ومن كلام الـــــرب نفهم انه يستحيل على الانســــان ان يتكلم من نفسه بالصالحـــات , وهو شرير , إلا إذا كانت فيه قوة إضافية او قلب آخر من الشيطان لتزييف الصالحـــات..
وهذا نلمحه من وصف الرب لهؤلاء المزيفين للصلاح انهم اولاد الافاعـــى , فالافعى تعبير رمزى عن الشيطـــان , حتى يكون القصد من اظهار الصلاح هو الابقــــاء على الشر وتأمين استمرار مفعولة وهذا هو من صميم عمل الشيطان .. اى ان عمل الشيطان بالنسبة للقلب لا يكتفى بتلويثه بالشرور والشهــوات فيصبح كنز القلب شريرا ينضج بالشرور بل ويضيف الشيطان الى ذلك امكانية إعطاء قلب ثانى للانسان يتكلم بالصالحــات حتى يخفى بها الشرور ويؤمن عملها وسريانها .. اما عمل الله بالنسبة للقلب فهو انتزاع القلب الشرير جملة وخلق قلب جديد يغرسه الله في الانسان , وعندما يصبح القلب قلبا آخر يصبح الانســــان بالضرورة إنسانا آخر .. وحقيقة خلق قلب جديد للانســان تأتى في الكتتاب المقدس مترادفة مع
ثــــلاث عمليـــات اساسيـــــة :
(1) إنسحــــاق قلب الانسان الخاطىء .
(2) غسل الانســـان وتطهيره كله من الداخل .
(3) حلــــول الــــروح القـــــــدس .
وهذه العمليــــات نجدها واضحة اشد الوضوح في المزمــــور الحــــادى والخمسيـــن لداؤد النبى:
" ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك ومثل كثرة رأفتك امح معاصــى . اغسلنى كثيرا من اثمى ومن خطيتى طهرنى .. طهرنى بالزوفا فأطهر اغسلنى فأبيض اكثر من الثلج . قلبا نقيا اخلق فيا يا الله وروحا مستقيما جدده في احشــائى , لاتطرحنى من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه منى ... القلب المنكسر والمنسحق لا ترذله يا الله.."
سلام رب السلام مع جميعكم يا أخوتي