عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2008   #27
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي ما الجمالُ إلا أنتَ!


مساءُ الخير...
ها قد شارفَ ثلثُ ليلنا الأخير على المجيء... ولابُدَّ لي يا صديقي أن أرحلَ، فما تعوّد قرصانٌ مثلي على مثل هذا اللقاء... سامحني
ولكن...
وقبل الرحيل ولملمة الأشياء عليّ لك دينٌ إيفاؤه حقّ وواجب... لفافةُ التبغ الآن تلزمني!

اقتباس:
أنتَ لستَ بـِ قرصان ٍ فـَ حَسب أنتَ " طاغية "
ما هذا الجَمالُ يا رجل
أصبتني في الصَميم دونَ أنْ تدري
لا بلْ تدري وَ تدري

أنا لستُ بشيءٍ يا صديقي، فلا هذا يبديني ولا ذاك!
فالجمالُ جمالُك والسّحرُ سحرُك وكلُّ ما فعلتُه كان اقتفاءَ آثارِك في تراب طريقٍ مزجتََه بدموعِك.
أشكرُك على الثّناء...

اقتباس:
الأغنياء أحفادٌ لـِ فقراءٍ كانوا يَحلمون
الفقراء كانوا يَعملون أو يَسرقون أو يُخططون أو يَرتشون أو يُرابون أو . . .
مَهما يَكنْ فالغني لا يَسـتطيع أنْ يكونَ مَوجوداً قبلَ الفقير
وَ ما أقبح أنْ يَعيـشَ الغني دونَ أنْ يستمتعَ بـِ رؤية الفقير
كما لا يَستمتع وَ يحلم الفقير إلا بـِ رؤية الغني !.

ألزمتَ البدايةَ صفراً والإنسانَ فقراً والأزل لا يُمكنه إلا أن يكون على شاكلة الأبد... فأما ما بينهما فمحضُ حياة!
إن كان الفقيرُ غنياً في ثلثِ ليلِه الثاني فما معنى أن يكون كذلك في ثلثِ ليلِه الأخير؟!
وإن كان موجوداً في فقره قبل الغنى والأغنياء فمصيره حالُه الأولى!
والإنسانُ بين هذا وذاك يبقى إنساناً... يطمره ترابُ الفقرِ عند لقاء الموت الأخير.
مرَّ يا صديقي وعرّج على مملكة الموتِ وأخبرني ماذا ترى وماذا تنظر...
أليس الفقيرُ والغنيُّ سواء؟! وما الفقرُ والغنى إلا حال من أحوال الحياة!
فإن كانَ الإنسانُ فقيراً في بدايته فهو كذلك في النهاية.
وما فصلُ الحياةِ الذي أردتَه في واو عطفِك إلا جمعَ الموتِ الأخير...
وإن كانت الأولى يحدّها الزمان والمكان، فالثاني أشمل بغير حدود.

اقتباس:
أما نظريتي الثانية التي ربما لها صلة ٌ بَعيدة عَنْ موضوعي
أنه ُ لا يوجدُ شَـيءٌ اسمه ُ شَر وَ لكن الخـَير يَتضائل وَ يَتضائل فـَ نسـميه جَدلاً " شَـراً "

وإذا ما استمرّ التضاؤلُ فأين يبلغ؟!
أليست الخاتمةُ مصيرَ كلّ الأشياء؟!
فإذا غابت الشّمسُ عن المكان فلابُدَّ لليلِ أن يأتي، ولابُدَّ للظلامِ أن يحلَّ مكان النور...
وأين النورُ من الظلامٍ يا صاحبَ الليل الطويل؟
فإن تضاءَل الخيرُ فقد يبلغ نهايته عند حدّ الصّفر، وإن كان الصّفرُ غائباً فأخبرني أين مكانُ الموتِ في الحياة؟!
أليس الشرّ من الخير كالموت من الحياة والليل من النهار؟!
وإن جازَ لنا القولُ إنّ النهار تضاءَل فبلغ الليلَ وعتم، فكيف حُقّ أن يكون الفقير في البدايةِ والفقر عدمٌ قريبٌ من الموت والظلام؟!


اقتباس:
هل فقري خـَطيئة أمْ خـَطيئتي فقر . ؟!

إن كانَ الفقرُ قلةً والخطيئةُ نقصاً فقد صحّت كلا العبارتين...
يجمعُ بينهما الإنسانُ في حالِه وفي ضعفه وفي صيرورته نحو الكمال والنهاية...
الكمالُ لا يُمكن إلا في لحظة النهاية!
وفي كلّ الأحوال لم نبلغ بعد ثلثَ الليلِ الأخير.


اقتباس:
هيا فكر مَعي فإني فقيرٌ حَتى في فِكري
وَ أدعوكَ لـِ قسم ِ الفلسَـفة
أتأتي . ؟!

وأنا أفقرُ منك بكثير فارحم هذا الفقر البعيد القريب!
دعوتُك لطيفة ولستُ أهلاً لها... ومع ذلك فسآتيك حالما أنهي سفري هذا اللعين.
لستُ في أرضي ولا مكاني ولا أعلمُ أين سأكون... سآتيك كما تريد، ولكنّي أخشى من الخذلان!

تُصبح على خير

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05393 seconds with 11 queries