31 أيار
نحن في غالبيتنا نميل إلى الانطلاق من اختبار خاص نعيشه لنجعل منه قاعدة عامة لسلوك الآخرين ، ننسى أن كل إنسان فريد في اختباراته وأن ردات الفعل على كل حدث تختلف باختلاف الاشخاص .
أنني عندما ألجأ إلى مثل هذا النهج فذلك يعني أن وعيي الغيرية بالآخر مازال ضئيلا ً وأنني ما فطنت بعد إلى الفرادة الشخصية التي يتمتع بها كل إنسان ، وإنني مازلت أظن أن ما ينطبق علي ينطبق على كل إنسان . وما يزعجني يزعجهم وما يفرحني يفرحهم . فكأنني أجعل من نفسي مقياسا ً لكل إنسان ،و أنصب نفسي ناطقا ً باسم الناس جميعا ً .
ما من إنسان على الأرض يملك كل الحقيقة ولكن إذا ما كنا على استعداد لأن نشارك الآخر في بعض الحقيقة التي لدينا ، يصبح آنذاك كل منا على بينة أكبر بالحقيقة كلها .
مثل ذلك كمثل شخصين يقف كل منهما إلى إحد جانبي سياج حديدي أحد جانبي السياج مطلي بلون رمادي والأخر بلون أخضر إذا ما أصر من هو في الجهة الخضراء على أن السياج أخضر فلا بد وان يلقى مقاومة ممن هو في الجانب الآخر والذي يرى هو أيضا ً أن السياج بلا شك هو رمادي اللون . طبعا ً كل منهما على حق فيما يقول ولكن احدا منهما لا يملك الحقيقة كلها . وهذا شأننا في الغالب عندما يخالف أحدنا الآخر في الرأي من الصعب جدا ً أن يكون إنساان مخطئ تماما ً عندما يكون موضوع الجدل معقداً ومن المرجح أن يكون لدى كل من الفريقين جزء من الحقيقة قد يكبر أو يصغر
|