الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 17/02/2009   #184
شب و شيخ الشباب I_Love_Syria
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ I_Love_Syria
I_Love_Syria is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
بالشام قريباً
مشاركات:
1,019

افتراضي ثلاثائيات 24


الصباح
بعد أنهار الحبر التي جرت في مقالات و حوارات و تحليلات و دراسات حول الاحتمالات القائمة قبل الانتخابات الإسرائيلية, نسبح الآن في تيّارات حبر المقالات و الحوارات و التحليلات و الدراسات حول نتائج هذه الانتخابات و التحالفات المحتملة ما بين العصابات المختلفة المسمّاة "أحزاب", على أمل ألا نغرق في طوفان حبر المقالات و الحوارات و التحليلات و الدراسات حول زعامة العصابة الكبرى عندما تتشكّل.
بما يخصني, لم يتغيّر مرشحي, فأنا أريد نتنياهو, أريده لدرجة أنني سأصوّت له في الانتخابات الإقليمية القادمة هنا في غاليثيا مطلع الشهر القادم حتى لو لم يكن مرشحاً, بل و ربما أصوّت لليبرمان كذلك, فهم الأفضل, الأفضل لنا و لصحتنا النفسية و العقلية (الصحة العقلية لمن بقي في رأسه عقل بعد "عمليات" غزّة).
نعم يا سادة.. أريد نتنياهو رئيساً لحكومة العصابة الصهيونية, و ليبرمان نائباً و وزيراً للخارجية و الدفاع و ناطقاً رسمياً حتى, فهؤلاء هم الصفعة التي توقظ بعضنا من وهم إمكانية السلام, فهؤلاء لا يعدون بالوردة بينما يجهّزون الخنجر و إنما يعدون بالخنجر بينما يجهزون الخازوق, و لكن مع ذلك المفاجأة أقل, و لا نريد مفاجآت..
ضحكت يوم أمس كثيراً عندما قرأتُ مقال أحد الليبراليين الديمقراطيين الأحرار الذين يفتتحون مقالاتهم بنعت "المغامرين أتباع الفرس" بالحمير و ينهيها بتسميتهم بأبناء الـ ... و هو يتّهم حماس بأنها مسؤولة عن اختيار الإسرائيليين لليمين المتطرّف عوضاً عن اليسار, فحسب "كلامه" (كلامه بين علامتين كي لا أكون وقحاً و أقول "جعيره") فإن هذا الخيار هو نتيجة لتهديد حماس المستمر للمدنيين في "جنوب إسرائيل" و لذلك فإنهم صوّتوا للخيار الذي يعدهم بالأمن. و كنت على وشك أن أراسله لأذكّره بأن "اليسار الإسرائيلي" هو من أنشأ الكيان الصهيوني و هو صاحب إنجاز التهجير الفلسطيني, و إن أراد أن يتأكد فليقرأ التاريخ, و لكنني عدلت عن فكرة المراسلة لأنني تعلّمت بعد نكسات كثيرة أن محاولة الحديث مع الجدران ليست إلا مضيعة للوقت, فما بالك بالحديث مع جدار الفصل العنصري؟

الظهر
عطري: لدينا تصوّرات حول خفض أسعار المشتقات النفطية
قرأتُ هذا العنوان اليوم و لم أفتح الخبر لمتابعة القراءة حتى, ربما لأن سطحية تفكيري قد لا تتلاءم مع تعقيدات السياسة الاقتصادية للحكومة الرشيدة.
سيادة رئيس الوزراء يملك "تصوّرات" حول خفض أسعار المشتقات النفطية؟ الآن؟ سعر النفط دون الخمسين دولار منذ الخريف, لماذا العجلة يا سيادة رئيس الوزراء؟ لسنا على عجلة من أمرنا و لذلك اترك هذا الأمر الآن و تفرّغ للذهاب للعزاء بوفاة عبد الرحمن الداخل في الأندلس كونه من أصل سوري, فهذا أكثر عجلة يا سيدنا.
هل لدى سيادتكم تصوّر للحلول العاجلة لمشكلة الجفاف في الجزيرة؟ هذه المنطقة التي تصارعت على امتلاكها الإمبراطوريات منذ القدم لأنها كانت نبع قمح و شعير لا ينضب, و التي أصبحت الآن بعد تطوّر أساليب السقاية و الزراعة تتسوّل الخبز و مشتقات الحبوب؟
كفاك تصوّراً أرجوك, فقد احترق الفيلم, رغم أن الكاميرا "ديجيتال"...

العصر
بين أكوام الأخبار و العناوين و النشرات و المواد الصحفية, تخرج علينا عبارات مقتضبة تذكّرنا بأن مأساة إنسانية كبرى اسمها أفريقيا تقبع أسيرة النسيان.
سمعتُ في الراديو منذ قليل أن زورقاً محمّلاً بالمهاجرين (أرفض أن أقول غير شرعيين) قد تحطّم عند سواحل إحدى جزر الكناري التابعة لإسبانيا, و الحصيلة حتى الآن هي 21 جثة و الناجون ستة فقط, و حسب الناجين فإن عدد الغرقى أكبر, و يتم البحث الآن عن الباقين, أمواتاً كانوا أم أحياء.
في الفترة المخصصة لهذا الخبر في البرنامج الإخباري الذي تابعته باهتمام, تحدّثت المذيعة مع إحدى متطوّعات فرق الإنقاذ التي كانت تعاني من أزمة نفسية رهيبة, فقد روت أنها عرضت على أحد الناجين جهاز هاتف لكي يتّصل بأهله أو قريته أو أي أحد و يخبرهم بأنه بخير و يعلم أهالي الباقين بمصيرهم, و لكن الجميع رفض الاتصال رفضاً قاطعاً و قالوا لها أنهم يفضّلون ألا يعرف أهلهم شيئاً, أن يعيشوا على أمل أن أبناءهم قد وصلوا إلى العالم الأول و نسوهم في غمرة الترف و البذخ.
المؤلم في حادث اليوم هو أنه من بين الجثث هناك أكثر من 17 طفل و قاصر, يرسلونهم في هذه الزوارق لأنهم يعلمون أن السلطات الإسبانيّة لا ترحّل الأحداث, و يتخلّى الأهل عن هذا الطفل لأنهم يعلمون أن حياته في أي ملجأ أيتام أو عند أي عائلة تتبنّاه أكثر أماناً من حياته تحت ظل الجوع الوحشي, و روت هذه المتطوّعة كيف أنها أسعفت في حادثة سابقة طفلاً رضيعاًَ و أمه, و أن أمّه رجتها ألا تسجّل الطفل و كأنه ابنها و أن تقول أنه ابن إحدى الغريقات, لأنها لا تأبه بأنه ترحّلها السلطات مقابل أن يبقى طفلها في "أرض الأحلام".
دائماً بعد أخبارٍ من هذا النوع تبدأ النقاشات حول المسؤولية, هل هو الأمن المغربي الفاسد المتعاون مع مافيات التهريب؟ هل هي حكومات جنوب الصحراء التي لا تتعاون مع صناديق التنمية الدولية؟ هل و هل و هل... ؟
أعتقد أن المسؤولية تبدأ عند أي واحد فينا يرمي طعاماً في القمامة, و تنتهي عند ما فوق أوباما...
و رحمة الله على الضحايا

المغرب
توفيت صباح الجمعة الماضية الحاجة حورية الدرويش بعد ست و تسعين عاماً من العمر, و دُفنت بعد صلاة الظهر في مقبرة قريتها, الجديدة.
الحاجة حورية الدرويش هي والدة الراحل محمود درويش, و أتت وفاتها بعد شهور من رحيل ابنها العملاق بعد أن أبكت العالم ببكائها على صغيرها, و يقول المقرّبون منها أنه حالتها الصحّية ساءت جداً بعد وفاة ابنها و أنها كانت ترفض الطعام و تكاد لا تتحدّث مع أحد.
سماعي بخبر وفاتها جعلني أفكّر بصمت, ربما كدقيقة صمت عفوية..
هل يا ترى هي الآن تخبز لابنها الذي كان يحن لخبزها؟ هل تصنع له القهوة الآن؟
أريد أن أفكر.. و أفكر... أن محمود درويش ينظر إلى عيني والدته الآن.. في مكان ما...
و يبتسم...

رابط قصيدة "أحنّ إلى خبز أمي"

الليل
كمسامير... كأوتاد جليدية...
تنقط قطرات يحرق بردها أديمي
ترفض الأصابع الطاعة.. و تتجمّد مضربة
تبّاً لهذا البرد الذي سمّاه البعض شوقاً و حنيناً..
تعالي... فقد سئمت البرد يا صغيرتي


مدونة ياسين

أنا الدمَشقي لو جرحت جسدي .... لسال منه عناقيد وتفاح
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05804 seconds with 11 queries