نبذة عن شخصية أغنت أدب الرحلات
الرحالة ابن بطوطة واحد من أهم الشخصيات التاريخية التي أغنت أدب الرحلات وقدمت للمكتبة الاسلامية تعريفا ممتعا عن احوال المسلمين والانسان عموما في البلاد التي زارها.
ولد الشيخ أبو عبد الله محمد ابن بطوطة في طنجة عام 1304 م وهو ابن لقاض ينتمي إلى المدرسة المالكية في الفقه الإسلامي، اتجه نحو الشرق وعمره 21عاما، إذ يبدو أنه كان ينوي الحج، كما أمل من سفره أن يتعلم المزيد عن ممارسة الشريعة في أنحاء بلاد العرب.
في رحلته التي اراد منها أن يحج الى مكة، زار ابن بطوطة خلالها شمال افريقيا وسوريا ثم خرج يستكشف باقي الشرق الاوسط وفارس وبلاد الرافدين وآسيا الصغرى ووصل الى شبه القارة الهندية وأمضى هناك قرابة عقد في بلاط سلطان دلهي الذي أرسله سفيرا الى الصين
بعد 30 عاماً من الترحال والاستكشاف, قرابة عام 1350, بدأ ابن بطوطة طريق عودته إلى وطنه.متجها الى مدينة فاس، وفي هذه المدينة اعجب سلطان المغرب ابن عنان (1348- 1358 تقريباً) جداً بأوصاف البلاد التي قصها عليه ابن بطوطة وأمره بأن يلزم فاس ويضع هذه القصص في كتاب.
وفعلا بمساعدة كاتب طموح هو ابن الجوزي الكلبي (1321- 1356 تقريباً), ألف ابن بطوطة كتابه الشهير "الرحلات" في أربعة أجزاء منفصلة. وربما كان ابن الجوزي قد أضاف للكتاب قليلاً من العنصر القصصي بين الحين والآخر بهدف التشويق وسهولة التواصل مع القراء, لكن يعتقد عموماً أنه التزم تماماً بما سرده ابن بطوطة عليه. غير أن الغريب هو أن كتاب "الرحلات" لم يكتسب شعبية في الغرب إلا مؤخراً نسبياً, في القرن التاسع عشر, حينما ازداد التواصل مع أوروبا وقدم الكتاب هناك ليترجم إلى الإنجليزية والفرنسية واللغات الأوروبية الأخرى. ويقدر الباحثون الأوروبيون كتاب الرحلات باعتباره وثيقة تاريخية مهمة.
وبعد هذه الرحلة الطويلة مع المغامرة والاستمتاع وبعد الانتهاء من كتاب الرحلات لم يخرج ابن بطوطة الذي تقدم به السن باي رحلة مطولة لا الى الصحاري ولا غيرها، بل أخذ يعمل في القضاء ويواصل نشر ما اكتسبه من حكمة خلال أسفاره.
وقد وافته المنية عن سن يناهز 65 سنة ، واعتبر هذا الرحالة بعد سنين من وفاته صاحب أطول أسفار في العالم.