عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2006   #3
صبيّة و ست الصبايا lyan
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ lyan
lyan is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
10

افتراضي


جنازته تحولت إلى عرس وطني توحد فيه الهلال والصليب في أبهى صورهما
الشهيد سلام يعقوب هيلانة.. قلب كبير ومناضل حتى النخاع






اسمه سلام، وولد في عيد السلام ، من سماه بهذا الاسم سبقه على طريق الشهادة، أمضى حياته في النضال من أجل الحرية والسلام ، ذاق من ظلمة السجن وزرد السلاسل ، عرف بقلبه الكبير الذي اتسع لعدد لا يحصى من الأصدقاء والأحبة ، ألحوا عليه بالزواج المقدس لكنه ظل يؤجل ذلك إلى حين، حتى لقي ربه شهيدا بعدما قتله أعداء السلام في أرض السلام.
جنازته تحولت إلى عرس وطني توحد فيه المسيحيون والمسلمون في أجمل صورة، هو سلام يعقوب عيسى هيلانة (33)عاما ابن قرية عين عريك غرب رام الله والذي استشهد برفقة صديقيه ناصر جوابرة ومحمد اللفتاوي على أرض بيتونيا يوم 21 تشرين الثاني الماضي.



صدفة أم قدر ؟!
شاءت حكمة الرب أن يرى سلام نور الدنيا في 7-1-1971 أثناء عيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، وقد سماه ابن عمه الاستاذ المربي الفاضل خضر عيسى هيلانة الذي استشهد بدوره عام 1976 بهذا الاسم تيمنا بعيد السلام، لسلام خمسة أشقاء وثلاث شقيقات هو خامسهم من حيث الترتيب ، ترعرع في قرية عين عريك مسقط رأسه والتي ضربت نموذجا في التآخي الإسلامي المسيحي. تربى على تعاليم سيدنا المسيح القائمة على حب الخير والسلام ورفض الظلم والقهر. منذ صغره عرف بهدوئه وحبه للآخرين وتمتع بقدرة كبيرة على أسر القلوب دونما استئذان. عندما كان طفلا أحب اللعب مع أكبر عدد من الأطفال. هو من أسرة عرفت بالتماسك الاجتماعي والتعاضد. كان والده يعمل في الكويت خلال السبيعينيات ثم عاد في فترة لاحقة كي يتفرغ لتربية أبنائه. سلام الطفل كان يحب مساعدة أبيه وأشقائه الكبار ، لم يكن يحتاج لأي شيء إلا وفره له أبوه ، فوالده أبو عيسى كان يوفر لأبنائه كل احتياجاتهم ، تلقى تعليمه الابتدائي في القرية ، وأنهى تعليمه حتى الصف الأول الثانوي في مدرسة بيتونيا. وقد شكلت الانتفاضة الكبرى عام 1987 منعطفا هاما في حياته ، فمعاناة شعب وخضوعه للقهر والظلم لم تكن مجرد صور تلفزيونية بل هي واقع معاش ، لذلك لم يتردد في المشاركة في فعاليات الانتفاضة الكبرى والالتحاق بصفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح. مع بداية الانتفاضة اعتقل للمرة الأولى وأمضى في السجن مدة أربعة شهور بتهمة رشق الحجارة حيث لم يكن عمره قد تجاوز ال 15 عاما. بعد خروجه من السجن نصحه والده أن يهتم بدراسته لكنه أبى إلا أن يستمر في الطريق الذي اختاره ، فالسجن لم يكن ليفت من عضديه، ولكنه كان فرصة لتنمية حسه الوطني بأن الاحتلال بغيض يجب أن يزال، لذلك تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 1993 بتهمة إلقاء الزجاجات الحارقة على قوات الاحتلال وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات أمضى معظمها في السجن الأقسى والأشد ظلمة(سجن النقب الصحراوي). أصبح السجن بالنسبة إليه مدرسة بديلة، وملتقى فكري يخالط فيه شرفاء الشعب ومناضليه. خرج سلام من السجن وأمور كثيرة قد تغيرت على الأرض ، فالسلطة الوطنية الفلسطينية أصبحت واقعا ، وقيل أن الزمن الآتي هو زمن السلام. سلام خرج من السجن ليبدأ مرحلة جديدة في حياته فهو كان بين خيارين إما أن يكمل تعليمه أو يلتحق بصنعة أشقائه الكبار في الخراطة، فضل الخيار الثاني لأنه كان قد انقطع عن التعليم لفترة طويلة بسبب السجن. يقول والده أبو عيسى الرجل السبيعيني أنه كان يتيح حرية الاختيار لأبنائه بين التعليم والصنعة وكان سلام ممن اختاروا الخيار الثاني. انهمك في عمله وخلال فترة وجيزة أصبح واحدا من أفضل ممن اتقنوا الصنعة. بقي الشاب الوسيم الضحوك يتنقل بين عمله وبيته لكنه ما أنكفأ عن مجتمعه بل على العكس من ذلك فقد أقام علاقات واسعة قل نظيرها ليس في المنطقة وحسب، بل في مختلف قرى ومدن ومخيمات الضفة الغربية، كان فتحاويا معروفا وكثيرا ما كان يزور الرئيس عرفات في مقر المقاطعة برام الله ، لقد كان ابنا مدللا لدى الرئيس الراحل وكم كان الجرح عميقا والقلب حزينا عندما رحل الرئيس عرفات شهيدا يوم 11 تشرين الثاني الماضي.
يتبع.......زز
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03818 seconds with 11 queries