[stormsmaker]

الصباح
في أخبار هذا الأسبوع طالعنا خبراً عن خطوة جديدة لسلطات الاحتلال الصهيوني في طريق مسح الوجه العربي لمدينة القدس عن طريق تهجير عدد كبير من سكّانها العرب باستخدام حجج تنظيمية و إدارية خلّبية مثلهم.
ليس جديداً هذا الأمر, فقد تكرر على مدى السنوات و العقود إلى الحدّ الذي أصبح فيها مألوفاً بشكل خطير, و أقول خطير لأن هكذا إجراء يمر مرور الكرام في الرأي العام العربي و لا يتم تقدير خطورة هذه الخطط.
من الواضح أن كل هذه الأمور تجري بغية فرض أمر واقع قبيل أي جلسة مفاوضات مع الجانب الفلسطيني بخصوص القدس, فإفراغ القدس من سكانها العرب شكلاً و مضموناً هو إعادة بناء واقع جديد يمكن فرضه على الجانب الآخر و خصوصاً إن كان جانباً ضعيفاً مثل السلطة الوطنية الفلسطينية.
لا أريد السخرية من أحدٍ و خياراته الإستراتيجية و خصوصاً إن كان من أصحاب القضية, و لكن عليّ التذكير بأن عمدة القدس الحالي هو ذلك "العلماني" الذي فرحت أوساط فلسطينية كثيرة لفوزه في الانتخابات و إقصاء "المتشددين" عن السلطات البلدية, و نحن نرى الآن ماذا فعل "المعتدل", فماذا ننتظر من "المتشدد"؟
كل الحب و الود و التضامن مع أخواننا المقدسيين
تدوينة هامة و جميلة عن خطط نزع العروبة من مدينة القدس في مدوّنة صديقي خالد السعود: انقر هنا.


الظهر
امتدّت يد الإرهاب المجرم الغاشم مرّة أخرى و صفعت قلب القاهرة, عاصمة أم الدنيا, في جريمة ترمي إلى بث الرعب في قلوب سكّانها و ضعضعة قوة السياحة كأحد الموارد الأساسية للاقتصاد المصري, و كانت النتيجة حتى الآن وفاة سائحة فرنسية و جرح عدد كبير من المواطنين المصريين و السيّاح.
استغربت و استهجنت بشدّة تعليقات الكثيرين في المواقع الإخبارية الذين يكادون يهللون لما حدث, و خصوصاً بعد جرائم غزّة الغاشمة و موقف القيادة المصرية خلالها, هذا الموقف الذي رآه الكثيرون, و أنا منهم, معيباً مخجلاً لا إنسانياً, بغض النظر عن الانتماء القومي و الديني.
و لكن أعتقد أن هذا لا يبرر بأي شكلٍ من الأشكال هذا الدعم للإرهاب المجرم, حتى لو كان مجرد تبرير لأفعاله, فالمصري المكافح من أجل لقمة عيشه ليس مسؤولاً عن قرارات كافور الإخشيدي, و لا حتى هذا السائح الذي يبدو و كأنه سفير الشيطان في أعين البعض رغم أنه مورد رزق أخواننا المصريين.
قليلاً من الإنسانية أرجوهم... ثم بعض المنطقية إن كان ذلك ممكناً..
و رحمة الله على القتلى, و لتقع قبضة العدالة على المسبّبين.


العصر
من يتذكّر اثلة الخطيب؟
فلنتذكّر سويّة...
منذ ما يقارب العام, خرجت أخبار من مواقع عديدة تتحدّث عن مفتشة شابة تابعة للهيئة المركزية للرقابة و التفتيش قد قامت بجولة إلى مركز عدرا الحدودي و أوقفت العمل به بناءً على معلومات عن شاحنات وهمية و صفقات مشبوهة, و حاولت هذه المفتّشة القيام بعملها مع دعم لا بأس به من العديد من الصحفيين الذين حاولوا أن يقوموا بدورهم الحقيقي في مجتمعنا, و لكن ساطور الفاسدين و أبواقهم كان أقوى, فمنذ اليوم الأول انطلقت هذه الأبواق لتزعق ضد اثلة و تتهمها بالبحث عن الشهرة و تعطيل العمل على المركز الحدودي و ما إلى ذلك, و بعدها بأيام قليلة صدر قرار من رئاسة مجلس الوزراء بوقف عمل هذه المفتشة في مجال الضابطة الجمركية فوراً و إلى أجل غير مسمّى, و ماتت هذه الجهود, كالعادة.
الآن, تصلنا أخبار يومية عن فضائح الضابطة الجمركية, لعل أكبرها كان كفّ يد مسؤولها الأكبر و الحجز على أملاكه و أملاك أسرته, و التي وصلت إلى 137 عقار!! (من راتبه, طبعاً), و لا أريد التعليق على هذه الأخبار فهي تتحدّث بنفسها, و يتعرّق جبينها خجلاً و قرفاً بنفسها.
لكنني أود أن أتذكّر اثلة, و أطالب برد الاعتبار لها و لمن وقفوا معها بعد أن ظهر الحق, أو جزء صغير من الحق, لكنه جزء كافٍ لكي تستحق اعتذاراً رسمياً, و ربما حتى إقالة و مساءلة من كان مسؤولاً عن إيقاف تحقيقاتها.


المغرب
شهدنا اليوم في إسبانيا أنبل إجراء يمكن أن يقوم بهم مسؤول عندما يخطئ: الاستقالة.
ملخص الحكاية: منذ أسابيع قليلة خرجت الصحف بصور لوزير العدل الإسباني, ماريانو فرنانديث برميخو, في حفلة صيد جنوب اسبانيا, و كان الخبر هو أن أحد المشاركين أيضاً في هذا الحفل هو القاضي بلتسار غارثون, ضمن حضور يناهز الخمسين شخصاً, و شكّل هذا الخبر فضيحة كبرى كون هذا القاضي هو الذي يتابع التحقيق في قضية فساد تطال بعض المسؤولين السابقين في حزب الشعب, و هو غريم الحزب الاشتراكي الذي ينتمي وزير العدل إليه. و رغم أن الكثير من الشهود, و منهم رئيس بلدية البلدة التي اصطادوا في حقولها و هو من حزب الشعب, قد أكدوا أن الوزير و القاضي لم يتبادلوا أي حديث منفرد و أن الحديث العام دار فقط عن الصيد إلا أن دوي الخبر قد دام حتى اليوم.
لكن "المسمار" الذي دُق في نعش الوزير خرج من أسبوع تقريباً عندما أفادت صحيفة بأنها راجعت سجلاّت مستشارية الزراعة و البيئة في حكومة الأندلس الإقليمية و أن برميخو لا يمتلك رخصة لمزاولة الصيد في هذه المقاطعة, فكانت فضيحة جديدة حيث أن الوزير أقرّ بأنه يمتلك رخصة سلاح و رخصة صيد و لكنه على اعتبار أنه لم يزاول هذه الهواية خارج مقاطعة مدريد سابقاً فإنه لم يكن يعلم أن عليه أن يستخرج رخصة للصيد في مقاطعات أخرى, و أنه دعي إلى هذه الحفلة فذهب دون أن يعلم هذا الإجراء.
عقوبة الصيد بدون رخصة محلّية لمن يمتلك رخصة سلاح و وثائق صيد هي إدارية, عبارة عن غرامة ليست أكبر من غرامة سير, أي أنها ليست جنحة أو جناية أبداً, و لكن قواعد الحزب الاشتراكي رأت أنه لا يمكن لوزير أن يقع في خطأ كهذا و أن عليه أن يستقيل, و بالفعل أعلن استقالته الفورية اليوم في مؤتمر صحفي.
بالنسبة لي فإن هذا الوزير هو من أحب السياسيين الإسبان إلي, لجرأته و شجاعته و قوة شخصيته, عدا عن أنه لم يكتسب براغماتية السياسيين و بالتالي لم أره يوماً يتهرّب من الإجابة على سؤال مهما كان, و هو من أكثر الوزراء مشاركة في برامج التلفزيون و الراديو و الحوارات الالكترونية مع المواطنين, و لذلك فقد أحزنني خسارته كسياسي, لكنني فرحت لأنه كسب نفسه كإنسان مرّة أخرى عندما أقرّ بخطئه و دفع ثمنه بمنصبه.
يا ترى متى يتعلّم من يجب أن يتعلّم؟ (تدوينة من مدونة صديقي العزيز غابرييل كمثال عمّن يجب أن يتعلّم).


الليل
دفعة ياسمين قد قفزت اليمّ لتصلني على جناح الفجر؟
أم نسمة صباح ربيعي من شاطئ الأمل؟
بسمة سحابة بيضاء تزيّن سماءً تفخر بزرقتها؟
قد يكون...
لكنه ليس كذلك... إنه صدى صوتك الذي زارني اليوم..