وشذرة من شذرات:
عبر شطوط لا جسر عليها
عشاق لا أعرفهم
يطربهم ذكري،
وأنا…
جسد مدفون في الثلج
ليظل جميلاً معشوقاً
أبد الدهر
وقصيدة: للحب أغني:
لكَ أنتَ أُغنِّي
حُبُّكَ أنتَ هو الخالد
أعداءُ الأمسِ على جُثثِ القتلى
تشربُ من نَـخْـبٍ واحد .
لكَ أنتَ أُغَنِّي
صوتُكَ يختَصِرُ التاريخَ إلى أغوارِ الصَّمتْ
تُشبِهُكَ الدنيا ـ تختصرُ الكونَ ـ
وأنتَ … خُلاصتُها أنتْ .
للبحر شبيهِكَ أكتبُ شِعري
أَتَنَشَّقُ مِلءَ الرئتينِ على الشاطئِ
سفناً لم يدهَمْها القرصانُ
وحورياتٍ
ولآلئْ
لسماءِ الله أُغَنِّي
زرقةُ هذا السَّقفِ المتناهي البُعدْ
وحُــبُّكَ
شيئانِ بلا حَدْ ،
فليتوَزَّعْ مَجدُ الشِّعرِ على الشعراءْ
حينَ تَمرُّ فصولُ العام
تَتَبَدَّلُ ألوانُ الأشجارِ ، وأوزانِ الأشعارِ
وأحوالُ الرؤساء ،
ويظلّ الحبُّ هو الخالدُ
إذْ أعداءُ الأمسِ على جُثثِ القتلى
تشربُ من نَـخْـبٍ واحد .
وتقول في عيون المها:
لِمَها الرُّصافةِ في الهوى سِفْرُ
لِعيونِها يتفجَّرُ الشِّعْرُ
سَهِرَ الضِّياءُ على شواطئها
وصحا على لأْلائهِ النَّهرُ
و أثارتِ النيران رِعشتُهُ
فتعلَّقتْهُ طُيوفُها الحُمرُ ،
تكبو السَّمومُ فما تُقارِبُها
وتزورُها الأنسامُ والقَطْرُ
وأبو نواسٍ سامِرٌ جَذِلٌ
في كأسِهِ تتألَّقُ الخَمرُ ،
يُومي لأهلِ الكرخِ في مَرَحٍ
ما تُؤجرونَ به هوَ السُّكرُ
دارُ النِّخيلِ الكرخُ ، أطيبِهِ ،
فعلامَ طبعُ نَزيلِهِ مُـرُّ ؟
وَلمَ الرُّصافةُ في تأنـُّقِها
بالكرخِ ليس لأهلها ذِكرُ ؟
يا ثِقلَ كرخيٍّ نُجاذبُه
لطفَ الهوى ، ووِصالُهُ نَزْرُ ،
مُتَرَدِّدٌ بالزهوِ ، أعْجَبَهُ
أنَّ الأحبَّةَ حَولَهُ كُثرُ
يدنو ، فتحسَبُ أنتَ لامِسُهُ
ويغيبُ ليس لِلَيْلِهِ فجرُ ،
ويقولُ : ” مُشتاقٌ ” . وفي غَدِهِ
يتمازجانِ : الشَّوقُ والهَجرُ .
ونُريدُهُ ، وَنُـلِـحُّ نطلُـبُهُ
فيجيئُنا من صوبهِ عُذرُ ،
ويَـظَلُّ هذا الجسرُ يفصلُنا
وكأنَّ دجلةَ تحته بحرُ
خُلِـقَتْ جسورُ الكونِ مُوْصِلَةً
إلاّ ” المُعَـلَّـقُ ” أمرُهُ أمرُ
لستُ بجسدٍ تسكنه روح.
بل
ثلاثة أرواحٍ
و عقولٍ
و قلوب
جزئها المرئيُّ الصغيرُ
جسدْ.
http://evandarraji.blogspot.com/