عرض مشاركة واحدة
قديم 27/07/2009   #89
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي


بداية أريد أن أقول أنني لم أقرأ كل شيء، وثانيا أنني لا أريد أن أدخل في ترهات دينية وطائفية، لكن أريد أن آخذ المسألة من منطلق تاريخي وكيف ينظر المؤرخون الاسبان إلى الغزو الإسلامي: الموضوع جد متشعب، لكن يمكن اختزاله في موقفين أساسيين، مثلتهما إلى حد كبير المعركة الفكرية التي دارت بين أميركو كاسترو وسانشيث ألبورنوث: فيذهب الأول إلى أنه لا يمكن الحديث عن الهوية الاسبانية قبل الغزو الاسباني، وأن ما يسمى حاليا "اسبانيا" هو نتاج للتركيب الروحي الحاصل عن تعايش الثقافات الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلامية، ويؤكد على الدور الفعال الذي لعبه الإسلام بشكل خاص، والعنصر الإسلامي في تشكل الهوية الاسبانية المعاصرة. الموقف الثاني، وهو الذي تتبناه المدرسة التقليدية القائلة ب"اسبانيا الخالدة"، والذي مثله ألبورنوث، تذهب إلى أن اسبانيا هي مسيحية غربية، بتاريخها وجذورها التي تعود إلى العصر الروماني والقوطي، أما الإسلام فلم يكن سوى فاصل، قطع مؤقتا صلة اسبانيا بأوروبا، بل كان عائقا أمام لحاق اسبانيا بركب التطور. ومع ذلك، لم يكن للتعريب والأسلمة، اللتين تمتا بشكل بطيئ جدا، إلا أثر ضئيل انتهى بانتهاء سيادة العرب على أرض الأندلس. حتى الساكنة، تم تعويضها بساكنة الشمال المسيحية بعد طرد المسلمين على إثر عملية "الاستراد".
وتذهب المدرسة الأولى إلى أن عملية التعريب والأسلمة تمتا بشكل بطيء أيضا وشبه طبيعي، إذ أن هناك العديد من المناطق التي دخلها المسلمون بمعاهدات وليس بالسيف. لكن تختلف مع المدرسة الثانية في أنها تعتبر أن الأثر الإسلامي كان عظيما، يمكن رصده في الثقافة الاسبانية بكل تجلياتها، وبذلك تكون اسبانيا مدينة للمسلمين بثقافتها وحتى بهويتها، حتى أن كاسترو يتحدث عن "نسيج سامي" لعقلية إسبانية تظهر خاصة في تعصبها الديني.
وفي هذا الصدد يقول المستعرب الكبير مرتينث :« إن الاستعراب الاسباني هو دراسة في الأندلسيات أكثر من أي شيء آخر وهذا شيء له تفسيره فالعربي والإسلامي لا ينظر إليه كشيء خارجي وإنما كشيء يوجد في ثقافتنا وتراثنا وداخل بلادنا » ، ومع ذلك يتحدث التاريخ الاسباني عن "الغزو الإسلامي"
وهنا أود أن أذكر سؤالا طرحه على مونتابيث حفيده الصغير: "لماذا يتحدث التاريخ عن الغزو الاسباني ولا يتحدث عن الغزو الروماني؟"
صراحة لا يسعني إلا أن أطرح نفس السؤال.. ويستمر الجدل

بالنسبة لموضوع طرد المسلمين، أقترح كتاب "موريسكيو مملكة غرناطة" لبيو كارو باروخا (الكتاب مترجم إلى اللغة العربية)

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04177 seconds with 11 queries