عرض مشاركة واحدة
قديم 30/08/2008   #23
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


إذا أردنا أن نقف على مثل تاريخي أكثر صلابة فعلينا التوجه إلى بلاد الإغريق فاليونان هي أكثر الحضارات احتفاء بالجسد الرجولي الرياضي والى البروز في الأعضاء واليونان شعب فلسف السعادة والمتعة بهذين العنصرين حول الرجل الإغريقي الجنس المثلي إلى حالة قصوى يطمح لها من خلال تتبع المتعة بين رجلين أي بين كائنان من الجنس الأقوى وربما إقصاء للجنس الأضعف أو الناقص من المتعة الجنسية. روما الوثنية أيضا كانت أيضا أرضا للمثلية الجنسية وكان ذلك ناتجا للتمازج بالشرق واليونان وخاصة لوجود طبقة مترفة وفرت لها الظروف أن تلمس اللذة التي تروق لها دون أي مانع ديني أو دنيوي. كذلك كانت بلاد العرب بعد عصور التوسع, حيث انتشرت تجارة الرقيق وهم أسرى الحروب والسبايا وتداخلت الشعوب في بوتقة جديدة فادخل كل عرق مفاهيمه في المتعة الجنسية – وإننا نلاحظ أن للاختلاط اليوم نفس النتائج حيث أننا في الولايات المتحدة واستراليا نجد أكبر انتشار للجنس المثلي - ولما كانت مدن العرب هي المدن التي يمكن أن تتوفر فيها المتع كلها فقد مرقت المثلية الجنسية من هذا المدخل وأصبحت بارزة في تجارة الغلمان التي تحولت إلى تجارة مربحة أمام تهافت الأثرياء الذين تحولوا بسرعة إلى طبقة ذات امتيازات تجعلها تعرف كيف تحيد السلطة الدينية الرافضة لهذا السلوك.
كنا قد رأينا إن الجنس السوي هو جنس الطبقة الوسطى وفي المقابل الجنس المثلي هو جنس لا تعرفه الطبقة الوسطى عموما وهي الطبقة الطامحة إلى محوه من الوجود وحين يتواجد تطمح إلى إخفاءه انه غالبا جنس الطبقات الغارقة في غناها أو في فقرها أو هو نتيجة التقاء عنصرين من هاتين الطبقتين المتنافرتين. كما رأينا أن الجنس السوي يقوم على النرجسية حيث يبحث الشريك عن متعته في عيون الجنس الآخر ليثبتها لنفسه ويشبع نرجسيته, كذلك فان الجنس المثلي يتركز حول النرجسية ولكنه يوظفها بشكل آخر إنها نرجسية الانغلاق في الجنس الواحد.
في القرن العشرين بدأ الجنس المثلي يكتسب التبريرات فهو مرة مرض وهو أحيانا نتيجة للمجتمع وليس الممارس إلا ضحية ولما كان التحليل النفسي يفسر كل ما حوله فقد زاد في تبريره حيث اعتبره حتمية تجد بذورها في الطفولة ثم جاءت بحوث علم الوراثة لتجعله حتمية بيولوجية وراثية ولكن الجدل لم يحسم خاصة أن الطب سواء الجسماني أو النفساني له رأي مخالف تماما حين يكشف الضرر من العلاقات المثلية وهو بذلك يحالف الدين والعامة التي لم تتأثر مواقفها ولن تتغير فيما يبدو لان الجنس المثلي يحمل بين طياته تناقضا صريحا يضرب جوهر الحياة الإنسانية الذي هو تلك الثنائية الخالدة بين الذكر والأنثى.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04098 seconds with 11 queries