الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2007   #535
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي شجرة المقاومة تورق من جديد .. " رسائل من الوطن "


شجرة المقاومة تورق من جديد



يوم أن كان الجنوبيون اللبنانيون على حدود فلسطين الشمالية يحملون متراس البطولة لينافحوا عن حمى أوطانهم ويقلدوا هامة الأمّة إكليل كرامة وفخار قبل نحو عام، كانت طائرات الموت الصهيونية تمعن في حفر أخاديد المأساة في القرى والبلدات الحدودية وتمطر على أهلها حمماً وشواظاً حارقاً..
تلك الإرادة الشعبية المقاومة التي تعملقت حينها وأسمعت العالم صهلة الصمود وصليل العنفوان في أكف فرسانها كانت هي المستهدفة، وكان الجيش المسكون بالرعب وحكومته المتهالكة يحاولون تعويض النقص الحاصل في ساحة المواجهة عبر الانتقام من العزّل الذين حضنوا المقاومة ورعوا غراسها وزرعوا راية الوفاء لها بين حبات عيونهم.
فصل المقاومة البديع ذاك ذو الثلاثة والثلاثين يوماً مرّ في سجل أيامنا كنسمة هواء عليلة أراحتنا قليلاً من قيظ الفيافي ويأسها، وأسندت هامة المستضعفين إلى كتف قوامها الإيمان، وزادها حسن الإعداد، وغايتها التسابق للعلياء.
إنها معادلة الحق مقابل الباطل المنتفش بقوته وجبروته، وضيق ذات يد سلاحها توهج العزيمة ورباط خيلها إقدام وعيون باتت تحرس في سبيل الله، تجري معها سحائب البشرى وغيث الظفر الأكيد.
انتصرت المقاومة بتعملق فرسانها في الميدان أمام ترسانة جيش تقنّع بعظمة موهومة وتمترس خلف ستار وسائله التكنولوجية الحديثة، فكانت صليات المجاهدين تقتحم على الجيش المهترئ حصونه ودباباته (الأسطورة) التي انسحقت جدارتها وغدت أنموذجاً للفشل والتردي..!
وبعد شهور على بصمة المجد الخالدة تلك المسطورة في ألواح العز جاءت شهادة الأعداء بإعلان الفشل لحكومة الكيان الغاصب خلال الحرب تخطيطاً وأداءً وتقييماً للعواقب.. فالذين أرادوها حرباً خاطفة تقوض أركان المقاومة وتزيل أثرها كعنوان للأحرار وجدوا أنفسهم مضطرين لاحقاً للقبول بها كند مهيب الجناب.. ومن عزموا على إعادة الاعتبار لجيشهم المندحر من الجنوب عام 2000 فاجأهم رسوخ المجاهدين وعصف أبابيلهم المسددة.
في غزة لا يبدو المشهد مختلفاً كثيراً، فحزيران الذي اقترن ذكره بالنكسة وتلون باصفرار يأسها على مر السنين كان قبل عام مضى يشهد ملحمة بطولة فلسطينية جعلت منه محطة دائمة لاستذكار روعة نسائم العز إذ تبلسم جراح الذاكرة بطيب تفاصيلها.
سيرحل الغزاة واحداً تلو الآخر.. وستتبدل مواقعهم في محاولات يائسة لاستعادة زمام المبادرة والإعلاء من شأن المؤسسة العسكرية الهشة وإعتاقها من هاجس الخيبة والمهانة.
لكن قادة المقاومة وجندها الأوفياء يبقون أبداً في مرابض عزهم.. وتتسع قلوب الأنصار لتنحت لهم مكاناً في السويداء وتمكن لمشروعهم على أرض يخضر وجهها بصنيع سواعد الأحرار.
لن تتيبس عروق شجرة المقاومة في ربوع مفعمة برائحة الصمود، ولن يدهم اليباب أوراقها، فزرع المخلصين لن ينفك يُخرج شطأه ليستوي على سوقه، وزرع الغاصبين وأذنابهم والدائرين مع رحى مؤامراتهم لن ينبت إلا حنظلاً وجذوعاً خاوية لا تصمد أمام إرادة النماء وسنابل قمح الثائرين.


* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.03974 seconds with 11 queries