الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 20/01/2009   #169
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي ثلاثائيات -20-


ثلاثائيات -20-



الصباح

أسابيع من الهمجية و البربرية الصهيونية ضد أهلنا.. شعب فلسطين في غزّة الجريحة
يتوقّف الموت الهاطل من السماء ليتمكّن الجرحى من استخراج الموت الدفين تحت الأنقاض
أكثر من ألف و ثلاثمائة شهيد سقطوا تحت قذائف الغدر و حمم العار
أكثر من أربعمائة طفل تتساءل ذكراهم بصمت مدمع .. لماذا؟
لا جواب...
في زمن اللاّمنطق, اللاّحق, اللاّعدل.. لاتوجد إجابة على أسئلة من هذا النمط
هم انتصروا؟ نحن انتصرنا؟
لست أدري من انتصر...
لكنني أعلم تماماً من خسر

الظهر
أحمد الجار الله, رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية, يهاجم حماس و من يدعمها بشدّة في الوقت الذي يحيي فيه موقف "محور الاعتدال" (الأعوج برأيي).
ليس قولي هذا جديداً و بنفس الوقت لا يزعجني ذلك البتّة لأنني أؤمن بحريّة الرأي و القول و الصحافة, و أؤمن أن من ينزعج من رأي أحد فإنه ببساطة يستطيع ألا يسمعه, و بنفس الوقت أعتقد أن حق الاعتراض و التعقيب و التصويب و الرد هو حق ملازم لحرية الرأي و القول, فحرية الرأي لا تتوقف عند أن تقول رأيك بل يجب عليك سماع رأي غيرك فيما تقول, و لو اختصرنا الشطر الثاني (كما يحصل دائماً في الواقع "الليبرالي" العربي و للأسف) لحصلنا على حوار طرشان بدل نقاش بنّاء.
لا يتّفق رأيي مع رأي السيد الجار الله و رأي من يمثّل (لست من الذين يقتلون المرسال, فهذا السيّد هو أحد أصوات محور "الاعتدال" و من قادة جبهتهم الإعلامية, و ليس هو من يصنع السياسة) و يتعدّى عدم الاتفاق حدود الاختلاف الطبيعي و الضروري في مجتمع فكري طبيعي إلى صدام, فأدنى حدود الحوار و التعايش الفكري, الذي هو وجود أرضية منطقية مشتركة, ليست موجودة, و لذلك فأنا أتجنب قراءته لأنني لا أفهم منطقه و لا أستطيع إسقاطه على منطقي و طريقة تفكيري. لهذا السبب فأنا لا أهتم بقراءته عادةً و لكنني لا أبرر ذلك بمصطلحات التخوين و العمالة, ربما على عكسه.
وصلني اليوم على البريد الالكتروني ضمن نشرة إخبارية مقالة تهاجم السيد الجار الله بسبب مقالة كتبها. هذه المقالة هي عبارة عن رسالة إلى الرئيس المصري بصيغة اعتذار عن ما تلفّظ به "السفهاء" بحقه, و لذلك فقد أثارت هذه الرسالة فضولي و دخلت موقع الجريدة التي يرأس تحريرها السيد الجار الله و قرأتُ مقالة أخرى عن قمّة اليوم في بلده, الكويت.
تقع المقالة ضمن سياق النمط المعتاد لمقالات السيد الجار الله من الاتهامات بالعمالة لطهران و "دمشق؟" و النعوت بالرعونة و بالمتاجرة بدماء الفلسطينيين إلى آخر الديباجة المعتادة, و لكن شطراً من المقالة أثار حفيظتي و جعلني أستعير شعار مقاومي مدريد من الجبهة الجمهورية أثناء الحرب الأهلية: "من هنا لن يمرّوا".
في هذا الشطر, و ضمن هجومه الحاد على حماس و أنصارها و أساليبها, يستنكر على جزء من الشعب الفلسطيني اتخاذه المقاومة أسلوباً ضد الاحتلال الصهيوني, و يستشهد بالمهاتما غاندي و أساليب المقاومة المدنيّة و اللاعنف و يدعوهم للمضي في هذا الطريق أسوة بمصر (؟؟؟!!!!)
رغم إعجابي الشديد بفكر المهاتما غاندي إلا أنني لا أدّعي إيماناً دوغماتياً بأفكاره و نظرياته, و لكنني مع ذلك لا أستطيع رؤية اسمه في هكذا مقالة دون أن أرد كما أعتقد أنه يستوجب (رغم يقيني أن ردي من عدمه سيان عند السيد الجار الله, لكنني لا أعتقد أنه يمانع أن أرد كي أستطيع النوم بشكل أفضل بعد قليل).
لا أريد و لست بصدد برهنة أن المقاومة الفلسطينية تتبع فكر المهاتما غاندي, بل و حتى لن أدافع عنها لأنها ليست بحاجتي أولاً و لأنني قد لا أتفق مع مضامين كثيرة إيديولوجية و تطبيقية في عمل هذه المقاومة, و لكنني لا أستطيع رؤية السيد الجار الله يستخدم اسم المهاتما غاندي لمهاجمتها, و ما هو أسوء: تصوير محور الاعتدال و كأنه تجسيد لفكر المهاتما غاندي في بلاد العُرب أوطاني..
لا يمكن استيعاب هذا التشبيه..
من تقمّص روح المهاتما غاندي؟ هل هم شيوخ النفط.. أصحاب السيوف المغمدة إلا عند دق أعناق من يخالف طهارتهم المزيّفة أو عند الرقص مع الأخ جورج آل بوش؟
أهو حسني مبارك.. و ما أدراك ما حسني مبارك؟
أم هو محمود عبّاس؟ و إن كان محمود عبّاس هو من تقمّص روح المهاتما غاندي فمن هو النيرفانا؟ دحلان؟؟
ختاماً أود أن أسأل السيد الجار الله سؤالاً صغيراً: إن كان يؤمن بالمقاومة المدنية و اللاعنف فلماذا لم أسمعه يعارض التدخّل الأميركي (غير السلمي البتة) لتحرير بلاده, الكويت, عندما تعرّضت للغزو العراقي؟ لماذا لم ينتظر مفعول المقاومة السلمية لطرد جيوش صدّام؟ أم أنه من أصحاب الحل السلمي حسب الحالة؟


العصر
جوان جوزيب نويت عضو شاب في مجلس الشيوخ الاسباني عن ائتلاف اليسار الاتحادي, و هو عدا عن ذلك ناشط ذو مجهود كبير في كل ما يخص حقوق شعوب العالم الثالث و خصوصاً حقوق الشعب الفلسطيني منذ سنوات عديدة.
حاول هذا الناشط منذ أيام قليلة دخول غزّة عن طريق البحر على متن سفينة "روح الإنسانية" المحمّلة بالمساعدات الإنسانية برفقة حوالي عشرين ناشطاً آخرين من دول عديدة و لم يفلح بسبب المنع الإسرائيلي, و الذي وصل إلى استخدام القوة ضد مركبهم.
يروي جوان جوزيب في مدوّنته أن زملاء الرحلة قد اتفقوا على الالتقاء في قبرص حيث كان المركب في انتظارهم للانطلاق, و حال وصولهم إلى قبرص كانت هناك رسالة صريحة من السفارة الإسرائيلية بانتظارهم في فندقهم و التي تخبرهم "بشكل دبلوماسي" أن إسرائيل تنصحهم بعدم القيام بهذه الرحلة لأنها "غير قادرة على ضمان سلامتهم في ساحة حرب", و رغم ذلك قرر الناشطون السفر على مسؤوليتهم الشخصية بعدما ردّوا على الرسالة بأنهم لا يطلبون من أحد أن يضمن سلامتهم و أنهم يحملون مساعدات إنسانية و لا يجدون حرجاً في التعرّض للتفتيش من قبل جهة دولية غير الجيش الإسرائيلي, فكان الرد تذكيراً بأن الرحلة قد تكون بالغة الخطورة على حياتهم.
انطلقوا من قبرص بعد يومين, و يروي جوان جوزيب أنهم فوجئوا في عتمة الليل بعدد من الزوارق الحربية الضخمة تحيط بهم بشكل كامل عندما كانوا لا يزالون في المياه الدولية و بالعديد من الجنود و الضباط الإسرائيليين على متن قاربهم (ما يشكّل خرقاً للقوانين البحرية الدولية). تم اقتيادهم جميعاً إلى سطح المركب و التحقيق معهم واحداً تلو الآخر, و رفض جوان جوزيب التعرّض للتحقيق لأنه صاحب حصانة دبلوماسية ولا يحق للجيش الإسرائيلي استجوابه إلا داخل حدود اسرائيل و بحضور تمثيل حكومي إسباني, و كان الرد على ملاحظته هو الضحك من قبل الضبّاط.
بعد تحقيق امتد عدّة ساعات هدد الضابط الأكبر رتبة ركّاب السفينة بأنهم لو تقدموا متراً واحداً باتجاه غزّة فإنه لن يتردد بإغراق سفينتهم, و أن زورقاً عسكرياً سيرافقهم حتى المياه القبرصية لضمان عودتهم من حيث أتوا. و عند نزول الجنود الإسرائيليين من قاربهم قاموا بمناورات خطيرة حوله بقصد إرهابهم, ثم ابتعدوا إلا واحداً رافقهم حتى حدود قبرص.
أعلن السيناتور الشاب فور وصوله مطار برشلونة عن نيّة حزبه استدعاء وزيرة الدفاع و وزير الخارجية الاسبانية لمساءلتهم تجاه دور اسبانيا و الاتحاد الأوربي بما يخص جرائم الجيش الإسرائيلي تجاه قطاع غزة, كما أعلن عن حملة دولية للمطالبة بملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام القضاء الدولي بالإضافة إلى القضاء المحلي لكل دولة.
كما هاجم الحكومة الإسرائيلية بشراسة لحرصها على ألا يكون هناك شهود على المحرقة التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني, ما يشكّل دليلاً إضافيّاً على نيّتهم الإجرامية.
و كان أقوى تصاريحه هو مهاجمة رئيس الاتحاد الأوربي (الرئيس التشيكي حسب الدور) بقوة حين صرّح أنه "يناقض كل مفاهيم المنطق و الإنسانية و العدالة عندما يساوي ما بين جرائم الجيش الإسرائيلي و أعمال المقاومة الفلسطينية".." لأنه لا يمكن لعقل بشري سوي أن يقوم بمقارنة بين سكّين الجزّار و ممانعة الضحية للذبح".
حصلتُ منذ قليل على عنوان البريد الإلكتروني الخاص بالسيناتور عن طريق مراسلة المكتب الإعلامي لليسار الاتحادي و سأنقل له شكري و امتناني و إعجابي به بصفتي الإنسانية أولاً, كمناصر للقضية الفلسطينية ثانياً, كمواطن سوري ثالثاً, و كيساري رابعاً و أخيراً..

عنوان مدوّنة السيناتور جوان جوزيب نويت (بالإسبانية): اضغط هنا


المغرب
في خطوة أعتبرها دليلاً جديداً على أهمية الإعلام البديل في المعركة من أجل استعادة حقوقنا, أعلنت السلطات الصهيونية اليوم عن حشدها "جيشاً من المدوّنين" بغية استخدامهم لتبييض صورة الكيان الصهيوني المهتزّة جداً أمام الرأي العام العالمي, حيث أنهم يدعون جميع المدوّنين الإسرائيليين و المتعاطفين مع الموقف الإسرائيلي في جميع أرجاء العالم من الذين يتقنون اللغات الإنكليزية و الفرنسية و الألمانية و الإسبانية إلى تسجيل أسمائهم لدى مكتب إعلامي معد لهذا الغرض من أجل تنسيق الحملة.
التدوين المقاوم (التدوين الملتزم برأيي و لكن لن نختلف على التسمية) هو سلاحٌ تحدّثنا كثيراً طيلة الأسابيع الماضية عن أهميته, و للأخ المدوّن عمر مشوّح فضل كبير في إرساء هذا المفهوم رغم سلبية بعض الإخوة تجاه الفكرة و شكوكهم حول جدواها, و أعتقد أن إعلان سلطات الكيان الإرهابي اليوم عن رغبتهم خوض هذه المعركة دليل دامغ على أهميتها.
لنكن لها يا أخوات ويا إخوان... لنعرّهم من أكاذيبهم التي جعلوها ورقة توت يسترون بها همجيتهم
لنواجههم.. لنسقطهم..
سننتصر لأن الحق معنا.. لأن الحق لنا..
و تذكّروا أن الكلمة ليست طلقة رصاص.. إنما هي الوردة التي تسد فوهة البندقية.. فلنجعلها درعنا
و أدعو لذلك إلى التشاور ضمن نطاق مجتمع المدوّنات السورية لتقرير الخطوات التي يمكن اتخاذها لزج طاقاتنا الممكنة حسب قدرة كل شخص في هذه المعركة... معركةٌ ستشرّفنا في المستقبل ذكرى انتصارنا بها..


الليل
"أشعر أنه بعد هذه الليلة.. ستأتي الليلة الأطول.. الأبدية..
أريد ألا تتركيني.. يا حبيبتي عند الفجر"
أستجيب لنداء الصمت المغري هذه الليلة لأترك الكلمة للشاعر الاسباني الشهير لويس إدواردو أوتي و أغنيته Al alba (عند الفجر), و التي كتبها في الليلة التي سبقت إعدام آخر أسرى الضمير لدى نظام الجنرال فرانكو قبل وفاته عام 1975.
أود أن تكون كلماته و سحر أنامله على غيتاره هديّة رمزية متواضعة لذكرى جميع شهداء غزّة.. على أمل أن يكونوا بدورهم آخر من يسقط في سبيل قضية ستنتصر حتماً... غداً عند الفجر


للاستماع المباشر

للتحميل

جميع الحقوق محفوظة لمدونة ياس

www.syriangavroche.com

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06892 seconds with 11 queries