[رجل من ورق]

الصباح

مؤتمر عن حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره... هذه البلاد التي سُلبت منه و طّرد منها ببشاعة تعادل بشاعة أي جريمة ضد الإنسانية من هذه الجرائم التي يندي جبين الرأي العام العالمي عند سماع ذكراها بينما يتجاهل هذا الهولوكوست الوحشي بطريقة توضّح ازدواجية معيار و براغماتية الأخلاق الإنسانية.
ماذا أستطيع أنا.. الوضيع اللغة .. البسيط الكلام.. أن أقول؟
لن أقول شيئا لم يقصّه علينا غسان كنفاني
لن أذكر حرفاً لم يحوّله محمود درويش إلى مفاتيح من ذهب.. مفاتيح كتلك التي يعلّقها الفلسطينيون في مخيّماتهم على أمل أن يعودوا يوماً و يجدوا أن قفل باب بيتهم لم يتغيّر...
لن أستطيع إلا أن أهديهم أحلامي بأن تزورهم روحي جميعاً في بيوتهم في عكا و حيفا و القدس..
لن أقدر إلا أن أفكّر فيهم و أضع قلبي تحت تصرّفهم بينما استمع لمارسيل خليفة..
سيعودون..
سنعود..
..
سأنام اليوم على أمل أن أستيقظ غداً و أجد أن العالم قد عاد..
إلى رشده..





الظهر

في مبادرة نشيطة من التدوين السوري برعاية موقع مجتمع المدونات السورية, يقام منتصف هذا الشهر أسبوع التدوين من أجل الجولان, تزامناً مع ذكرى إعلان ضم الكيان الصهيوني لهذه الأراضي السورية إلى الأراضي المغتصبة الأخرى.
أُعجبت بالمبادرة و أعلمت القائمين عليها بمشاركتي فيها فور علمي بها, لسببين, الأول هو أنني أرى أمراً إيجابياً جداً في اجتماع المدونات السورية أمام قضايا وطنية هامة و تنظيم نشاطات من أجلها.
السبب الثاني, و الأهم, هو الواجب الوطني الذي يجعلنا نذكّر من يلزم أن اغتصاب أرض عربية سوريّة لا يموت بالتقادم, و الأمر الواقع لا يفرض شيئاً أبداً.
لذلك, أدعو كل القراء إلى المشاركة في هذا الأسبوع التدويني عن الجولان, و أضع مدونتي تحت تصرّف من لا يملك مدونة و يرغب بنشر مادة ما خلال هذا الأسبوع (البريد الالكتروني على يمين النص).
و بعد هذه الدعوة.. يأتي الأمل..
الأمل بأن لا نضطر العام القادم أن نقيم أي نشاط يتعلّق بالجولان.. إلا اللهم إن كان زيارته تحت علم الجمهورية العربية السورية.






العصر

الأول من كانون الأول (ديسمبر) هو اليوم العالمي ضد مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
هذا المرض الناتج عن فيروس HIV يعد بجدارة وباء العصر الحديث, فأعداد الوفيات السنوية بهذا الداء رهيبة جداً, و بازدياد.
لم يزل العلم عاجزاً عن إيجاد حل لهذه الآفة, رغم وجود بوادر مشجعة و تجارب لنوع من أنواع اللقاح يمكن أن توقف, إلى حد ما, زحف هذا المرض.
موطن هذا المرض, و ساحة معركته الأساسية هي القارة الأفريقية, حيث ينتشر بشكل رهيب جداً نتيجة قلّة التوعية و الإشراف الطبي على عزل المريض و منع وسائل انتقال المرض.
في محاضرة تسنى لي حضورها مساء أمس, ذكر أخصائي الأمراض الالتهابية الذي ألقاها أنه يوجد إمكانية علمية للحد بنسبة تقترب من 90% من انتشار المرض لو توفّرت الإمكانات المادية الكافية لتوزيع معدات الفحص المبكّر و الكمية الكافية من المضادات الفيروسية (Antiretroviral) في جميع دول وسط و جنوب أفريقيا, و عندما سمع همهمة من الحضور و كأنهم يقولون أن هذه الإمكانات المادية الهائلة المطلوبة غير ممكنة عملياً, أجاب بهدوء أن كمية المال اللازم لا تتجاوز قيمة عدد بسيط جداً من صفقات الأسلحة التي تبرم سنوياً ما بين الدول.
قد أسمعتَ لو ناديتَ حيّاً...





المغرب

أُعلن يوم الخميس الماضي عن جوائز مسابقة Bob's العالمية لأفضل المدونات في حفل أقيم في متحف الاتصالات في العاصمة الألمانية برلين. و كان لإخواننا في أم الدنيا مصر نصيب الأسد من جوائز المدونات العربية, فقد فازت مدونة قبل الطوفان للأستاذ ياسر ثابت بجائزة التصويت الشعبي, بينما حازت مدونة أحد على جائزة لجنة التحكيم في هذه المسابقة التي تعد أهم المسابقات العالمية في مجال التدوين.
من هنا أكرر التهنئة للفائزين و تمنياتي أن تكون هذه الجوائز بوابة نحو مزيد من التألق و النجاح.
في هذا السياق لا يمكنني أن أكتم سعادتي بحصول هذه المدونة المتواضعة على المركز الثاني في التصويت الشعبي لأفضل المدونات العربية, و هذا ما اعتبره إنجازاً كبيراً جداً نظراً لأنني لم أكن أتوقعه أبداً لقصر عمرها الذي لا يتعدّى شهوراً قليلة جداً و تواضعها فنياً و تقنياً, و لذلك فأنا أشكر كل من صوّت لهذه المدونة شكراً جزيلاً. و أود تهنئة المرشح السوري الآخر ضمن المرحلة النهائية للمسابقة, الزميل عقبة و مدونته "متابعات عقبة"
لا أريد أن أبدو كمن فاز بجائزة أوسكار, فهذا الإنجاز لم يغيّر اعتباري التدوين هواية أستمتع بها, لكن لا أستطيع إلا أن أهدي هذا الإنجاز الفكري..
أهديه أولاً و أخيراً لمعلمي.. لملهمي.. لرجل الكلمة و المبدأ... لأبي
أهديه لسوريا.. لياسمين شام سوريا.. لحوائج فرات سوريا..
لكلمة سوريا.. لفكر سوريا.. لضمير سوريا..
لأبناء سوريا الأحرار
أهديه على أمل أن تكون سوريا في مكانها الذي تستحق في صدارة الفكر و الأدب.. و الكلمة
و أكرر في نهاية الكلام شكري لكل من يتابع ما أخطّه..





الليل

عندما كنت في المدرسة.. لم أكن أفقه شيئا في الجغرافيا
لم أكن أعلم أين يقع خط الاستواء, و لا أين يقع خط إنتاج الأحلام
كنت أجهل مكان مدار السرطان و مدار الجدي..
فالمدار الوحيد الذي كنت أعلم بوجوده هو مدار النجوم حولكِ
تركت مساحة الجواب عن تعريف المد و الجزر فارغةً..
فأنا لا أعرف من التيارات إلا تيار الحب الذي يغمر قلبي..
لا أعلم بوجود الحزم الساعية, و لا أعرف إلا حزمة الغد..
..
و في الامتحان كتبت فقط أن ساعة الشروق هي عندما أرى عينيكِ
و ساعة الغروب هي وقت إسدال أجفاني بانتظار أحلامٍ أنتِ بطلتها..
..
و نلت العلامة الكاملة..

كافة الحقوق لياس ولمدونته