6 حزيران
قرأت منذ عدة سنوات كتابا ً يتناول فن الخطابة . فكان عنوان الفصل الأول منه " لا تحاول أبدا ً أن تجعل من نفسك خطيبا ً يفوق شخصك جودة لأن من يصغي إليك سيكتشف ذلك سريعا ً "
فذكرني هذا القول بتعريف للخطيب ينسب إلى كونتيليان الذي قال " الخطيب إنسان حسن يتكلم جيدا ً " وهذا يعني أنه لا بد لخلفيات كلامنا من أن تظهر مهما حاولنا إخفائها . قد يحدث أحيانا أن نشعر بأن الآخر قد أخطأ بعض الشيء في فهم ما إليه نرمي ، ولكن شعور الآخرين حول ما نحن في صدده غالبا ً ما يكون مصيبا ً . فمن أراد أن يحاور عليه أن يصغي إذا بكل دقة إلى الأسباب العميقة الكامنة وراء إرادة الحوار تلك . وهنالك في نظري ثلاثة حوافز للحوار يجدر بنا أن نعيرها اهتماما ًَ خاصا ً
التهوية : عندما نقرر أن نبدل الهواء في غرفة ، علينا أن نبدأ في الدفع خارجا ً في الهواء الذي فيها . أن ننظفها من الهواء المترسب وروائحه . والعواطف الذي قد تتراكم في داخلنا فنشعر أن فينا حاجة إلى أن ندفع بها خارجا ً " إنها فشة الخلق " . وقد تأتي ساع يصبح ذلك فيها ضرورة . ولكن الحوار يكون ناجحا ً وكذلك العلاقة بقدر ما تتضاءل الحاجة إلى مثل ذلك السلوك
إن " فشة الخلق " في عمقها لا تخلو من الأنانية أنا أريد أن اريح نفسي مما قد تراكم في داخلي فألجأ إذا إلى استعمالك كمكب للعواطف التي ترسبت في نفسي . أنا أفهم أن يلجأ المرء إلى ذلك من وقت لوقت ولكن أحد منا يود أن يستعمل ككب بشكل دائم .
إذا ما دفعت إليك بالعواطف التي تزعجني لكي أريح نفسي فالدافع لدي ّ يكون أنانيا ً . وإذا ما أصبحت تلك عادة في ّ فذلك يعني أن قدرتي على الحب والحوار أمست ضئيلة