الموضوع: أعمال الماغوط
عرض مشاركة واحدة
قديم 25/09/2006   #23
صبيّة و ست الصبايا نيرفانا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيرفانا
نيرفانا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
دمشق
مشاركات:
398

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : TheLight عرض المشاركة
الى كل محبي الكاتب السوري الراحل محمد الماغوط



اغتصاب كان وأخواتها





"دمشق مدينة أنت تحبها وهي لا تحبك، وسبق أن قلت عن دمشق أنها مدينة أعطيتها صدري أربعين عاماً، ولا أجرؤ إلى إعطائها ظهري ثانية واحدة، أنا لا أحب المدن التي أسكنها بل المدن التي تسكنني، ودمشق سكنتني، لذلك لا أعرف أن أبتعد عن دمشق. منذ خمسين عاماً جئت إلى دمشق، ورغم تشردي على أرصفتها وفي أقبيتها وأسطحها، إلا أنني احبها خصوصاً في الليل، وتحت المطر، أحب المشي في شوارعها ودروب حارتها. رافقت مهر بردى عمداً. لكن دمشق التي أحب بقيت في دفاتري، لأنني اليوم أشعر بغربة فيها، الناس تغيرت وليس الأمكنة فحسب. كل ما أريده في مدينتي الحديثة هو أرصفتها القديمة. دمشق قصة الحب الأول والصوت الأول، بعيداً عن شوارعها أصاب بالكساح. دون رائحتها أصاب بزكام أبدي". كيف صار لهذا الشاعر المتشرد على أرصفة دمشق، أن يصنع من الكلمات أجنحة للحلم المتمرد، قبل نصف قرن، جاء إلى مائدة الشعر جائعاً، فقلب الطاولة على الجميع ثم صفق الباب وراءه وخرج، وكأي مغن جوال، يشكو آلام العزلة وخراب الروح، حزيناً إلى حدود الصراخ، ووحيداً مثل بدوي تائه في الصحراء في ليلة مظلمة، وها هو يهتدي إلى بوصلة الشعر، ويخترع معادلة جديدة للشعر، لا تشبه أي معادلة أخرى وذلك منذ "حزن في ضوء القمر".


وعلى غرار أسلاف الخليل بن أحمد الفراهيدي خاض بحوراً للشعر إلا أنها بلا ضفاف، غير عابئ بآراء النقاد بما يكتب، غير ملتفت إلا إلى صوت روحه، وكأن كلما وجد ذاته في إطار قام بتحطيمه، لأنه ولد في العراء حيث لا شيء نهائيا في مفازة السراب، هو ذا، أو بعضاً منه محمد الماغوط وإضاءات أشمل وأوسع مدى يلتقي بها القارئ مع طيه صفحات هذه الحوارات التي أخذت طريقها معه.


الناشر:


الفرح مؤجل كالثأر من جيل إلى جيل, و علينا قبل أن نحاضر في الفرح, أن نعرف كيف نتهجأ الحزن. لم أشعر في حياتي كلها بالحرية. لا يوجد عند العرب شيء متماسك منذ بدء الخليقة حتى الآن سوى القهر. أعطونا ساعات ذهبية و سرقوا الزمن, أعطونا خواتم و سرقوا الحب. الإنسان الجدي مريض و به خلل. الطغاة كالأرقام القياسية لا بد أن تتحطم في يوم من الأيام. يحتوي الكتاب ما يلي: حطاب الأشجار العالية, نصوص متلبسة بالجريمة, مسقط الرأس هناك حيث معقل القرامطة و المتنبي, سجن المزة متحف الرعب, لم أكن أملك أجرة التكسي لأذهب إلى مجلة الشعر, عصفور أحدب يستوطن غرفة بملايين الجدران, من مقهى أبو شفيق إلى الشانزليزيه, صورة جانبية في خمسين مرآة.







أجمل ما في كتابات الماغوط إحساسه المرهف وشعورك بأنك تلمس صدقه بيديك...

شكراً لك

_المحبة كلمة من نور..كتبتها يد من نور..على صحيفة من نور.
_الصداقة مسؤولية لذيذة أبداً وليست الصداقة فرصة للنفعيين.


لــــــــــــــ جبران خليل جبران
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07229 seconds with 11 queries