عرض مشاركة واحدة
قديم 18/02/2008   #1
شب و شيخ الشباب المحارب العتيق
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ المحارب العتيق
المحارب العتيق is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
جرح الياسمين
مشاركات:
3,677

افتراضي أم علي الله لايوفقهن غلوا المتة عشر ليرات


أم علي...الله لايوفقِهنْ غلّوا المتة عشر ليرات

أم علي مستاءة وغاضبة جداً هذه الأيام ولا مانع لديها من إطلاق المسبات ومن العيار الثقيل .
ترشق شفة متة وتقول .. غليت علبة المتة عشر ليرات الله لا يوفقهن موحاجي ما منشرب شي غيرها لا شاي ولا قهوي ولا كازوز ولا بون جوس .
الأرملة الطرطوسية تقضي نهاراتها تقشر الجزر وتحضر الكوسا وتقطع البقدونس حتى نسوان الشعلان ما يتعبوا حالهن .. ولا صديق لها إلا كاسة المتة وحلم طويل بأن يكبر ابنها علي وأخته فاطمة ويدخلوا الجامعة .
وتقول : العلم أحسن شي بها الدنيا وابنها علي شاطر وبكرى رح يفوت عالجامعة وبتبطل هي ـ العمل ـ أبو علي مات بكير والدلال راح معو وحلفت يمين إنو ما حدا رح يدللها غير علي .
وتعود إلى كاسة المتة ، لتعاود المسبات وتقول شو مفكرين عم نشرب مازوت حتى غلوها ، وغير هيك صارت المالطا عم تجي ناعمي كتير كلون غشاشين الله لا يوفقهن .
شعرت بالعجز أمامها حاولت الاعتذار عن مشاركتها شرب المتة كي أوفر عليها ولكنها أصرت على أن أشرب فقلت لها إذاً بلا سكر محاولة أن أبدوا ضيفاً خفيفاً ، لا داعي لأن تفتح أي حديث معها ، فمع تقشير خمس كيليات جزر تكون قد لخصت لك واقع الدخل السوري بما يعانيه من غلاء كل شيء لتتذكر فجأة أفضال أبو علي الله يرحمو فهو عرف أنه سيموت باكراً فاشترى لها غرفتين في المزة 86 ومن جهة المدرسة الله يرحمو ـ تقول ـ بإمكانها أن تحدث حالة مزاوجة غريبة بين الفرح والحزن بين الرضا والرفض بين القلق والطمأنينة، وفي كل ذلك تؤكد أن الغلاء يقلقها خاصة وان صاحب المحل الذي تقشر وتقطع له الخضار في الشعلان رفض أن يرفع لها أجرتها، رغم أنها قالت له أن المتة غلييت عشر ليرات وكل هذا لم تفصح عن غلاء الرز والبرغل والعدس والحمص والسمنة والزيت وو.... الله يلعن أبوهن ما خلو شي إلا وغلوه الله لا يشبعهم والله كاسة متي بتسواهن كلون الله يرحمك يا بو علي لولا منك كنا بالشارع هلا.
دخلت فاطمة جائعة حقيبتها الثقيلة أرهقت ظهرها الغض ، صحيح أن المنزل الذي اشتراه بو علي من جهة المدرسة ، لكنه بآخر ما عمر الله ، كيف وصل إلى هذا البيت لا أعرف قالت أم علي التي نهضت لتسخن رز بشعيرية ريثما تُحضر فاطمة نص كيلو لبن الله لا يوفقهن كيلو اللبن بـ 30 ليرة .
أخيراً طلبي لم يكن مستجاب عند أم علي لذلك لن أقول لكم ما هو الطلب وتحية للمرأة السورية التي تعمل بكرامة من أجل أن تحيا بكرامة ولتحيا كاسة المتة .
المهم أنني خرجت بحل أكيد لأزمة الغلاء .. فأم علي قالت: الدولة وحدها التي توقف هذا الغلاء .
وقبل أن أخرج من هذه السطور...كان لابد من أن أتذكر مسلسل ذئاب في غابة الغزلان عفواً قصدي غزلان في غابة الذئاب الله لايوفقهن.
هيام علي


الفهيم بيريح

لك تاري الحمار لو شو ماسلموه بيصدق حالو وبدك تناديلو سيد حمار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03104 seconds with 11 queries