عرض مشاركة واحدة
قديم 14/03/2005   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي سوق البنات في سورية يتجه للتصدير ..


كان يوم زفافها ، فستان ابيض وورود وزغاريد ، عين تتطلع الى البعيد وقلب مرتبط بالارض والوطن ، والأم تصطنع ابتسامة ليس لها امتداد للأعماق ، وحديث في النفس يرافقه الم مكتوم ومباركة ناقصة ، والقصة كلها تكتب على مبدأ اهون الشرين .. فالعريس سائح وافد جاء ليشتري ، والسيناريو يشبه إلى حد التطابق صفقة تجارية .. مراسلات ومراسيل ( وكلاء ) ، صور للمنتج ( حيث ان النماذج متعذرة هنا ) ..



رسائل ( تجارية غرامية ) واتفاق أولي ، لقاء في وقت ضيق ( للمعاينة ) وإتمام الصفقة ( زواج ) ، يسافر الشاري ( العريس ) .. والبضاعة ( العروس ) تشحن ( تصدر ) عند انتهاء الإجراءات .. ( تسليم ارض المعمل )..



فتيات سورية يستنجدن بالانترنت كآخر ملاذ ، والكساد تجاوز البضائع والاسواق وطال البشر ، ولسبب زيادة المخزون أي بعبارة اقتصادية زيادة في العرض على حساب الطلب ، يمكن البحث عن اسواق التصدير ، وهنا تقفز لنا العولمة بإمكانياتها الهائلة لتساعد في عمليات التسويق ، وخاصة أن إنتاج سورية في هذا القطاع ذو سمعة طيبة من ماركة " ما باس تمها غير امها " لها راغبين كثر في الخارج ، خاصة الذين ملوا من " التخبيص " وفقدوا الثقة بالصناعة الغربية ( التقليد ) وهم يريدون شيء " بلدي " أصيل.



عادة شراء البنات ليست وافدة على مجتمعنا ، ولكن العرض عادة ما يتم في البيوت المغلقة ، ويطوف الشاري ( عريس الغفلة ) على منازل العذارى ليحصل على العرض الافضل ، الذي يبدأ بالقبول وينتهي بأدق التفاصيل ، التفاصيل التي تتضمن الكلفة طبعا ، وكأي صفقة ( مع فارق اننا نتحدث عن البشر ) يريد العريس شيء عالي الجودة بأقل تكلفة ممكنة ، اما في العصر الحديث ، فقد ينظر العريس الى الامر على انه مشروع إنتاجي وليس سلعة استهلاكية ، واذا عدنا للكساد وزيادة العرض وقلة الطلب ، فانه سيفضل العنصر ( المرأة ) المنتجة على المستهلكة ، وهنا قد يكون الحصول على واحدة ( عروس منتجة ) اسهل من الحصول على فرصة عمل . .

أما البضاعة ( العروس ) وأصحابها ( الأهل ) فعليهم ان يعتنوا بجودة المنتج وخاصة التغليف ( الامبلاج ) وطريقة التقديم والعرض ، ولا تنسوا الترويج الذي لن نستغرب ان يصل الى حد الاعلان ، وتستخدم احيانا كثيرة...العروض ، فيعرض ( مثلا ) مع كل فتاة منزل او سيارة او رصيد ، وهذا كما نعلم في علوم التسويق يدعم قرارات الشراء لدى الزبون ( عريس الغفلة ) ، ولكن ليس تقديم عرض جيد هو نهاية المطاف ، فقد يكون لدى العريس عرض افضل ، وفي هذه الحالة تبقى العروس على الرف ، ويحرص الاهل على " نفض " الغبار عنها ، حتى موعد قدوم زبون أخر .. الى ان تتم الصفقة ( يأتي النصيب ) .. أملين في أن لا تتجاوز البضاعة مدة الصلاحية ..

الآن أصبح هناك طرق مبتكرة ، ودخل هذا النوع من الصفقات عالم التجارة الالكترونية ، واصبحت المراسلات التجارية ( الغرامية ) من ضمن عالم الاعمال ، الامر الذي يوسع دائرة الاختيار والاتصال والتعرف بالصوت والصورة ، ثم يأتي اللقاء ، وعادة ما يكون مهين ، لان البطيخة ( الفتاة ) قد " تطلع " بيضاء في نظر المشتري .. فيتركها ليبحث عن ( بطيخة ) في " بسطة " اخرى ..

قد يقول لي البعض " شو فيها " ، " هكذا تتم الامور " ، " كيف ستتزوج البنات اذا " .. ولماذا على الفتاة في مجتمعنا ان تقبل بان تعامل كسلعة ، تجرد من إنسانيتها ، تعرض مثل مسحوق الغسيل على مقاعد تشبه الرفوف في بيوت اشبه بالمتاجر ، بيوت لاينقصها الا ان تضع " صندوق " ( كاشير ) عند باب الخروج ..

واذا كان الامر طبيعي وبسيط .. لماذا لا ينتظر الشباب في البيوت ، يتأنقوا ويترقبوا زيارة فتاة .. تتأملهم ترمقهم ، تعاين .. ثم تستدير .. وتمضي غير راغبة في الشراء .. ، ما أقسى هذا الشعور ..



نضال معلوف

-------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز - www.syria-news.com

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03545 seconds with 11 queries