عرض مشاركة واحدة
قديم 05/09/2007   #5
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي انتماء الـ"أنــا" حتى الذوبـان


بقلم: أيريس نهري

كلمةً، كلمة، أتضوّر جوعاً فأتناول كلماتكَ زاداً أحمله في القلب و... أشبع.
حرفاً، حرفاً... يهاجمني العطش، يزحف الجفاف على شراييني فأُسرع الى أحرف كلماتكَ أرتوي منها و… أستزيد.
بين صوتكَ وكلماتكَ وأحرفها، أَرْتَسِمُ همسةَ حبٍّ تخترق جميع الأصوات، كلمةَ وفاءٍِ تتخطّى جميع الكلمات ونقطة ماء تروي عطش الحروف جميعاً.
فاسمح لي بمساحةِ ضوءٍ صغيرةٍ أَعبُرُ منها الى نورك.
من دونكَ ليس سوى ظلام أَتَلَمَّس فيه طريقي نحو الإغفاءة الأخيرة.

***

تلك التفاصيل الصّغيرة تحمل كلّ ما نملك، الى عالم ثانٍ، عالم آخر.
لمسة، نظرة، كلمة، ... يوميّات يمر بها الناس من دون أثر. معنا، هي الحلم، تفاصيلُه، نبضه، ثوانيه.
تفاصيل صغيرة، لحظات مختطفة من عمر الزمن، هي "نحن"، بذورٌ نذريها في تربة زواجنا الخصبة فتُنبت لا حباً بل مزيداً من الحب، ولا إيماناً بل فائضاً من إيمان، إيمانٍ بنا حتى الرغبة بالاستمرار الى آخر الحب وآخر الإيمان.

***

- "كما تشائين"!
كلمتان تحتجزانك في عمري نظرة استسلام ونبضة قلب.
- "كما تشائين"!
وتستسلم لي طفلاً ينصاع الى أمّه بكل فرحٍ خوفَ يخسر حنانها وحمايتها.
- "كما تشائين"!
وما أشاؤه ليس أكثر من الـ"أنتَ" وانتماء الـ"أنا" إليها حتى الذوبان.

***

فجأةً أزهرَت الساحة الأخرى وروداً، وفاحت عطراً تلوّنت بها أيام كان سكنَها الغياب.
فجأةً رقصت حبّات ترابها فرحاً تهلّل لاستقبال الغائب زمنَ الحرب،عائداً الى الـ"هنا" لحظةَ سلامٍ تُشرِقُ في القلب ساعاااااااااااتٍ من الفرح.
ما أخصبَ دقائق حضوركَ حين تزهرُ في أيّام غيابكَ وتحوّلها حضوراً متواصلاً.

***

قال لها: "سيّدة المطارح أنتِ، سُكْناي، أمي، وطني، حبيبتي، شمسي، و... كلّ العمر الآتي".
فيا "سيّدة المطارح": على كتفيكِ الضئيلتين أن تحملا أمجادَ عمرٍ، عمرُه هو. فلا تضعفي ولا تستسلمي.
شَرِّعي في قلبك الصّغير جميع الزوايا كي تتّسع لعمرٍ من العظمة والنبل، عمرُه هو.
يا "سيّدة المطارح": على تاريخكِ الآتي انكتَبَتْ حكايةٌ لم يكن ما يشبهها، ولن يكون.
فكوني سيّدة قلبه، منذ نبضكما الأوّل حتى توقُّّفِ قلبك مع النبض الأخير.

***

- عبادتي أنتِ. لوجهكِ أَرفعُ لحظات خشوع، ولقلبكِ أَنذُر عمر تصوّفٍ لا هُنيهةَ فيه للخطيئة.
* عبادتُكَ صارت صلاتي. ما عدتُ أذكر سواها. وهل... هل كان لي سواها؟
- صلاتي صارت اسمكِ. أنطق به فأطهَر من خطاياي، وأعودُ جنيناً في رحم أمّه.
* إحفظني في ذاكرتكَ وجهاً طاهراً تحلو لبراءته العبادة.
- دعيني أعش سلامي جنيناً يكفيه حنانُ رحمكِ كي يعتزلَ نهائياً أَلَمَ الولادات.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04013 seconds with 11 queries