الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 13/01/2009   #167
شب و شيخ الشباب I_Love_Syria
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ I_Love_Syria
I_Love_Syria is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
بالشام قريباً
مشاركات:
1,019

افتراضي


اقتباس:
الصباح


اليوم الثامن عشر

غربان الأجنحة الحديدية ما زالت تحوم في سماء غزّة و هي تنعق اسم الموت القبيح..

وحشية..

حديد..

نار..

و... مجزرة

يرتفع الرقم في العدّاد.. هذا الذي ننظر إليه كالطالب الكسول الذي يراقب عقارب ساعة الصف و هو ينتظر نهاية الدرس.

جيئةً و ذهاباً.. يسلك الألم الطريق ما بين عقلي و قلبي كلّما أعدت التفكير في أنني لا أفعل إلا العد: عدّ الأيام.. و عدّ الشهداء.

أحاول.. و أحاول.. و أسمّي محاولاتي مساعدات, ماديّة كانت أم معنوية, لكنها لا تنفع برداً يطفئ غليان ضميرٍ تعب من جلد ذاته.

لماذا؟

و إلى متى؟

و ماذا بعد؟

..

هل من مجيب؟!




الظهر


يؤلمني, بل و يؤجج غضبي أحياناً طرق التعامل الموجودة مع صور و مشاهد جريمة غزّة الغاشمة, و قبل أن يستنكر أحدٌ قولي و يعتبره دعوة لعدم نشرها أرجو أن يفهمني بشكل جيد: لست ضد نشر دلائل وحشية العدو الصهيوني و انعدام أدنى شعور إنساني في قلوبهم في حال وجودها, و بل حتى أعتقد أن نشر هذه الدلائل ضروري جداً و يشكّل مسؤولية إعلامية تصب في خانة المقاومة الإعلامية و النفسية.

لكن, و هنا يبدأ الاعتراض, أعتقد أن هذه الصور و المشاهد هي مواد و وثائق إعلامية هامة جداً يجب التعامل معها باحترام و مهنية شديدتين, و ينبغي الحفاظ على هيبتها ضمن إطار العمل الصحفي الجاد و منع بوادر الابتذال و الصفراوية بل و السادية في بعض الأحيان.

هذه البوادر موجودة و للأسف, فمثلاً بينما كنت أبحث مساء أمس عن شيء ما في أحد محركات البحث وصلت إلى منتدى عربي, خليجي تحديداً, و فاجأني وجود بانر دعائي في رأس الصفحة يعلن عن "أقوى صور الشهداء في غزّة لجوالك حصرياً". بانر دعائي ملوّن و محاط بأضواء فلاشية قميئة و كأنه دعاية لكباريه أو خمّارة.

ماذا بعد؟ هل سيصدر خيري كلاّس علكة "أطفال غزّة" مع هذه الصور و مع ألبوم لتجميعها, و من ينهي الألبوم يكسب جائزة؟

قليلاً من الاحترام... أرجوهم




العصر


"المظاهرات الداعمة لغزّة هي من قبيل الفساد في الأرض و ليست من الصلاح و الإصلاح, و هي استنكار غوغائي.."

هذا المقطع هو مقتطف من الفتوى الأخيرة لـ" سوبر ستار" الفتاوى الفضائية صالح اللحيدان, و هو صاحب جواهر أخرى مثل فتوى تحليل دم أصحاب الفضائيات.

لست صاحب فكرٍ ديني, و لكنني أرى في هذه "الظواهر" استغلالاً ابتذالياً بشعاً للدين لصالح اتجاه سياسي, اتجاه أجزم أن هذا "الشيخ" لا يجرؤ على لفظ حرف واحد ضده حتى لو رآه يقترف المعاصي التي حرّمها الرب جميعاً.

أعلم تماماً أن هذا النوع من الفتاوى ليست ذات مفعول فكري مطلقاً, فعقل السواد الأعظم من الجمهور المسلم أكبر بكثير من هذه الاستغلالات, و لكن صدور هكذا فتوى, من هكذا شيخ, و في مكان كذلك.. يعني أشياءً كثيرة واضحة و لا داع لذكرها.. فمن المعيب الحديث عن البديهيات




المغرب


فلنتحدّث قليلاً في السياسة..

أختلف جذرياً مع السواد الأعظم من المحللين السياسيين الذين يجزمون أن اسرائيل تعمل ضد الوقت, و أنها مجبرة على الانتهاء من كل ما تبتغيه في عدوانها على غزّة قبل تنصيب أوباما رئيساً للولايات المتحدة في اليوم العشرين من الشهر الجاري.

أتفق معهم في أمر واحد و هو أن الوضع الحالي هو يشكل احراجاً شديداً لباراك أوباما, لكنني لا أعتقد أبداً أن اسرائيل ستجتهد لتجنّب هذا الاحراج بل العكس تماماً, سوف تستغله. إسرائيل تعلم تماماً أن أوباما سيعمل ما بوسعه لتهدئة الأمور, و ليس لفكره الإنساني إنما لأنه لا يستطيع أن يسمح بانهيار شعارات التغيير و العدالة و السلام العالمي التي أوصلته إلى الرئاسة في الأسبوع الأول من ولايته, و لذلك فإن إسرائيل سوف تستمر بالعدوان إلى ما بعد تنصيبه بحجة أن كل نتيجة لا تعني إنهاء المقاومة الفلسطينية و حماس خصوصاً هي هزيمة لها, و ستجبر أوباما على البحث عن صفقة معها يقدّم فيها بديلاً لإسرائيل عن قبولها على مضض بهذه النتيجة السلبية و إنهاء العمليات العسكرية فوراً.

قد تكون هذه الصفقة هي انتزاع التزام منه بالتشدد تجاه القضية الإيرانية, فحديث أوباما عن انفتاح نحو إيران و عن نيته سلك الطريق السلمي الدبلوماسي معها خلال حملته الانتخابية كان من النقاط التي أثارت حفيظة إسرائيل بشدة. يبقى هذا مجرد تحليل شخصي لا يستند على أي خبرة علمية في السياسة, و يجب أن ننتظر الولاية الأميركية الجديدة لنرى صحته أو عدمها.

و بمناسبة الحديث عن الانتظار, أذكّر بوجود العديد من المقالات للراحل محمد الماغوط "أبو شام" يسخر فيها من أن السياسة العربية قائمة على الانتظار, إن كان انتظار رئيس أميركي جديد "أكثر تفهّماً للقضايا العربية" أو انتظار حكومة إسرائيلية "أقل تعنّتاً".

و تمضي السنوات.. و نحن بالانتظار

بالمناسبة.. سخرية الماغوط من سياسة الانتظار عمرها أكثر من ثلاثة عقود, و أعتقد أنها مدة كافية نستطيع أن نجزم بعد مرورها أن السخرية كانت في محلّها.




الليل


من قلب غزة كل يوم صمودٍ يخرج للمعتدين نداء :


أغلقوا المعابر , اسرقوا الرغيف , مدّوا الحصار

مهما فعلتم , لن تسقفوا فوقنا السماء ..


اهدموا البيوت فوقنا .. ما شئتم

ليس الركام لنا إلاّ ذخيرة وحجارة


دنّسوا المساجد , حطموها إن أردتم

لنا ربٌّ يسمع من كل مكان صلاتنا والدعاء


اقتلونا , شوهونا , انثروا الأشلاء

أنتم تصنعون من دمائنا حبراً يخط التاريخ والحضارة


صمّوا آذانكم عن الإنسانية ,املؤها بالرمال

لنا صوت الحق قنبلة تدوي , أرواحنا له فداء


شرِدونا , يتمونا , اقتلوا أطفالنا والنساء , شيوخنا والرجال

كلّ ألم في داخلنا حريق ينير دروب نضال وحياة


اسرقوا ثيابنا , ألعاب أطفالنا , ذكرياتنا

مهما احترفتم , لن تسرقوا من أنفاسنا الهواء


استمروا في حروبكم , في همجيتكم .. ما استطعتم

ستنجلون يوما , سنطردكم , ونتنفس الصعداء


مهما فعلتم , سيبقى الواقع في وجهكم شرارة :

نحن المقاومون , وأنتم الدخلاء
منقولة عن مدونة ياس

أنا الدمَشقي لو جرحت جسدي .... لسال منه عناقيد وتفاح
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06042 seconds with 11 queries