الموضوع: حصاد الاشواك
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي حصاد الاشواك


لم يكن مؤتمر الحزب إلا مسرحية درامية خالية من الإثارة، بدأت فصولها بالتشهير ببعض أعضاء القيادة السابقة للحزب من المغضوب عليهم، ومن ثم إدخال مجموعة من فائقي الولاء لقيادة جديدة، في ما أراد البعثيون من الشعب السوري اعتباره إنجازاً للمؤتمر!!!

قطعاً، الشعب السوري ليس معنياً لا من قريب ولا من بعيد بتقاسم البعثيين للنهب عبر التربع على مناصب حزبهم المفروض فرضاً على الشعب السوري وبأسلوب الترويع وحكم المخابرات والتعديلات الإرهابية للدستور السوري التي جعلت هذا الدستور أضحوكة بين شعوب العالم الثالث -بله العالم المتمدن-.

خلافاً لتوزيع المغانم بحسب درجة الولاء التي قام بها المؤتمر، كان هناك حديث عن قانون للأحزاب في محاولة لإلباس حزب البعث الشمولي الفاشي قناعاً من الديمقراطية... ولكن كعادة البعث، وكما حوَّل مفهوم الوحدة العربية إلى أداة لتفريق العرب عبر افتعال المشاكل والقيام بالمؤامرات تجاه جيرانه، فقد طبق الأسلوب ذاته مع الديمقراطية فحولها أداة جديدة للقمع والتدجين.

إن التعددية الحزبية بمفهوم البعث، هي تعددية للأحزاب الكرتونية التي يشترط لقبول تواجدها على الساحة عمالتها المعلنة للبعث وبشكل سافر يجعل من تواجدها أضحوكة فترى عملاء البعث من الأحزاب الكرتونية يزاودون على البعثيين في تأييدهم ومباركتهم لمبادىء البعث المهترئة وقياداته الفاسدة.

الديمقراطية هي بطبيعتها نتيجة لحراك في المجتمع وليست صناعة مفبركة كالمسرحيات البعثية الممجوجة من مؤتمر متلفز هنا وقبض على عصابة مخترعة هناك، إلى اغتيال لشخصية معروفة ولصق الجريمة بعصابة تابعة لأحد الفروع الأمنية...

أسلوب البعث في إدارة البلاد، ناهيك عن أفكاره الشمولية البائدة، لا يمكن بحال أن يحقق أي تطور ديمقراطي في البلاد. فالديمقراطية لا تتحقق إلا بوجود اختلاف المصالح والتمثيل العادل لتلك المصالح المختلفة. فأمريكا لن تكون ديمقراطية لولا وجود تيار محافظ له توجهاته الخاصة التي تتعارض مع آراء أخرى، وكذلك تيار ليبرالي منافس له مشروعه المختلف تماماً، وفي إطار ديمقراطي يسمح للطرفين بالدعوة لأفكارهما والدخول في منافسة عادلة، يكون الشعب فيها الحكم الأول والأخير... الأمر ذاته ينطبق تماماً على أي نظام ديمقراطي، فتداول السلطة لا يحدث إلا بوجود أفكار مختلفة وتيارات متصارعة، يجني الشعب في النتيجة فائدة حراكها وتنافسها عبر سعي الأطراف جميعاً لإرضائه... هذا التنافس هو أساس تطور المجتمعات وارتقاؤها مدنياً...

في المقابل، وبحسب المؤتمر الأخير، يفرض البعث على أي حزب يريد المشاركة السياسية أن يقدم فروض الولاء والطاعة للبعث بحيث يقتصر التنافس السياسي -إن تخلينا وجوده أصلاً- على البعث وعملائه....

الشعب السوري كما نعرف جميعاً أحجم عن المشاركة السياسية بسبب خيبة أمله من الخداع والتزييف الذي تفنن البعث في ممارسته عبر سنوات حكمه الطويلة... وهو الآن لا يمكن أن يعود للحياة من جديد عبر أحزاب يشك بعمالتها للبعث. وهذا يفسر حيرة الشعب السوري وجموده حالياً فهو يخشى أن يقف خلف أي تيار أو حزب جديد، فمالذي يضمن أن هذا الحزب ليس متعاملاً مع البعث؟؟؟ في دولة تحكمها شريعة الغاب والقانون المطبق فيها هو قانون مفاده: من تطاله يد البعث المخابراتية فلا يسمح له بفتح فمه...

إن الطريق الوحيد لأي تقدم في البلاد وأي تحرر من حالة الجمود والتخلف القائمة هو عبر تمثيل أحزاب لا يشك المواطن السوري في استقلاليتها وبعدها عن البعث وعدم ارتباطها بأي شكل بمحور الفساد البعثي المسيطر على البلاد. هكذا أحزاب هي وحدها التي ستحيي الإرادة السياسية للشعب السوري وتعيد له حيويته ودوره المفقود...

ويبدو أن البعث أدرك هذه الحقيقة، فأعلن بوضوح أنه سيرفض دخول أي حزب مستقل إلى الساحة السورية، وسيبقي ذراعه مسلطة على قانون الأحزاب بحيث يضمن إقصاء الأحزاب التي قد تقدم الديمقراطية أو الحرية للبلاد، فالبعثيون -خفافيش الظلام- لا يمكن أن يعيشوا أو يتعايشوا مع النور في مكان واحد...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06209 seconds with 11 queries