عرض مشاركة واحدة
قديم 14/07/2006   #66
صبيّة و ست الصبايا لاوديسا
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ لاوديسا
لاوديسا is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,778

افتراضي


كونفوشيوس
-------------

يعتبر كونفوشيوس واحدا من أكبر المعلمين في كل العصور، فقد ولد في الصين في إقليم شانتونغ حوالي 550 قبل الميلاد، و درس الكتابة الصينية القديمة و تعلم منها كثيرا من الأفكار الجديدة عن نشوء السلوك و تطوره.
كانت الصين في تلك الأيام تخضع لحكم أحد الأباطرة، لكن الإمبراطور كان شخصية رمزية بصلاحيات ضئيلة جدا، و كانت الأقاليم الصينية تخضع لحكم حكام إقطاعيين فاسدين و طماعين، بينما كان الناس فقراء و مهملين.
كان كونفوشيوس يشعر بالإشمئزاز من تلك الأوضاع، فبدأ في تعليم كل ما كان قد تعلمه من الكتابات الصينية القديمة، فأصبح له أتباع كثيرون و ما زالت دروسه تشكل مثلا، فقد أثر بشكل كبير على الحضارة الصينية و أصبح واحدا من أشهر مفكري الشرق الأقصى. إن اسمه في اللغة الصينية هو "كونغ فو .. تزو" و قد قامت البعثات التبشيرية الكاثوليكية بتحريف إسمه فأصبح كونفوشيوس، و مع انه لايعرف إلا القليل عن أصله و حياته، فإنه حسبما يقال ينتمي إلى أسرة فقيرة و أصبح يتيما في سن مبكرة و نشأ في جو فقير، و قد قام بتعليم نفسه لكنه أصبح علامة زمانه.
حين بلغ الثلاثين من العمر، و بعد ثلاث سنوات من زواجه، بدأ كونفوشيوس يعلم الإنسان كيف يعيش حياة سعيدة، فقد قال: "لا تفعل مع الآخرين ما لا تحب أن يفعلوه معك"، و كان يعلم أتباعه: "أحبب لجارك مثلما تحب لنفسك"، كان رجلا متواضعا يقول دائما: "إنني لا آتي بشيء جديد، بل أنقل لكم الحكمة القديمة".
لم يكن كونفوشيوس واعظا فقط، بل كان يطبق ما يعظ به، و قد تولى لبعض الوقت بعض المناصب الهامة في الحكومة المحلية في منطقته.
و عندما عين حاكما لإحدى المدن، فقد خفض الضرائب و حسن ظروف معيشة الناس و أقنع الطبقات الحاكمة بانتهاج حياة جيدة للناس.
و حسب إحدى الروايات، فقد تم تعيينه وزيرا و بذل كل جهوده لتطهير نواحي الحياة الإجتماعية من الشرور، لكنه أدرك أن هذه الشرور متأصلة، فقد كان مسؤولو الحكومة فاسدين، فاستقال و هو في الرابعة و الخمسين.
طوال السنوات الثلاث عشرة التالية، سافر في كل أنحاء الصين في محاولة لنشر فلسفته الأخلاقية لكنه كان يلقى استقبالا فاترا في كل مكان يذهب إليه، و نتيجة لفشله مات كسير الفؤاد عام 479 قبل الميلاد.
و مع أن كونفوشيوس لم ينجح في تحقيق أهدافه في حياته، فإن تعاليمه أصبحت فلسفة الدولة خلال 500 سنة بعد موته، و أخذ الصينيون يقدمون له التضحيات في المعابد، فقد أصبحت الكونفوشوسية ديانة في الصين و هي ما زالت ؤثر على ملايين الناس حتى اليوم.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03509 seconds with 11 queries