أبحث عن وجهك في المقاهي التي تتكئ على أرصفة الشوارع .
أبحث عن عينيك بين عيون مشردة على وجوه الحسناوات ..
ابحث عن جسدك المتعب على طاولات طالما حملت اجساد المتعبين . مشرد في شوارع الليل ، لا تعرف هدف طريقك ، تمشي ولا تصل إلى ما تريد ، تسأل ولا يدلك أحد .
يائس ، تعانق النسمات الشاردة ، تنام نظراتك على الوجوه التي لا تعرف الحزن .
أبحث عنك من جديد ، فلا أجدك .
قد تكون ملقى على مقعد أتعبه تململك ، وقد تكون غارقا ً بين أيد ٍ تمتد ، ولا تمل السؤال ، وبين دخان زائف يخفي حقيقة الوجوه ، وبين أحاديث سخيفة تعيش وتستمد أهميتها من البطالة والتفاهة .
وهكذا لا أجدك .. لأنك لا تجد نفسك بين هذه المخلوقات الغريبة .. لأنك شبح انسان يعيش حياة الضياع ، وفي قلبي وعيني رجل أحبه أقوى من التشرد واليأس
أعرف أنني لن أجدك .. أقصد لن اجد حقيقتك الضائعة ، لأنها ماتت . قتلتها أنت حين أحطت نفسك بمزيج عجيب من البشر والأجواء
وأعرف انك لا تحب هذه الحياة ، مهما أنكرت وكابرت ، فأنت لا شيء بالنسبة اليهم سوى أنسان ضائع يلقي بمرساته بين السفن الغريبة .
ولكنك بالنسبة لي ، أنت المرفأ الذي يقوى على استيعاب عواطفي .
سأبحث عنك أكثر ، سأخطفك يوما ما من على رصيف شارع لا يبدأ ولا ينتهي . سأعيد إليك رشدك ، لتكتشف حقيقة نفسك ، وتكتشف انك تحبني .. غصبا ً عنك تحبني . أفهمت يا ظالم ، يا تائه ، يا حبيبي ؟