الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 10/03/2009   #193
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


الصباح

تشغل أنباء قرار المحكمة الدولية بملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير حيّزاً كبيراً من المساحة الإعلامية العربية و الدولية, فمظاهر التضامن مع رأس النظام السوداني أو الموافقة على القرار يبدو أنها مرغوبة لدى متابعي الأخبار, و يأتي القرار بعد سنوات عديدة من الشد و الجذب و المتاجرة بمحنة إقليم دارفور, هذه المحنة التي أعتبرها إحدى عورات الإنسانية الكثيرة في هذا العصر.. أقولها بكل أسى..

المحكمة و قراراتها عبارة عن مهزلة سياسية - قانونية دوليّة و متاجرة قميئة بأرواح ثلاثة ملايين سوداني قضوا في هذه السنوات القاتمة (و لا ينفعني العذر, الذي هو من الذنب أقبح, الذي يستلّه المدافعون عن البشير عندما يقولون أن هذا العدد مبالغ به جداً), فهذه الملاحقة تتمتع بدعم الولايات المتحدة الأميركية بوقاحة قلّ مثيلها, فعلينا ألا ننسى أن هذه المحكمة قائمة بناءً على معاهدة روما, و الولايات المتحدة الأميركية لم تصادق على هذه المعاهدة خوفاً من إمكانية ملاحقة مسؤوليها قانونياً جراء جرائمها في العراق و أفغانستان و دول أخرى, بالإضافة إلى غطائها السياسي و العسكري الذي يضمن حصانة تامة للكيان الصهيوني الغاصب.

العدالة المصلحية ليست عدالة, و القانون الذي يكيل بمكيالين هو عارٌ.. ليس إلا..

لا أريد أن يكون انتقاد قرار المحكمة الدولية و كأنه شهادة براءة للبشير, فهو مجرم بطبيعة الأحوال, و يتصف بشكل خاص بالغباء و الحلزونية التي يحسبها دهاءً, فالبشير قدّم خدمات كبرى للامبريالية العالمية و ظن أن هذه الخدمات تضمن له الحصانة, و يكفي مشاهدة ردة فعله الهستيرية على الملاحقة لمعرفة أي نوعٍ من الأشخاص هو, فطرده عدداً كبيراً من المنظمات الدولية و الإنسانية و هيئات الإغاثة - و أغلبها مستقل عن أي حكومة- هو دليل قاطع على رعونته, فهذا الإجراء قد ترك أكثر من مليون سوداني معرضين لخطر الموت, فهذا العدد (و قد يكون أكبر من ذلك) كان يعتمد بشكل أساسي و وحيد على هذه المنظمات للحصول على اللقمة و العلاج لأن حكومته مشغولة بالتسلية مع الميليشيات داخل السودان و خارجها.

و حسبي الله و نعم الوكيل...


الظهر

"وزارة التربية تلزم الطلاب قراءة كتاب كل شهر و تقديم ملخّص عنه"

سننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس و نشكر أصحاب القرار لأنه رائع برأيي, ثم نعود للنكد المعتاد.

حسب هذا القرار, يجب على كل طالب أن يقرأ كتاباً واحداً كل شهر من كتب المكتبة المدرسيّة و أن يقدم ملخصاً شفوياً أمام زملائه في الصف, و هذا كلامٌ جميلٌ, لكنني أتساءل عن إمكانية تطبيقه فعلياً لأنني أعتقد أن نسبة المدارس التي تتمتع بوجود مكتبة مدرسية فعلياً قليلة جداً, و لا يعني وجود غرفة في المخطط مخصصة للمكتبة المدرسية أنها موجودة فعلاً, و إن وجدت فما هي جودة محتواها كمّاً و نوعاً؟

عندما كنت في المرحلة الإعدادية و الثانوية كان لدينا مكتبة مدرسية عبارة عن غرفة لم أرها مفتوحة يوماً, و كانت أمينة المكتبة زوجة أحد المسئولين في المحافظة, و لم أرها في المدرسة إلا يوم أتت إلى صفنا عندما كنا في الثاني الإعدادي لتضرب زميلاً كان قد تشاجر مع ابنها و مزّق حقيبته, و أتذكر تلك الحادثة جيداً لبشاعتها و لموقف الأستاذ الذي كان يدرّسنا في تلك الحصة فقد استشاط - رحمه الله و أسكنه فسيح جنّاته - غضباً و توجّه فوراً إلى الإدارة لطلب تدخّل مدير المدرسة, و لم ينته النزاع حتى عادت هذه السيدة إلى الصف و اعتذرت للأستاذ أمام الطلاب على مقاطعة درسه بهذه الطريقة الفجة الوقحة.

القصد من رواية القصة هو تبيان واقع المكتبة المدرسية في أكبر مدارس المحافظة آنذاك, و لا أدري إن كان الوضع قد تغيّر شيئاً اليوم.

أعتقد بوجوب رفد هذا القرار بإجراءات لتحسين المكتبات المدرسية و تطويرها أو إنشاء نوع من التعاون مع المراكز الثقافية أو المكتبات العامة - إن وجدت- .

على كل حال هذا القرار ممتاز و أسعدني قراءته, و أتمنى أن ينفّذ فعلاً و ألا يكون مجرد حبر على ورق.

و مرّة أخرى.. و دائماً و أبداً.. عمار يا بلد


العصر

خلال نهاية الأسبوع الفائت, و بينما كنت أكتب تدوينة "حول جرائم الشرف و حق المرأة السورية بمنح الجنسية لأولادها" اطّلعت على خبر إعلان النقاش المستقبلي في مجلس الشعب في العديد من المواقع, و كعادتي اهتممت بقراءة تعليقات القراء, و صراحةً ذهلت عندما شاهدت رأياً متكرراً بخصوص حق المرأة السورية في منح أبنائها جنسيتها جعلني أعيد قراءة الخبر لأتأكد أنني أقرأ خبراً عن سوريا و ليس عن تكساس, و أن المقصودين هم أبناء امرأة سوريّة و ليسوا جيوش المهاجرين الهسبان المرابطين على حدود المكسيك بانتظار فرصة للتسلل إلى الولايات المتحدة, و ليس تصغيراً من شأن سوريا أمام الولايات المتحدة طبعاً (خط عريض تحت "طبعاً") و لكنه ذهول من عنصرية التعليق.

هذا الرأي, المتكرر جداً كما أسلفت, يرفض هذا الحق للمرأة السورية لأنه يرفض أن يأخذ أبناء رجل "الله عليم من وين جاي" أو "مو معروف قرعة جدو من وين" الجنسية السورية (الجمل التي بين علامات اقتباس هي حرفية, و تستبدل أحياناً بأسماء بعض الجنسيات التي يرى بعض السادة المعلّقين أنها دون المستوى و لن أذكرها بطبيعة الحال).

لست أدري من أين جاءت هذه النزعة العنصرية البغيضة إلينا و لا هذا الاحتقار الفوقي تجاه بعض الجنسيات الأخرى, و كنت أود لو أستطيع سؤال أحد أصحاب التعليقات إن كان يتقبّل أن يسافر السوري إلى الخارج و ينال جنسية أخرى بالزواج من مواطنة أو بأسلوب آخر, و حتى إن لم يتقبّل الفكرة فهل يقبل أن يتحدّث أحدٌ من سكان هذه الدولة المضيفة عن ابن وطنه كما يتحدّث هو باحتقار عن جنسية أخرى.

يبدو أنه يجب علينا أن نتذكّر بين الحين و الآخر أنه علينا أن نعامل الآخرين كما نرغب أن نُعامل.
المستفيدون من هذا القرار, إن صدر فعلاً في بحر هذا الشهر, يعيش أغلبهم في سوريا, و ربما لا يعلم جيرانهم أو أصدقائهم أنهم لا يملكون الجنسية, و هذا القرار سوف يسهّل بشكل كبير أمورهم الرسمية و البيروقراطية, و هذا هو المفعول العملي الأكبر, لأن الجنسية كانتماء, برأيي, ليست ورقة بل أنها نقش في العقل و سيمفونية تعزفها دقّات القلب.


المغرب

عندما قرأت الخبر الذي يتحدّث عن حكم محكمة سعودية بجلد و سجن عجوز سبعينية سورية بسبب "خلوة غير شرعية" مع شابين قصدا منزلها لإيصال الخبز إليها لم أحاول أن أبحث عن أدنى مقومات المنطق لأنني كنت أعرف سلفاً أنني لن أجده.

لا أستطيع أن أتفهّم منطقية وجود "هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" أو المطاوعة و لا أعرف ما ضرورة وجودها و لا افهم أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يتم عن طريق استعمال الهراوات و الخيزران لضرب من يتأخر عن صلاة أو للاعتداء على من خرجت دوم محرم أو أي نشاط آخر من نشاطات هذه الهيئة التي تتعرّض باستمرار لانتقادات عنيفة ليس فقط من قبل العلمانيين إنما حتى من الإسلاميين, و طولب مراراً و تكراراً بإلغائها أو على الأقل الحد من صلاحياتها, و لكن مع ذلك أقر بأنه ليس شأناً خاصاً بي و إنما شأن سعودي خالص.

لكنني لم أستطع تجاهل هذه الحالة...

ما هي آلية منطق من اتهم هذه السيدة و حكم عليها؟ هل يعتقد حضرة القاضي أن كل نساء الشام هن كالشحرورة صباح؟

هل سينفذون الحكم فعلاً؟ أين الرحمة في قلوبهم؟ من هذا الوحش الذي سيجلدها؟ ألن يخجل من أنه يجلد امرأة بعمر أمه أو جدّته حتى؟

لا أبالغ إن قلت أنني سأشعر بأن كرامتي قد جرحت إن تم جلد سيدة عجوز من بلدي بهذا الشكل و تمت إهانتها بهذه الوضاعة في آخر العمر, أقولها بكل صراحة, و لذلك أتمنى أن من كل قلبي أن يبحث أحدٌ عن عفو عنها على هامش القمة السورية السعودية يوم الأربعاء.


الليل

لماذا تريدين بطاقة هوية إن كنتُ أرى رقمك الوطني في ابتسامتك؟

لماذا تريدين شهادة ميلاد إن كنتِ مقصد رسائل عشقي؟

لماذا تطلبين جواز سفر إن كنتِ تملكين قلبي؟

خذي كلماتي و أوراقي

و اجعلي منها تأشيرة دخول

صالحة لغاية... نهاية التاريخ




Yass


عندما عدت إلى المنبر الحر بعد شهور من الغياب و لاحظت أن هذا الموضوع قد بقي حيّاً بجهد الأصدقاء و الإخوة, اختلطت في قلبي طوافانات من المشاعر التي أعجز عن وصفها صراحةً...


أشكركم جميعاً... جداً...

ولتحيوا.. و لتحيا أخوية





أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06873 seconds with 11 queries