيق التعداد بنا- .. ننظر إليك "لفوق" و ننظر إليكم معتقلينا خاصة و معتقلي الرأي و الضمير و مضطهديهم عامة، لفوق..
هلق بالعودة لإحتفالي الصغير سابق الذكر ، (ما خلصت يعني على هيك) لمن متابع الإحتفال انا تبع اكتشاف اني طولت و موضوع طعجة الرقبة و الفوق وهيك ، انتبهت لنقطة اخرى ، انتبهت بسياق ما انتبهت اليه ان كما واني بتطلع لفوق لناس بعدي لليوم بغد النظر عن العمر وفارق الطول، لقيتلك اني في ناس هيك بتطلعلهم لتحت ايضا ، و بغد النظر عن الطول و الكبر و ما اليه
و لقيتلك هيك انا وعم عد مجموعة ترى لا بأس بها ، ما بوعى لكتير منهم لمن كنت ولد .. مهما كبرو و مهما طولو و لك ومهما طولت رقااابـــهم بتلاقي حالك عم تتطلعلهم لتحت *(5)، و غريب كيف بدو يمضى هالعمر و بتضلك عم تطلعلهم لتحت .. و غريب كيف بيكبرو و بيصغرو بالحجم بعينك ، وكيف مع الوقت بتضطر تطعج رقبتكل لتحت اكتر لتشوفون .. سبحان الله!!
و على سيرة بيمضى العمر انو فكرت كتير ومرارا شو ممكن يكفر الخطايا تبعهم هلق ممكن بيوم تشوفهم على مرمى نظرك بدون ما تنظرلهم لتحت على طولهم وطول رقابهم ، وخَلُصت إلى ولا شيئ ، مافي شيئ عم لاقيه بيكفر لخطاياهم .. ولا شي ، رح بفضل بتطلعلهم لتحت ، ممكن فقط ممكن بسيناريوهات محددة يبطلو يصغرو بعينك اكتر واكتر ، وتبطل تطلعلهم لتحت اكتر من اليوم الي قبلو ، بس انو يكبرو بعينك مش واردي ، بنوب ..
وسبحان الله له في خلقه شؤون!
هوامش ذات صلة:
- متل اكثركم ما كتير بستستيغ الكلام بالمناسبات المعدة مسبقا او المعد فيها انك لازم تحكي كلام معين بوقت معين (متل تابين متل افتتاح متل طهور الخ) بس صار وكنت كتبت هالتدوينة بمدونتي الإسبوع الماضي بدون مناسبة فقط حسيت فيه و بعدها عم بيخبرني ياسين من يومين ان هالفترة بيحكم مرور سنتين على اعتقال كريم فلقيتها مناسبة منيح لإنقل شعوري و حطها ع العام..
- من الأشياء الي حابب قولها ايضا، المناسبات متل هذه المناسبة ما تقبلوها مأتم يا شباب ، هيك مناسبات بتمرق علينا بفرح عظيم مش بحزن ، اكيد حزينين بالداخل لما آلت اليه ظروفهم و اعتقالهم (الله يكون بعون عوائلهم) بس احنا فرحين كل الفرح لوجود هالأفراد فينا و لوجود هالأفراد بمجتمعنا لوجود هالشخاص الي كانو من الشجاعة بمكان فكانو مستعدين يحطو حريتهم الفردية على كفهم بنضالهم في سبيل حريتنا الجماعية ..
فتمنى عليكم تقابلو ذكراهم دائما بفرح ومناسبات من قبيل اعتقالهم او ما اليه بصيغة احتفالية وليس تأبينية !!
هذا شيئ بيفرحهم و بيحيينا جميعا ..
هوامش من النص:
*1 (وسيدي مش انت بتعرف انت بس هاي هيك كلمة اخد لساننا عليها فما اتدقق بالعبارة وتجيني بكرا عم تحكيني ع التلفون قلك مين حضرتك و تعمل فيها فهيم و تقلي- انا سيدك وللاااا - ايواه ، )
*2 طبيعي اذا شفت حدن و قلك يابا انا مشي الحال استعودت على انو اطعج رقبتي لمن بدي اطلع بحدى و اطلعلو لفوق وانا خلص مبسوط ع وضعي، فيك تقلو عن لساني (اذا ما حبيت تقولها عن لسانك او حسيت بحرج معين ) فيك تقلو و عن لساني _كذااااااب_ و بنص عينك كذااب و منافق ، و هذول السبيبن مجتمعين -طبيعي اذا استثنينا سبب انو هوي ما بيفهم شي- الي خلوك طاعج رقبتك كل هديك الحقبة ، ونفسون مخلين تقول اليوم انك خلص مشي الحال متعود و مندمج بطعجة الرقبة لدرجة الإنبساط و الإصطهاااج .. يا سيدي سيبك!
*3 هاي التجربة حقيقية ، ما عندي اي فكرة للحقيقة عن اي ابعاد سايكولوجية ليها او ما اليه، بس انا نفسي مجربها مرارا مع اولاد صغار من باب المناغشة و المضايقة هيك بيبقى طاعج رقبتو بتقوم بتقرب خطة بحيث يطعج رقبتو اكتر (خليك مستفززز هيك و جربها مع كل ولاد وعجيان العيلة والحارة انا نفسي ، انا بمارسها بشكل منتظم مع كل الأولاد ومن هم اقصر مني شباب كانو او بنات او اي كان اقصر مني عم بيحكيني هيك بقرب منو بحيث خليه يطعج رقبتو زيادي، طبعا بتعملها بخطوة ارتجالية هيك مع حدى اقصر منك من باب المناغشة و بترجع لورا لتضحك و اتضحكو عليك و على حالو و على النكتة مش انو يعني تعطيها ابعاد نفسية انت و فرويديتك !! حتى نفسها عملها مع الأطول منك بمنيح و عادة بتطعج رقبتك تتحكيهم جرب مرة وقرب منهم زيادة بحيث تشقلهم شقل لفوق اي يعني ضحاك عليهم وضحكون عليك و انجلق على حالك ... شو كان بدي قللِك (في كسرة تحت الآم) شو رأيك نجرب هال النظرية مع بعض تطلعي فيي و اطلع فيكي و هيك يعني نعمل تجارب ميدانية من هالنوع وانواع اخرى متقدمة اكثر )
*4 اي نعم انا كنت عد حالي رجل من صغري و كنت حنشري وابن شوارع وحشّك هيك شروي غروي هاهاهاها شو اخو مزاجي انت ..
لا يعني مش ضروري كون قابضك جد و عم بحكيك جد دوم ، انا مش قابضك جد صدقني بهاي ، ترى بسمع كتير انك قابض حالك جد ، و بيجوز كتار حواليك قابضينك جد ، و بيوصلولك انطباعات بشكل منتظم (او شبه) انهم قابضينك جد ، وانك يعني هداك الي هوي ، بس عاد (والحكي بسري ما يهمك) انا وانت منعرف البيـــر و غطاه، خليك قابض حالك جد لآخر الموسم، وع الحصاد منشوف شو الله بيرزق و حكيني ما تقطعني بضل انا متابع وضعك !(والحكي بسري ما عليك انت انا ما بجيب سيرة لحدى له ولووو!)
*5 انا مش عم لمح لشيئ هون بموضوع الرقاب ، و إنما عم وضّح! و بين التلميح و التوضيح فرق انت ادرى فيه!
العين الي قاومت المخرز امبارح .. وبعدها عم بتقاومو لليوم .. بكرا بدها تقلعو !
|