عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #55
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


الفصل الثامن
الطقوس في الإسلام
كلمة طقوس تقابلها في الإنكليزية كلمة Rituals وقد عرّف علماء الأنثربولوجي الطقوس بأنها " نوع من السلوك المتكرر الذي ليس له نتيجة واضحة مباشرة. وقد تستعمل في الطقوس رموز منها حركات جسدية أو كلمات أو إشارات، أو إيقاع موسيقي أو روائح كالعطور والبخور"[1]. وللطقوس ثلاثة أنواع:
1- طقوس كونية أو تقويمية Calenderical Rituals ويحتفل هذا النوع من الطقوس بمناسبات مهمة، مثل الحج، تتكرر في تاريخ معيّن
2- طقوس تغيير الوضع الاجتماعي Social Transitionمثل الختان أو الزواج أو البلوغ
3- طقوس الكوارث Misfortune مثل الموت أو الإجهاض
وأهم شئ في الطقوس هو التزام الترتيب الزمني للحركات أو الرقصات والموسيقي، ويجب ألا تسبق حركة حركةً أخرى من المفروض أن تأتي بعدها. فمثلاً في طقوس قبيلة الزولو في جنوب أفريقيا، عندما يعالج الطبيب القبلي الأمراض، يجب أن يستعمل ثلاثة أنواع من الأدوية: أسود ,أحمر وأبيض، فالأسود يمثل السوء، والأحمر يمثل الدم الذي يظهر عند تخطي الحاجز الاجتماعي مثل بدء الدورة الدموية عند البنت مما يعني أنها تخطت حاجز البنت وأصبحت امرأة، أو تخطي المحارب حاجز الحياة إلى الموت عندما يُجرح جرحاً غائراً ينزف منه ويموت، واللون الأبيض يعني الخير والعافية. ويجب أن تُعطي الأدوية للمريض بنفس هذا التسلسل وإلا لن يُشفى من مرضه.[2]
والطقوس غالباً ما ترتبط بمعاني دينية الهدف منها جلب رضاء الآلهة، والطقوس ممارسة في الإسلام وفي الديانات الأخرى، وحتى في العادات الغير دينية. فمثلاً قد ذكر الأخباريون طريقة من طرق أهل الجاهلية في الاستسقاء، ذلك أنهم إذا أجدبوا وانحبس المطر عنهم، عمدوا إلي السلع والعُشر( أنواع من النبات)، فحزموهما وعقدوهما في أذناب الأبقار وأضرموا فيه النيران، وأصعدوها في جبل وعر قبل المغرب، ثم اتبعوها يدعون ويستسقون. يقولون لذلك " المسلعة" " بلوغ الإرب 2/161" [3]. ولا علاقة علمية طبعاً بين حرق العشب بأذناب البقر ونزول الأمطار، ولكن الجاهليون كانوا يعتقدون أن صعود هذه الأبقار الجبال الوعرة والنار تنبعث من أذنابها في المغرب، حتماً سوف يُرضي الإله في السماء فينزل لهم المطر
وقدماء المصرين كانوا يعتقدون أنهم إذا لم يكرموا نهر النيل، الذي يمثل شريان الحياة لهم، بفتيات عذارى كل عام فإنه لن يفيض في العام القادم وبالتالي لن تستطيعوا أن يزرعوا أراضيهم على ضفاف النيل، وسوف تحل بهم المجاعة. وما كان هؤلاء الناس يعرفون أن نزول الأمطار في هضاب الحبشة هو الذي يسبب فيضان النيل، فضحّوا، لجهلهم، بأعداد غفيرة من العذارى.
فالطقوس الدينية منذ القدم اتصفت بكونها مقدسات يقوم بها الإنسان ليجلب رضاء الآلهة أو ليدرأ خطراً أو شيئاً غير مستحب. ولا يفكر الإنسان المتدين في هذه الطقوس أو لماذا يقوم بها بهذه الطريقة المعينة، فهي طقوس قد ورثها أباً عن جد، ولا بد أن يفعلها هو إن أراد الخير لنفسه. والعقيدة نفسها، ويقابلها في الإنكليزية كلمة faith تعني " الاعتقاد أو التصديق بشئ دون وجود دليل على وجوده". فالعقيدة نفسها لا دليل عليها، وبالتالي كل الطقوس الناشئة من هذه العقيدة ينقصها الدليل. ومن الطقوس الإسلامية:
الحيض والنفاس
عندما تبلغ البنت يبدأ مبيضاها بإفراز بويضة واحدة كل أربعة أسابيع أو ما يقرب من ذلك. وإذا التقت هذه البويضة بحيوان منوي يلقحها، تلتصق هذه البويضة الملقحة بجدار الرحم ليتكون منها الجنين. ولكن جدار الرحم يتكون من عضلات لا تصلح في حد ذاتها لإلصاق البويضة بها, ولكن جسم الأنثي يستعد للبويضة الملقحة في كل شهر بإفراز هرمونات معينة تجعل الشعيرات الدموية في جدار الرحم تتكاثر وتنمو في العدد والحجم كذلك حتى تكوّن طبقة هشة ورطبة لاستقبال البويضة، يبلغ سمكها عدة مليمترات. تبلغ هذه التحضيرات ذروتها في الأسبوع الرابع من الدورة. فإن تلقحت البويضة، فالفراش جاهز لها لتزرع نفسها فيه لتكوين المشيمة التي تغذي الجنين ويستمر الحمل. ولكن إذا لم تُلقح البويضة ينضب معين الهرمونات التي كانت تغذي الفراش بجدار الرحم، وإذا توقفت هذه الهرمونات تضمحل الشعيرات الدموية التي كونت الفراش بالرحم وتسقط عن جدار الرحم. وبما أن هذه الشعيرات تحمل دماً، يخرج هذا الدم من مهبل المرأة. وتتكرر العملية شهرياً إلى أن يحدث الحمل.
وواضح من هذا الشرح أن الدم الذي كوّن الفراش بالرحم هو جزء من دم المرأة ولو حدث الحمل فسوف يغذي هذا الدم الجنين. وعليه هذا الدم الذي يخرج من مهبل المرأة في شكل دورة شهرية هو نفس دم المرأة، فليس هناك أي سبب يجعله غير طاهر. ولو كان هذا الدم غير طاهر، فبالضرورة يكون الجنين الذي تغذى منه غير طاهر، وتكون المرأة كلها غير طاهرة لأن دمها يدخل إلى كل خلية في جسمها. فمنطقياً إما أن تكون المرأة طاهرة والدم الذي يخرج منها طاهراً أو تكون غير طاهرة أصلاً ولا يمكن أن تطهر وبالتالي لا صلاة لها ولا صيام.
والتوراة، قيل حوالي 1500 عام قبل الميلاد، كانت أول من قال أن دم العادة الشهرية غير طاهر. فنجد مثلاً في سفر " لاويون" الإصحاحين 12 و15 ما يلي:
12-2: قل لبني إسرائيل " إذا حبلت المرأة ثم ولدت صبياً، تصبح غير طاهرة لمدة سبعة أيام، تماماً كما تكون غير طاهرة في فترة عادتها الشهرية
12-4: لا بد أن تنتظر المرأة ثلاثين يوماً لتطهر من دمها. ويجب ألا تمس أي شئ مقدس أو تذهب إلى الأماكن المقدسة، حتى تنتهي مدة نجاستها
12-5: إذا ولدت المرأة بنتاً تكون المرأة غير طاهرة لمدة أسبوعين، تماماً كما تكون غير طاهرة حين نزول دم حيضها، وعليها أن تنتظر ستين يوماً لتطهر من دمها
15-19: عندما تأتي المرأة عادتها الشهرية تستمر مدة نجاستها سبعة أيام وكل من يمسها يصبح نجساً كذلك
15-20: كل ما تجلس عليه المرأة في فترة عادتها الشهرية يصبح نجساً وكذلك كل مت تنام عليه

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04871 seconds with 11 queries