نحو قمة الشوق تمضي .. " خاطرة "
نحو قمة الشوق تمضي ..
إلى روح الاستشهادي عبد الباسط عودة
من قال بأن الدم الفلسطيني يمكن أن تهدأ في ذراته العواصف …
من قال بأن النار إذا غدت رماداً لن تنزف كبرياءً من جديد …
كم كان يلزمنا من الوقت لندرك بأن روح القسام لا تموت … وأن جنوده لا يهدؤون ..
عبثاً يحاولون خنق تكبيرات ضاغطة على الزناد بإصبع يشهد كل يوم في صلاته أن لا إله إلا الله … و أن لا رجوع من زمن الشهادة و أو ان تبرعم الريحان …
عبثاً تحاول الشظايا أن تمزق حرقة العينين و تسحق لحظة التمرد …
نحو قمة الشوق تمضي يا عبد الباسط … تشيح بوجهك المضيء عن فضاء المجتمعين هناك في حضيض الصمت … تذرّ في عيونهم لهب الطريق و شمع الصابرين … و تذكرهم بأن ( الله أكبر ) هي كل ما يمكن أن يقال في زمان العجز و انحباس الغمام …
و حيثما حل الدم المنثور ستأوي الطيور التي طال بها الأسر … تدثر الحدود بأهداب الجسد المفتت كي يعبر الآخرون … ملائكة تطوف أرجاء الأرض السليبة قبل أن تنتزع من أرجائها بعضاً من الغرقد الذي استوطن في جذوره اليباب …
هيهات أن يهدأ الفرسان أو تسقط من أيديهم قناديل البارود … هيهات أن يسيج الوهن قلوباً موصولة بالله … وهيهات أن ترقد عيون القسام حين يشعل القصف ليالي الأبرياء في مخيمات اللجوء …
دعهم يموتون بخوفهم و ارتعاش قلوبهم الواهنة … و امض أنت هادئاً إلى حيث يقيم الأبرار و يسكن الأنبياء …
فما أجمل الراحة بعد تعب الطريق الطويل و ما أروع الرحيل للنجوم …
فأول العشق شهادة … و أول الخطو ارتقاء …
* لمى خاطر
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|