عرض مشاركة واحدة
قديم 24/01/2006   #61
صبيّة و ست الصبايا آية اللطف
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ آية اللطف
آية اللطف is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
سوريا
مشاركات:
242

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
في البداية أحب أن أشكرك أخ طارق على هذه اللفتة الرائعة حول الحجاب وإن اشتطت عن الأصل
ويكفينا فخرا أن الحجاب جعل لحمايتنا من مواطن وأهل الفتن

وأحب أن أقول للأخ سيزار :
يبدو أنك متأثر جدا بالفكر الشيوعي وأن الناس يجب أن يكونوا جميعا متساوين حتى في المال مع أن التطبيق العملي لهذه النظرية قد ثبت فشله وأنه مخالف للفطرة التي خلق الله الإنسان عليها
والإسلام لم يكن من ضمن تعاليمه يوما أن يكون الناس جميعا متساوين بالمال ولكن جعل حقوقا لفقرائهم على أغنيائهم وأعلمهم أن التفضيل في الرزق بقضاء وقدر من الحكيم العليم يقول تعالى : ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) النحل
وطبعا فالإسلام يوافق الفطرة السليمة في الإنسان وباعتدال ومن الطبيعي أن يكون الناس متفاوتون في الغنى والفقر وسيكون هذا حالهم أيضا في الحج ومع ذلك لا يمنعهم هذا الاختلاف من الائتلاف حيث رُد أمره إلى فضل الله عز وجل فهو الرازق وهو المانع وليس لأحد أن يرد رزقه أو أن يأتي برزق لم يقدر له مهما فعل وهذا ما نراه كثيرا في الحياة العملية فعلا
يا أخي الناس في الحج متساوون في جميع طقوس العبادة وهذا لا يعني أن يكونوا جميعا فقراء ولكنك لا تستطيع أن تميز فقيرهم من غنيهم وهم يؤدون شعائر الحج فالجميع بزي واحد يطوفون مع بعضهم البعض ويقفون في عرفات وقفة واحدة لا تميز فيها بين الفقير والغني ويصلون ملتصقين ببعضهم البعض مهما كانوا
وأما مسألة أن يشك المرء في حجه بسبب أن البعض يحج ماشيا والبعض يحج راكبا فهذه أمور اجتهادية ولا أصل لها في حقيقة أفضلية الأجر والمهم الإخلاص في العمل وأن يكون الحج مثالا عمليا لما يجب أن يكون عليه المسلم في جميع أحواله وليس في الحج فقط وهذا أكبر خطأ يقع فيه المسلمون فور عودتهم من الحج ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وعلينا أن نعلم أن الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له من الأمر من شيء إلا البلاغ عن ربه فلم يترك أو يأمر إلا بما أمره به ربه جل وعلا والفائدة التجارية التي جعلها الله ثمرة من ثمار الحج لهي من كمال الدين الإسلامي وأنه لا يفرق بين العبادات والمعاملات ما دامت كلها تصب في المصالح الإنسانية فكلها تدخل تحت نطاق العبادة

نعود الآن للأخ طارق لمناقشة موضوعه :
صحيح أن الحجاب فرض للتمييز بين الحرة والأمة في بادئ الأمر وهذا مدعاة فخر لنا نحن المحجبات ولله الحمد
ولكن هذا لا يستدعي أن الإسلام قد ترك الحبل على الغارب للإماء فسمح لهن بالتبرج بل كل ما في الأمر أنهن لم يؤمرن بالخمار لصعوبة ذلك عليهن بحسب طبيعة عملهن وما يستدعيه من التعرض الكثير للرجال وهي تؤدي أوامر سيدها وليس في الأمر شيء من العنصرية وإنما وضع كل حكم لما يناسبه ويسير به برفق في هذه الحياة
وكلنا يعلم أن أكثر العصور الإسلامية إغراقا في الشهوات كانت في زمن ملوك الأندلس وكلنا يعرف لباس الراقصات الأندلسيات واللواتي كن من الإماء والجواري حيث كان يشتمل على اللباس الواسع الفضفاض والوشاح المتدلي من على رؤوسهن وهذا أكبر دليل على أنهن لم يتبذلن في لباسهن يوما من الأيام
ولعمري ماذا يمكن أن ندعوَ النساء المتبرجات في عصرنا الحاضر حيث لم يدَعن شيئا لأحد أن ينافسهن فيه ولا حتى الجواري والإماء ولا حول ولا قوة إلا بالله

وبالنسبة للرد على كلام الأخ سوريا قرأت كلاما رائعا لسيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن وهو يفسر هذه الآيات : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) 31 النور
سأحاول بإذن الله أن أنقله لكم لتجدوا لطف الله بنا فهو خالقنا ويعلم ما يصلح أمرنا كله ولله الحمد والمنة
فانتظروني ....
والله ولي التوفيق

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
 
 
Page generated in 0.03141 seconds with 11 queries