عرض مشاركة واحدة
قديم 27/03/2007   #1
صبيّة و ست الصبايا blue eyes
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ blue eyes
blue eyes is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
USA
مشاركات:
2,237

افتراضي إنجيل يهوذا مصدره ومصداقيته وكاتبه


لكي نعرف إنجيل يهوذا جيداً، مصداقيته ومصدره وكاتبه، علينا أن نضع الأسئلة التالية1) متى كتب هذا الكتاب الأبوكريفي؟(2) ومتى ظهر للوجود للمرة الأولى؟ (3) ماذا كان موقف الكنيسة الأولى منه؟ (4) ومن هو كاتبه؟ وهل يمكن أن يكون هو يهوذا؟ (5) كيف اختفى كل هذه المدة؟ وما فائدة ظهوره الآن؟ (6) وهل لظهوره أية قيمة تذكر؟ (7) وهل يؤثر ظهوره على العقيدة المسيحية أو الفكر المسيحي؟ ( وماذا يعني القول أنه نص أصلي؟ وما مدى مصداقيته؟ (9) ما علاقة هذا الكتاب الأبوكريفي بأسفار العهد الجديد والكتاب المقدس عموماً، وبفكر آباء الكنيسة في القرون الأولى؟ (10) وما علاقته بالفكر الغنوسي، ولأي فرقة من الفرق ينتمي؟
وللإجابة على هذه الأسئلة نبدأ بموقف الكنيسة، هذا الموقف الذي يوضح لنا العديد من الأمور المتعلقة بهذا الكتاب. وكان أول من ذكره من آباء الكنيسة الأولى وكتب عنه هو القديس إيريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حاليا) سنة 180م، وهذا الرجل كان تلميذا للقديس بوليكاربوس الذي كان بدوره تلميذا للقديس يوحنا تلميذ المسيح، وكان من أعظم علماء عصره، وقال عنه وعن الذين كتبوه:
" يقول الذين يدعون قاينيين أن قايين كان من العالم السامي للقوة المطلقة ويعترفون أن عيسو وقورح وأهل سدوم وأمثال هؤلاء الأشخاص مختصين بأنفسهم. ويضيفون في هذه الرواية أن الخالق (إله العهد القديم – يهوه) كان يكرههم بشدة ومع ذلك لم يتعرض أحد منهم لضرر لأن صوفيا (الحكمة) كان من عادتها اختطاف الذين يخصونها منهم لذاتها. ويعلنون أن يهوذا الإسخريوطي الخائن كان يعرف هذه الأشياء، فقد كان وحده الذي يعرف الحق كما لم يعرفه أحد. فقد أُكمل سر الخيانة بواسطته، كل الأشياء، سواء السمائية أو الأرضية وضعت في الحيرة. ولذا فقد لفقوا تاريخا مزيفاً أسموه إنجيل يهوذا ".
وقد أجمع العلماء والدارسون على أن هذا الكتاب الذي تكلم عنه القديس إيريناؤس لم يكتب قبل سنة 150م، أي بعد موت يهوذا بحوالي 120 سنة وبعد انتقال جميع تلاميذ المسيح من العالم بعشرات السنين علماً بأن الأناجيل الأربعة الموحى بها كتب ثلاثة منها (متى ومرقس ولوقا) فيما بين سنة 50 و62م والرابع (يوحنا) حوالي سنة 95م. أما هذا الكتاب المكتشف باللغة القبطية، والذي يرجع لنهاية القرن الثالث الميلادي أو بداية الرابع، فلا يعرف العلماء، لا يوجد دليل يؤكد، أن كان هو نفسه الذي تكلم عنه القديس إيريناؤس أم لا، أم أنه نسخة مطولة عنه!! لا يوجد دليل على الإطلاق. وفي كل الأحوال فمن المستحيل، كما يجمع العلماء، أن يكون يهوذا هو كاتبه أو أي أحد له صلة به على الإطلاق!!
والسؤال هنا هو: ما هي جماعة القاينيين هذه التي كتبت هذا الكتاب؟ والإجابة هي أنها جماعة غنوسية، كانت تؤمن، كبقية الفرق الغنوسية وكما يوضح هذا الكتاب نفسه، بإله سامي غير محدود وغير مدرك ولا يمكن أن يدركه أحد إلا نفسه هذا الإله انبثقت منه العوالم والمخلوقات الروحية وقد جاء المسيح منه أو من قبله، وكانت تؤمن، أيضاً، بسلسلة من الآلهة منها صوفيا، أي الحكمة، كما كانت تؤمن بإله ثانٍ أقل من الإله السامي وشرير وقالت أنه هو الذي خلق الكون المادي، وقالوا أنه يهوه (ويهوه اسم الله في العهد القديم ومعناه واجب الوجود الدائم الوجود) إله اليهود أو العهد القديم، وأن المسيح قد جاء ليخلص العالم من هذا الإله الشرير، بالمعرفة، معرفة الإله السامي ومعرفة الإنسان لذاته الداخلية. إي كان جوهر إيمانهم هو تعدد الآلهة مع ثنائية الخير والشر، إله للخير وآخر للشر مثل الزردشتية. كما قدست هذه الفرقة كل الأشخاص الموصوفين بالشر في العهد القديم مثل قايين الذين قتل أخيه هابيل واعتبرته بطلاً، لأنه من وجهة نظرهم كان يبحث عن المعرفة كما كان يحد من سلطان يهوه!! وفي نفس الوقت أدانوا قديسي العهد القديم مثل نوح وموسى النبي وإبراهيم أب الآباء 00الخ لأنهم أتباع يهوه إله العهد القديم!!
ومن نفس المنطلق قدسوا ما فعله يهوذا وقالوا أن ما فعله يهوذا فعله لأجل خلاص البشرية بموت المسيح على الصليب. ولذا اعتبروا أن يهوذا لا يستحق اللعنة بل يستحق الشكر والتقدير لما فعله لأجل البشرية. وقال بعضهم كما نقل عنهم القديس ترتليان (145 -220م) في نهاية القرن الثاني الميلادي في كتابه ضد كل الهرطقات:
" ولأن قوات هذا العالم كانت غير راضية عن آلام المسيح لئلا يتم بموته الخلاص المعد للبشرية تشاور (يهوذا) لأجل خلاص البشرية وخان المسيح حتى لا يكون هناك أي إمكانية على الإطلاق لإعاقة الخلاص الذي كان قد أُعيق بواسطة القوات التي كانت تعارض آلام المسيح، وحتى لا يكون هناك إمكانية للتراجع عن خلاص البشرية ".
أي أن خيانة يهوذا كانت، من وجهة نظرهم، لأجل خلاص البشرية. وهم لا يختلفون مع الكنيسة المسيحية من جهة صلب المسيح وموته وقيامته، ولكن يختلفون من جهة النظرة إلى يهوذا الذي أرادوا أن يحولوا ما فعله من خيانة إلى بطولة، فبينما يقول الإنجيل الموحى به أن المسيح حذره وقال له " أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (متى26 :24؛مرقس14 :21)، قالوا، كما نقل عنهم أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص في القرن الرابع أنه:
" عمل عملاً جيداًَ من أجل خلاصنا " (ضد الهراطقة 3.
ويقول هذا الكتاب الذي زيفوه أن المسيح قال ليهوذا: " تعالَ بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك. ولكنك ستحزن كثيراً، لأن آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم ". ويقول أيضاً أن المسيح قال ليهوذا:" ستكون أنت الثالث عشر, وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك؟ ". وأيضاً: " في الحقيقة فالإنسان الذي يحملني، هل هو أنت يا يهوذا؟ ستضحي. الآن الكل 000 ازددت وجسدك الأرضي مات واحترق نجمك ويكون قلبك "، وأيضاً " " ولكنك ستفوقهم جميعاًَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني. ويرتفع قرنك حالاً. ويضرم عقابك الإلهي. ويظهر نجمك ساطعاً ". وأيضاً: " 000 لكن بعض الكتبة كانوا يراقبون بحذر كي يقبضوا عليه أثناء الصلاة, لأنهم كانوا خائفين من الشعب, لأن الكل كان ينظر إليه كنبي. واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع ". فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم ".

* Jesus I Trust In You*
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05789 seconds with 11 queries