أخوية - عرض مشاركة واحدة - الفيلم الذي يتحدث عن مجزرة ( الحديثة) بالعراق Battle.For.Haditha

ماغنوم56 · 21/03/2008

Battle.For.Haditha

battle for haditha عنوان لفيلم سينمائي بريطاني طويل، يعيد، من خلال دراما واقعية، تشكيل مرحلة مأسوية للصراع الدائر فوق الأرض العراقية منذ خمس سنوات.

ويعتمد أسلوباً غير مطروق مسبقاً في الفن السابع. تمثل مشاهد ووقائع الفيلم من خلال جنود أمريكيين حقيقيين وشخصيات وعائلات عراقية عانت من ويلات الحرب بعد أن لجأت إلى بلدان الجوار هرباً من ظلم وعسف ووحشية جيوش الاحتلال.

‏

تتركز أحداث الفيلم حول المعركة، بل لنقل المجزرة البشعة التي وقعت في التاسع عشر من شهر تشرين الثاني 2005 في أطراف مدينة عراقية صغيرة، «الحديثة» عندما تعرضت إحدى دوريات الجيش الأمريكي لانفجار لغم أودى بحياة أحد الجنود وجرح اثنين. نجم عن تلك العملية التي نفذها رجال المقاومة، رد فعل انتقامي من قبل القوات الأمريكية قضى باجتياح فوري للمناطق السكنية القريبة من العملية وإبادة 24 مدنياً وترك عشرات الجرحى يتضرجون بدمائهم، من بينهم نساء وشيوخ وأطفال أبرياء، لاتربطهم أية علاقة برجال المقاومة الموصوفين ظلماً وبهتاناً بالإرهابيين. ‏

كان وقع الجريمة في مدينة الحديثة أثقل من أن تتجاهله وسائل الإعلام العالمية آنذاك، نظراً للوحشية التي جرى بموجبها تصفية عدة عائلات آمنة في بيوتها، وكانت أثقل على قيادة الجيش الأمريكي في العراق من أن تتحمل تداعياتها. فتم تقديم جنديين أمام القضاء بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ‏

الفيلم من إخراج البريطاني نايك برومفيلد. وقد اعتمد التوثيق وإعادة تشكيل الوقائع درامياً كي يتمكن من إظهار وحشية ممارسات جيش الاحتلال المبنية على إيديولوجيا مفعمة بالحقد والكراهية والعنصرية والرغبة الجامحة بالانتقام لأبسط الأسباب. ‏

اختار المخرج البريطاني مدينة جرش الأردنية، وفي موقع غير بعيد عن الحدود مع سورية لبناء ديكورات مدينة حديثة وإجراء المعارك فيها. وقد استقدم فريقاً من عناصر قوات المارينز الذين عادوا إلى الولايات المتحدة، وكان من بينهم جنود شاركوا في واقعة مدينة «الحديثة». كما استقدم أفراداً وعائلات عراقية مقيمة في الأردن ومن بينهم أشخاص من الناجين من مجزرة الحديثة.

‏

إلا أن الصعوبات التي واجهها المخرج بعد وصول جنود المارينز السابقين إلى مدينة جرش كانت كفيلة بتغيير بناء الفيلم وربما السيناريو بسبب امتناع جنود المارينز عن حضور وليمة العشاء التي أقامها على شرف فريق العمل، تجنباً للاحتكاك مع فريق العمل العراقي وخشيتهم من ثورة انتقام تودي بحياتهم، ونتج عن ذلك أن تأخرت عمليات البدء بالتصوير زهاء ثلاثة أسابيع حتى تمكن المخرج من مؤانسة كلا الفريقين للاشتراك في العمل، كفريق عمل واحد بأمان. لقد تمكن بدبلوماسية ناعمة من إقناع كل طرف بأهمية ما سيقوم به في إظهار الحقيقة للعالم، وهكذا استطاع أن يخلق دافعاً جعل كل فريق ينسى مآسي ما حصل ويقبل الانضمام إلى مائدة مشتركة، ومن ثم المباشرة بتصوير المشاهد الأولى للفيلم الذي لقي بمجرد دخوله مهرجاني دبي واسبانيا العام الماضي 2007، قبولاً منقطع النظير. وسوف يتم عرضه في مهرجان انكلترا الذي يقام خلال شهر شباط الحالي، وفي الولايات المتحدة خلال شهر أيار المقبل. ‏

يقول المخرج: «معركة حديثة» أهم فيلم أعتز بإخراجه طيلة مسيرتي الفنية. لقد أدى فيه الممثلون أدواراً حقيقية، تعيد للذاكرة الإنسانية تجسيد وقائع ما جرى فعلاً، بتلقائية وعفوية لانظير لها في السينما التقليدية. إنه فيلم يفضح ببساطة عبثية هذه الحرب المجنونة، ويكشف الأضرار الفادحة التي ألحقتها بالسلم العالمي. والأهم من كل هذا وذاك، أنه سيدخل الولايات المتحدة ليعرض في العديد من صالاتها في عز الانتخابات الرئاسية، لينقل رسالة للمجتمع الأمريكي عن سجل ووقائع تلك الحرب العبثية لجيش بلاده في العراق