الموضوع: مسرح الدمى ,,,,
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/04/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا ليندا
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ليندا
ليندا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
1,130

افتراضي


مسرح الدمى في سوريا


أقدم الإشارات إلى وجود فن الدمى في سوريا (على شكل مسرح الظل) وردت في مخطوطة (مؤرخة سنة 1308م.) لشمس الدين محمد بن ابراهيم الدمشقي، حيث ورد خبر عن مقتل شاب، و حمله قبل وفاته إلى دار الوالي، "فسأله عن قاتله، قال: قتلني محمد بن المخايل الذهبي. (...) والقاتل يدخل مع أبيه في عمل الخيالات...". و الجدير بالذكر أن الشاعر المعروف أبو العلاء المعري (973–1057م.) استشهد شعراً بخيال الظل من دون ذكر تفاصيل أو وقائع. لذلك، يعتقد أن هذا الفن كان معروفاً منذ القدم أي منذ العصر الذهبي لسوريا كمركز للثقافة العربية والإسلامية في القرنين السابع والثامن ميلادي.
في عام 1516 احتل السلطان العثماني سليم الأول بلاد الشام، واستمر الاحتلال العثماني أربعة قرون تميزت بالتراجع الفكري والحضاري والعلمي بالتزامن مع إزدهار و نهضة للفنون الشعبية و أشكال التعبير الفولكلورية و فنون العرض، و أبرزها خيال الظل الذي برز فيه بشكل واضح التأثير التركي العثماني، و خاصة من خلال شخصية كراكوز الناطق باللهجة السورية للغة العربية.

لكن كراكوز هنا تحول من شخصية الرجل التركي إلى شخصية عربية سورية بامتياز. فقد كان خيال الظل الكراكوزي مسرحاً انتقادياً إجتماعياً سياسياً معاصراً بكل معنى الكلمة، و كان له تأثيراً كبيراً في نفوس العامة. فقد كان يستمد موضوعاته من الأوضاع المحلية و كان مواكباً للأحداث اليومية المعاشة، مما جعله متنفساً للتعبير عن كره الناس للظلم و معارضة النظام القائم.

من أقدم الإشارات إلى شخصية كراكوز السوري الناطق بالعربية وصْف الكسندر راسّل Alexander Russel مشاهدته لعرض خيال ظل في حلب في كتابه The Nature History of Aleppo الصادر للمرة الأولى سنة 1756: "يتكون عرض الدمى من ظلال على غرار الظلال الصينية، (...) يقود العملية كلها بمهارة فائقة شخص واحد، مغيرا صوته ومقلدا اللهجات الريفية أو الصفات الأخرى لأشخاص المسرحية " .
كانت الدمى تصنع من جلد الحمار المخرم حجمها حوالي عشرون سنتيمتراً، وتتحرك بواسطة عصي أفقية، وكانت العروض تجري في المقاهي القديمة حيث تنصب في زاوية المقهى "خيمة كراكوز" وهي عبارة عن شاشة يجلس خلفها اللاعب ويحرك شخوصه مستعيناً بقنديل يعمل على الزيت.

لاقى مسرح الظل ازدهاراً و انتشاراً لا مثيل له في القرن التاسع عشر. ومن الملفت أنه في شهر رمضان (شهر الصوم عند المسلمين) كانت تقام مبارايات في المدن السورية الكبرى يشارك فيها مخايلون من بيروت و طرابلس و حلب و دمشق و طرطوس، وهذا يعني أن سوريا عرفت منذ ذلك الوقت ما نعرفه اليوم "بمهرجان الدمى". و يكاد لا يقام عرس أو حفل ختان، أو غيرهما من المناسبات العامة و الخاصة، من دون العروض الظلية المحببة.
في نهاية الحرب العالمية الأولى و بعد انكسار الدولة العثمانية وقعت سوريا تحت سيطرة الانتداب الفرنسي. في ذلك الوقت كان لأعلام خيال الظل دوراُ بارزاً في التحريض على المقاومة. و في عام 1946 و بمناسبة نيل سوريا استقلالها و جلاء الإستعمار عنها أقيم حفل في النادي العربي في دمشق، شارك فيه المخايل المعروف، وريث مهنة المخايلة أباً عن جد "صالح حبيب".
من أشهر رواد فن خيال الظل في سوريا، آل حبيب الذين اشتهروا على مدى قرن و نصف القرن، ابتداءاً من أوائل القرن التاسع عشر. و عُرف في حلب الحاج مصطفى سرور ومحمد مرعي الدباغ ومحمد الشيخ(الذي نشر شريف خزندار أحدى مسرحياته باللغة الفرنسية). في حمص: أبو الخير السباعي. و في اللاذقية: الحاج حسن اللاذقاني الذي توفي في العقد الخامس من القرن العشرين عن عمر يناهز ال110 أعوام. أما سليمان أبو عبد اللطيف المعماري فكان من أشهر مخايلي الساحل السوري في النصف الأول من القرن العشرين.
يُذكَر أن آخر مخايل في سوريا كان "عبد الرزاق الذهبي" الذي تعلم مهنة المخايلة من "صالح حبيب"، و يُنسَب للذهبي فصل ظلي بعنوان "حمارة و جورة"، و الذي نـُشِر في مجلة "الحياة المسرحية" في دمشق عام 1982 . توفي عام 1992.

من الأسماء البارزة في هذا المجال حسين حجازي الذي جمع عدداً من نصوص الظليات في الساحل السوري ونشرها عام (...) ومنير كيال الذي جمع نصوصاً من دمشق وحلب ونشرها عام 1995 .
في أواخر الخمسينات من القرن العشرين، بعد إعلان الوحدة بين سوريا و مصر استقدمت وزارة الثقافة "للجمهورية العربية المتحدة" ثلاثة من الخبراء اليوغسلاف بإدارة بوجو كوكوليا، المخرج المختص بفن الدمى لتأسيس النواة الأولى لمسرح الدمى في دمشق (على غرار قرار الوزارة نفسها تأسيس مسرح للدمى في مصر) . وقدم هذا الفريق عدداً من المسرحيات خلال العام 1960 من إخراج كوكوليا نفسه.

في العام 1962 قدمت الفرقة مسرحية "ساحر الغابات" لجان ماليك من إخراج كوكوليا و عبد اللطيف فتحي الذي تولى إدارة "مسرح العرائس" حتى 1965، و أخرج له 6 مسرحيات.
قدم المسرح عدداً كبيراً من المسرحيات المتنوعة واعتمد في مواضيعه على النصوص المحلية والمقتبسة والمترجمة و استخدم أساليب متنوعة في تقنيات مسرح الدمى: دمى القفاز والعصي والخيوط والأقنعة وغيرها. توالى على إدارة "مسرح العرائس" كل من عبد اللطيف فتحي، فاطمة الزين، يوسف حرب، عرفان عبد النافع، سلوى الجابري و عدنان سلوم المدير الحالي. و من أبرز الفنانين السوريين الذين عملوا في المسرح الممثل و المخرج ياسين بقوش و أحمد الجيجكلي، و الملفت أن معظم أعمال "مسرح العرائس" في بداياته كانت تـُُقدّم مع عزف موسيقي حي، بمشاركة عازفة البيانو سويم اسماعيل.

ساهم عدد من الخبراء الأجانب من يوغوسلافيا و تشيكوسلوفاكيا ورومانيا بإدخال التقنيات الفنية المختلفة على عروض المسرح، من إخراج و تصميم و تصنيع الديكور و الدمى. منهم جوليان ماركوفينا، أوسكار باتيك، كونستانتين بريخنسكو، ميرشا نيكولاو، والمخرجة الرومانية دورينا تاناسيسكو.

سجل التلفزيون العربي السوري معظم مسرحيات مسرح العرائس. يعمل "مسرح الدمى" التابع لوزارة الثقافة في دمشق حالياً تحت إشراف المخرج عدنان سلوم، وهو المسرح الوحيد الذي ينتج عروضاً محترفةً للدمى في سوريا.

أما مسرح الظل التقليدي فقد انقرض مع بروز أمل صغير يتمثل في الفنان الشاب زكي كورديلو الذي تعلم حرفة مسرح الظل على يد "عبد الرزاق الذهبي" آخر الفنانين التقليديين (توفي عام 1993) الذي أعطاه مجموعة كبيرة للدمى يتجاوز عمرها 150عاماً .
د /وليد دكروب

لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر اخر جديد
وخلف كل ثائر يموت
احزان بلا جدوى
ودمعة سدى

،،أمــل دنقل
:
((We ask the Syrian government to stop banning Akhawia ))
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.11478 seconds with 11 queries